الانباء: جلسة مناقشة البيان الوزاري مداورات هادئة بسقف عالٍوحمادة لميقاتي: الحريري لم يقتل «مبدئياً» بل بطنّين من المتفجرات

حافظت الجلسة النيابية الأولى في اليوم الأول من جلسات مناقشة البيان الوزاري على هدوئها، رغم سخونة المواقف في كلمات النواب سواء في المعارضة أو الموالاة على عكس ما كان يتوقع كثيرون وقد انعكس ذلك ايجابا في مواقف المقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، خصوصا ما يتعلق بالمحكمة، حيث ان الكلام الذي طرح في الجلسة تكرر سابقا في عدة مناسبات وبحدة أكبر.

وقد بدأت الجلسة أمس في فترة قبل الظهر حيث تلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الوزاري الذي استغرق قرابة الساعة وسط إصغاء تام ودون أي رد فعل يذكر أو مشاغبة من نواب المعارضة الجديدة، ومرت الفترة الصباحية على خير.

وبعد قرار التهدئة من قبل الأغلبية النيابية، كان الجميع مصغيا لكلمة النائب مروان حمادة التي بدأها بإبداء الأسف ثلاث مرات للمشهد حيث في مقاعد الحكومة بعض الضمائر الحية التي تربطني بها أواصر الصداقة والوفاء ومشاعر المودة والاحترام، مثمنا موقف البعض منهم لاعتراضه على أكثر البنود دقة في إشارة منه الى بند الحكمة الدولية.

إذا مرت فترة ما قبل الظهر بسلام على الجميع ورئيس المجلس أدار كعادته الجلسة فاسحا المجال امام المتحدثين ليدلوا بدلوهم.

وقد استهل حمادة كلمته بالأسف للمشهد الحكومي والمنطق الذي يسود تشكيل الحكومة ومناقشتها، ولتحويل مناسبة برلمانية الى شبه جلسة تمهيدية للمحكمة الخاصة بلبنان.

وتوجه الى رئيس الحكومة بالقول ان صديقك رفيق الحريري لم يستشهد «مبدئيا» بل اغتيل بطنين من المتفجرات ومعه كوكبة من زملائك ورفاقك.

وطالب رئيس الحكومة ميقاتي بالتخلي فورا عن الصيغة المعتمدة في البيان حول المحكمة والعودة الى ميثاق الوفاق الوطني وتسوية الدوحة، وقال ان المحكمة ليست عدوة، انها حليفتكم لاخراج لبنان من براثن الجريمة المنظمة والطليقة اليدين.

وأضاف: وللعماد عون وللذكرى فقط ان المجتمع الدولي الذي يسخر منه حاليا، حماه وأنقذه عندما شرع انقلاب الموازين ابواب قصر بعبدا.

وتابع: أزيد لصديق ورفيق العمر وليد جنبلاط ان المحكمة التي لم تكن آنذاك لتحمي الشهيد الكبير كمال جنبلاط قد تكون حمتك عندما أدرجت في رأس لائحة المغضوب عليهم اقليميا.

وإلى سماحة السيد نصرالله نتطلع ونتمنى ان يأتي يوم نستطيع انشاء محكمة خاصة بفلسطين وأرضنا المحتلة في لبنان وسورية. وأضاف: نريد ان نعلم قبل مهلة الـ 300 سنة من قتل رفيق الحريري ورفاقه؟

وختم: نقول للحكومة كلنا للعمل كلنا للوطن، لا تتحولي الى حكومة: كلنا للعمل ضد الوطن». وكان حمادة يرد على الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد في مستهل الجلسة ان الحكومة في بيانها الوزاري تلتزم تطبيق الدستور ومتابعة تنفيذ اتفاق الطائف واعادة الثقة بين اللبنانيين وتحصين الوحدة الوطنية والعيش الواحد، وأكد البيان على اهمية الحوار لحل النزاعات.

كما اكد البيان الحرص على جلاء الحقيقة وبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه: سنتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت، مبدئيا لاحقاق الحق والعدالة بعيدا عن اي تسييس او انقسام وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي. وكان الغائب الأبرز عنها الرئيس سعد الحريري المتواجد في باريس لدواع أمنية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الذي خاطب المعارضة في اجتماع لكتلته قبل الجلسة قائلا «من مصلحتهم ان يضبوا لساناتهم».

وكان لافتا حضور رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط وأعضاء كتلته الى جانب نواب حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح وكتلة التنمية والتحرير وكتلة المستقبل برئاسة النائب فؤاد السنيورة.

كما غاب عنها رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. في حين حضرت الحكومة بكامل أعضائها حيث راح البعض منهم يستكشف معالم المؤسسة التشريعية التي ارتدت حلة جديدة بعد عملية الترميم التي استغرقت قرابة العام.

وفي الجلسة المسائية علّق الرئيس ميقاتي على هدوء الجلسة الصباحية بالقول: هذه هي اجواء الديموقراطية، وقال انا مرتاح.

وقد استهلت بكلمة لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري (المستقبل) الذي خاطب الحكومة بقوله: المطلوب هو ان تقولوا صراحة نحن ملتزمون بالمحكمة الدولية نثق بها ونسلم بأحكامها، ونتعاون معها وننفذ طلباتها، وقال: تصرفوا بمسؤولية والا تحملوا المسؤولية ثم اعلن حجب الثقة، محذرا من اللعب بالنار.

النائب د.عماد الحوت ممثل الجماعة الاسلامية في بيروت بالمجلس النيابي امتنع عن التصويت، بالثقة او بحجبها في حين طالب الحكومة بعدم تسليم اي مواطن سوري يلجأ الى الاراضي اللبنانية.

النائب روبير غانم ناقش بيان الحكومة ثم اعلن حجب الثقة وقال ان التشكيك بالمحكمة الدولية ليس محرما شرط ان يكون ضمن الشرعية الدولية، وبعيدا عن البراعات اللفظية اذا جاز التعبير وليس بالعصيان على المحكمة او القول بأن المحكمة مسيسة، فهذا خطأ، وانا من دعاة مواجهة المحكمة داخل المحكمة.

وحول اقتراح النائب روبير غانم بأن يأخذ مجلس النواب قرارا بالاجماع باعتبار ان ما جرى من عدم التوازن في التوزيع داخل الحكومة كان استثنائيا ولا يتكرر، قال بري ان ما حصل هو خرق للعرف وليس للميثاق.

وتحدث النائب علي بزي (امل) ثم النائب نوار الساحلي (حزب الله).

وكانت حصيلة الفصل الاول من المناقشات تحدث 21 نائبا منح منهم الثقة للحكومة ستة فقط.

وستكمل المناقشات اليوم وغدا.

لقطات

٭ الاعور: نادى الرئيس نبيه بري على النائب فادي الهبر لاعطائه الكلام فقيل له غير موجود فاستغرب، وتبين ان طالب الكلام هو فادي الاعور.

فعلق بري «اذا كان اعور» فكيف اقرأه بشكل صحيح.

٭ كلام بذيء: استخدم النائب الاعور في كلمته عن المحكمة والاميركيين والاسرائيليين كلمة شعبية بذيئة مع الاعتذار، فطلب الرئيس بري شطبها من المحضر، كما شطب عبارة تنال من القضاء وردت في خطاب النائب نعمة الله ابي نصر.

٭ كسروان: النائب نعمة ابي نصر ركز على منطقته كسروان وركز على المقارنة مع منطقة الشمال في دفع الضرائب والانماء متوجها الى رئيس الحكومة رغم منح الثقة للحكومة.

فعلق بري ليس التركيز على الشمال، خليها على الجنوب وحلها.

٭ هل هناك ثقة؟ عندما انهى النائب عاطف مجدلاني وقد نال من الحكومة وبيانها في كل موضع سأله بري مازحا هل ستمنح الحكومة الثقة ام لا، فرد مجدلاني بعد كل هذا الكلام هل هناك ثقة.

٭ دور اكبر من لبنان: النائب محمد قباني قال في العام 1951 اغتيل رياض الصلح وعام 1977 اغتيل كمال جنبلاط، وعام 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري والرابط واحد بينهم ان كلا من الثلاثة قد لعب دورا عربيا ودوليا اكبر من لبنان.

وتوقفت النائب قباني عن الكلام فسأله بري ما القصة، فرد ناطر النائب سرج طور سركيسيان ماذا يريد ان يفعل. فرد بري دائما يتشاغب عليك. فرد سركسيان لا اشاغب على قباني لانه زعيمنا ورئيسنا، قباني اذا هيك اسكت.

السابق
اللواء: المطلوب من الأسد وقف العنف ومن لبنان العدالة والإستقرار
التالي
الاخبار: يوم الثقة الأوّل: فشل هجوم المعارضة