أحمد قبلان: دعا إلى اعتبار القرار الاتهامي للمحكمة كأنه لم يكن، فهو صادر عن جهة تحوم حولها شبهات كثيرة وعلامات استفهام كبرى

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وأبرز ما جاء فيها:" بعد مخاض عسير وحركات المد والجذر ولدت الحكومة وأنجز البيان الوزاري بالتزامن مع القرار الاتهامي الصادر عن محكمة دولية تحوم حولها شبهات كثيرة وعلامات استفهام كبرى لما تستبطنه من استهدافات باتت معروفة الغايات سلفا، إنهم يريدون رأس المقاومة لا أكثر ولا أقل. هذا الأمر أصبح واضحا وجليا، إذ منذ إنشاء هذه المحكمة ومباشرتها لعملها ولتحقيقاتها ولإجراءاتها التي قضت بسجن الضباط الأربعة بناء على إفادات شهود الزور، ومن ثم إخلاء سبيلهم بعد سجنهم لمدة خمس سنوات دون أثباتات أو أدلة تدينهم، هذه المحكمة لم تعد بحاجة إلى من يتحدث عنها أو يدافع عن عدالتها لقد سقطت بالضربة القاضية ومصداقيتها لم تعد موجودة على الإطلاق، فالقضية ليست قضية كشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كلنا نريد أن نعرف من اقترف هذه الجريمة النكراء ومن شارك فيها ولكن القضية بالتأكيد هي كيف يمكن لإسرائيل ومعها أميركا تركيع المقاومة وتطبيعها بعدما عجزتا معا عن سحق هذه المقاومة البطلة والشريفة إبان عدوان تموز".

واضاف:"إن الأمور واضحة وكل ما يجري الآن دوليا وإقليميا من خلال محكمة الزور هو إحداث الفتنة بين اللبنانيين، وإلا ما معنى هذا التزامن بين تأليف الحكومة وإصدار القرار الاتهامي الذي لم يكن مفاجئا، فالتسريبات كثيرة، والقرار كان معروفا، إنهم يحاولون بكل الوسائل وبشتى الطرق دفع اللبنانيين إلى الفتنة حيث نأمل أن يكون اللبنانيون قد بلغوا من الرشد ما يقيهم شرها، ومن الوعي والإدراك ما يحصنهم ويمنعهم من الدخول في النفق الذي يحفره الكيان الصهيوني. لذا نهيب بالجميع وندعوهم إلى اعتبار هذا القرار كأنه لم يكن، لأن صناعته وفبركته معلومة ومعروفة المصدر وليست خافية على أحد، لاسيما إذا قرأنا بإمعان وبتبصر ما يجري في المنطقة ومن حولنا، وما يحضر لسوريا وينصب لها من أفخاخ تحت عناوين الديمقراطية والإصلاح".

وأكد سماحته على أن "اللبنانيين جميعا قيادات ومسؤولين مدعوون لأن يتصرفوا بحكمة ودراية وبعدم تشنج واستفزاز، وبأن يكونوا على درجة عالية من الوعي والإدراك لما يدبر لهذا البلد ولأبنائه مستشعرين بالأخطار المدمرة، إذا ما وقعوا في الفخ المنصوب وعلى هذه الحكومة أن تشكل صمام الأمان وأن تتصرف كضابط إيقاع وطني بامتياز يحرص بشدة على نزع فتائل التفجير ويعمل بكل جدية وصدق وإخلاص على تمتين الجبهة الداخلية وجعلها عصية على كل محاولات التهديم والتصديع".

وطالب "الحكومة أن تتصرف وفق القواعد والثوابت الوطنية وأن لا تتهاون على الإطلاق حيال الدس الرخيص ومحاولات زعزعة السلم الأهلي والأمن والاستقرار في البلد، فالمرحلة دقيقة وحرجة، وعلى اللبنانيين جميعا أن يضعوا حدا لسجالاتهم السياسية ولصراعاتهم الطائفية والمذهبية وأن يوقفوا هذا التقاصف بالمواقف والخطابات الاستفزازية التي من شأنها وضع البلد في مهب الرياح الصهيونية، فإسرائيل على الأبواب، والمخططات التي تستهدف المنطقة خطيرة جدا، وما يجري في السودان مرورا بمصر واليمن وليبيا والبحرين والآن في سوريا كله يدلل على أن المنطقة على فوهة بركان وأي تصرف أرعن أو متهور قد يؤدي إلى الانفجار الكبير".

وختم متوجها الى اللبنانيين بالقول: "الى التروي والتعقل يا دعاة العدالة وكشف الحقيقة، فبناء الوطن والحفاظ عليه والدفاع عنه وانطلاق مسيرة الدولة وإعادة ترميم ما هدمته سياسة الكيد والاستئثار والانقسام كل هذا من أوجب الواجبات وأولوية وطنية ينبغي علينا جميعا أن نتجند من أجلها ونعمل في سبيلها".

السابق
كامل الرفاعي: القرار الاتهامي مسيس وولد ميتا
التالي
مخزومي: دعا إلى الحكمة في التعاطي مع إصدار المحكمة الدولية