احمد قبلان: للوقوف إلى جانب الحكومة واللبنانيون جميعا أصبحوا الآن في حاجة ماسة إلى من يخفف عنهم

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها: "الآن وبعد مد وجذر، وولادة متعثرة، تشكلت هذه الحكومة التي نأمل أن توفق في جهودها ومساعيها، وأن تزال من طريقها كل العراقيل والعوائق المصطنعة".

وأكد المفتي قبلان ان "لبنان واللبنانيون جميعا أصبحوا الآن في حاجة ماسة إلى من يخفف عنهم، ومن يهتم بهم، ومن يعالج شؤونهم وبالخصوص الشؤون الحياتية والمعيشية، فالأوضاع ضيقة على الجميع، وليس هناك في لبنان من فئة أو طائفة إلا ويقلقها الهم المعيشي، وتعاني الحاجة والفقر والبطالة، فالأغلبية الساحقة من الناس تعيش القلق والفاقة، تعيش الخوف مما تخفيه الأيام المقبلة، في ظل إشارات غير مطمئنة تدل على أن الآتي قد يكون مثقلا بالمفاجآت غير السارة وغير السليمة بالنسبة إلى المنطقة وبالخصوص إلى لبنان، وما يجري في سوريا، وما يمارس من ضغوط دولية وإقليمية بهدف محاصرة سوريا وإخضاعها وإسقاط خيارها في الممانعة والمقاومة، ليس خدمة لنشر الديموقراطية والحرية، بل خدمة للكيان الصهيوني، وأملا في صناعة شرق أوسط جديد، تكون فيه إسرائيل هي الأقوى".

وأضاف: "كل ذلك يجعلنا نتوجه بالنداء إلى كل القيادات والزعامات العربية ندعوها فيه للوقوف إلى جانب سوريا، وقطع الطريق على هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف من خلال سوريا ولبنان كل المنطقة العربية والإسلامية، وعلى جامعة الدول العربية أن تقوم بالخطوات اللازمة في هذا السياق لوقف هذا الانهيار المريع للكيان العربي الذي تشكل سوريا فيه أحد دعائمه الكبرى وركائزه المنيعة".

وقال: "نتوجه إلى أمير قطر ورئيس وزراء تركيا بأن يكونا سعاة خير، لا سعاة مؤامرة، وأن يعملا بأمانة وإخلاص لوقف هذه الهجمة التآمرية على سوريا، وسقوط سوريا يعني سقوط آخر خطوط الدفاع عن حقوق الأمة العربية وقضاياها المشروعة، فالمؤامرة باتت مكشوفة وليست في حاجة إلى مستندات وأدلة، لقد انفضحت وبانت بشكل واضح لا يقبل الشك ولا الالتباس، والمستهدف هو المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان، وما يفبرك من أحداث، ويصطنع من مطبات، ويدبر من مكائد لسوريا وللبنان معا، كل ذلك يدخل في إطار قلب الطاولة على رؤوس الجميع، وتفتيت المنطقة، وجعلها تعيش التفكك والتفسخ والإرباك والفوضى خدمة للأهداف الأميركية والصهيونية".

وناشد الشيخ قبلان الجميع "التنبه لما قد نواجه من مخاطر وتحديات كبرى إذا لم نسارع جميعا وبالتحديد نحن في لبنان للوقوف إلى جانب هذه الحكومة، وتقديم كل الدعم والمساندة لتمكينها من العمل لأجل كل اللبنانيين بعيدا عن منطق الكيدية والاستفزازية ووضع العصي في الدواليب فهذه الحكومة للجميع، وندعوها لأن تكون للجميع، وإن كانت من فريق واحد ولون واحد بحسب توصيفات البعض".

وشدد على ان "المسؤولية كبيرة، ولا مجال للسجالات والصراعات العبثية، لاسيما في ظل هذه المرحلة الدقيقة والساخنة، وعلى كل القيادات السياسية والحزبية أن تتحمل مسوؤلياتها الوطنية، وأن تترفع في الموقف والخطاب، وأن تخرج من دائرة السجالات والمماحكات، فاليوم هو يوم الأعمال وليس يوم التهريجات الكلامية ولا التنكيتات التي لا معنى لها، لأن المطلوب من الجميع دون استثناء في الموالاة والمعارضة وقف كل هذا الهرج السياسي، وإسدال الستارة على كل هذه المسرحيات التي لم يعد فيها ما يضحك ولا يطمئن، فاللبنانيون جميعا باتوا ممتعضين من هذه اللعبة السخيفة لعبة الاتهام والاتهام المتبادل، هناك بلد ينزف، هناك شعب يئن، هناك انحطاط اجتماعي، هناك أمراض تفتك بالمجتمع من المخدرات إلى السرقات، إلى ارتكاب الجرائم، هناك انحطاط مجتمعي خطير".

وأكد المفتي قبلان "أن المجتمع اللبناني بأسره يعاني حالة مرضية فتاكة في الأخلاق، في القيم، في التربية، في التعاملات في ما بين الناس، فإلى متى أيها الساسة الاستهتار والإهمال؟ إلى متى الاستمرار في صراعاتكم ونزواتكم؟ لذا نطالبكم بإصرار شديد بطي صفحة الخلافات والصدامات وأن تنظروا إلى ما يجري بكل تجرد، فالبلد مستهدف وشعبه مستهدف وما نشهده في طرابلس ما هو إلا أحد فتائل التفجير لجر لبنان واللبنانيين إلى فتنة يعمل لها كي تأكل الأخضر واليابس".

وحذر كل القيادات والفعاليات الطرابلسية، ونببهم ودعاهم الى "العمل على تطويق الأحداث وذيولها، ووضع حد لكل التوترات التي تحصل، وعلى الجيش والقوى العسكرية الأخرى أن تكون واعية لما يدبر وأن تقوم بدورها كاملا وبكل تجرد ومصداقية في ملاحقة المسببين والمفتعلين والمشاركين، كما على هذه الحكومة أن تكون جادة وحازمة وحاسمة في قراراتها وإجراءاتها وفي كل خطوة تخطوها على طريق الإصلاح، ولاسيما في موضوع التعيينات في الإدارات الرسمية التي ينبغي أن تتم بسرعة وطبقا للقاعدة التي تقول الرجل المناسب في المكان المناسب".

وختم بالقول: "لقد آن الأوان كي نخرج من الروتين الإداري، ومن التحاصص في توزيع المراكز والمناصب، وعلى الوزراء الخروج من التبعيات السياسية والحزبية إلى التبعية الوطنية التي ينبغي أن تتسع للجميع ليكون الجميع في خدمة هذا البلد".

السابق
قرطباوي: المسودة التي طرحها الرئيس نجيب ميقاتي للبيان الوزاري لا تتضمن بند المحكمة الدولية
التالي
المسؤول التنظيمي لامل: الحكومة تسير اليوم في حقل الغام محلي، اقليمي ودولي