حوالى 35 ألف صفيحة زيت زيتون كاسدة في حاصبيا

لم يتمكن مزارعو زيتون حاصبيا والعرقوب، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من تصريف كامل انتاجهم من الزيت بعد، حيث لا تزال كميات كبيرة من موسم العام الماضي تصل الى حدود الـ 35000 صفيحة من الزيت البكر، مكدسة في الخوابي والبراميل داخل غرف المونة، او في مستودعات خاصة محجوبة عن اشعة الشمس للحفاظ على جودتها، ويرد المزارعون هذا الكساد في انتاجهم، الى المنافسة غير الشرعية للزيوت المستوردة، والتي تبين فيما بعد انها مغشوشة وضارة بالصحة العامة، ناهيك عن تلكؤ الدولة وتخليها عن مسؤولياتها في دعم هذا القطاع الهام، لجهة المساعدة في مكافحة امراضه وتصريف انتاجه.

مزارعو زيتون حاصبيا والعرقوب، طالبوا الجهات المسؤولة كافة، وزارية، نيابية، مؤسسات، عامة وخاصة، باتخاذ خطوات سريعة للمساعدة في تصريف زيتهم قبل فوات الأوان، حتى يتمكن المزارع من دفع المستحقات المتوجبة عليه، في ظل ازمة اقتصادية خانقة باتت تهدد لقمة عيشه، إضافة الى إهماله بساتينه التي أصبحت العناية بها من الأمر الصعب وربما المستحيل.

مشكلة كساد زيت الزيتون المتمثلة بصعوبة تصريفه، كانت محط اهتمام العديد من رؤساء الجمعيات التعاونية الزراعية والمزارعين واصحاب المعاصر، الذين تباحثوا بهذا الواقع في أكثر من لقاء، وحددوا في ختامها اتجاهات عدة يمكن سلوكها، علّها تساهم في تصريف ما أمكن من الزيت، كما قال رئيس التعاونية الاستهلاكية للزيتون في حاصبيا فايز سعسوع، والذي اعتبر الكساد الحاصل، ضربة قاتلة لهذه الزراعة وللعاملين فيها، بحيث لم يتمكن المزارعون من تصريف أكثر من نصف انتاجهم تقريباً، لتبقى كميات كبيرة من الزيت البكر مكدسة في الخوابي والبراميل يهدّدها التلف، في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة والاقتصادية الضاغطة التي تتحكم بالبلد. وأضاف: يخاف المزارع من ان تنعكس المناكفات الحاصلة في البلد على عملية تصريف الإنتاج، فلا تجار ولا من يسأل عن الزيت. وتساءل ما ذنب المزارع في كل ما يحصل ليكون الضحية دوماً، فيخسر إنتاجه مورد رزقه الوحيد، الذي يعتاش منه في منطقتنا ما يقارب الـ 90% من السكان، فالمزارع لم يعد قادراً على دفع المتوجب عليه من رسوم وأجرة قطف الزيتون وحتى الحراثة والتقليم ومكافحة الأمراض خاصة عين الطاووس، مما سيؤدي الى يباس البساتين، وعندها ستكون المشكلة مضاعفة. وشدّد على ضرورة ان تعمد الدولة وخاصة الهيئة العليا للإغاثة الى تجديد قرار استيعاب الزيت، لمصلحة المؤسسات العامة وخاصة الجيش اللبناني كما كان يحصل منذ عشر سنوات.

نائب رئيس الجمعية التعاونية الزراعية للشتول والزراعات البعلية وتربية النحل، نهاد ابو حمدان، وفي اعقاب لقائه العديد من المزارعين الذي اشتكوا من الكساد في زيتهم، دعا المؤسسات المدنية والعسكرية كافة الى إستيعاب زيت حاصبيا وعلى وجه السرعة، لإنقاذ الموسم ودعم شريحة واسعة من المواطنين. وأضاف: نتوجه بشكل خاص الى الحكومة الجديدة لتحثّ الهيئة العليا للإغاثة لاستيعاب كمية كبيرة من هذا الزيت، باعتبار ما يحصل من كساد هو كارثة وطنية، وعلى مختلف الجهات المعنية التدخل لإنقاذ الوضع. كما وناشد الأحزاب بمختلف اتجاهاتها، ضرورة الالتفات الى هموم مزارعينا في هذه المنطقة الحدودية، حيث عرق المزارع مجبول بدمائه، لحل جزء من هذه المشكلة التي باتت تهدد الوضعين الاقتصادي والزراعي.
واستغرب المزارع الشيخ ابو سامي ملي تجاهل المسؤولين هموم هذه المنطقة، والتي لم تتأخر يوماً في تسديد كافة الضرائب والرسوم المتوجبة عليها حتى في أحلك الظروف، وكأنها اليوم وفي هذا الإهمال المتصاعد يراد لها ان تكفر بهذا الوطن، وبقادته الذين أداروا ظهورهم لحاجيات ومتطلبات أبنائه، مــشيراً الى ان كميات كبيرة من الزيت البــكر لا تزال مكدّسة في المنــازل وفــي خزانات المعاصر، ومثل هذا الواقع يطال مئات المزارعين، ونحــن في هذه المنطقة نفخر بنوعــية زيتنا الذي أثبتت الفحوص المخبرية وشهادات اصحاب الخبرة، انه من اجود الزيوت في العالم، ولكــن وللأسف كل ذلك لم يشفع بنا ولم تعمل الدولة على مساعدتنا في تصريفه، ونأمل ان تضــع الحكــومة الجديدة هذه المشكلة في سلم اولوياتها من اجل المساعدة في تصريف إنتاجنا.

السابق
رسائل حُب عمرها 2000 سنة
التالي
ترّو: تعييني كسر التمثيل الطائفي للاشتراكي وحصره بالدروز