البناء: ماذا يُعِدُّ فريق المستقبل للبنان؟ …ميقاتي: توقيت مُريب وما مِن أحد أقوى من الدولة

ماذا يُعِدُّ فريق «المستقبل» للبلاد، وهل هذه هي المعارضة السلمية للحكومة الجديدة التي وعد بها هذا الفريق؟
ما جرى في طرابلس امس اكد ان تيار المستقبل يختار طريق التوتير وجر البلاد الى الفتنة وعدم الاستقرار لأهداف سياسية مكشوفة بعد خسارته للسلطة، في الوقت الذي يتجول رئيسه سائحا في الخارج.
ففي توقيت مدروس لجأت مجموعات في تيار المستقبل واخرى سلفية الى تفجير الوضع في طرابلس عند باب التبانة وبعل محسن اثناء وجود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء طرابلس في المدينة لاستقبال المهنئين.
تصعيد مسبق
وقد سبق هذا التفجير المفتعل والموقت تصعيد على الارض إن من خلال التظاهر اول من امس وأمس حيث ردد المتظاهرون هتافات تحريضية ضد الحكومة وشعارات مذهبية، بينما ادلى نواب في تيار المستقبل بتصريحات ساخنة منهم النائب محمد كبارة الذي بشّر بالانفجار في الشارع.
كل ذلك، مثل حركة تمهيد لتفجير الوضع في المدينة وبالتالي إثارة الغبار في وجه الحكومة مع بداية انطلاقتها.
مخطط وثلاثة عناوين
وأفاد مصدر سياسي واسع الاطلاع ان ما حدث في طرابلس بالأمس لم يكن بريئا بل مخططا له منذ تأليف الحكومة.
وقد حصل التحرك تحت ثلاثة عناوين:
الاول: «نصرة الشعب في سورية عبر الهجمة على النظام، واتهامه بقمع فئة مذهبية بالتحديد, ما يعني ان التحرك في طرابلس عنوانه مذهبي في الدرجة الاولى».
وكانت شهادات المواطنين الواضحة على شاشات التلفزيون عبر ما قالوه دلالة واضحة على هذا الاتجاه.
العنوان الثاني: كان يوم حكومة «حزب الله اي ان العنوان الآخر الذي ارتدى التحرك، هو ايضا عنوان مذهبي تحت شعار حكومة حزب الله وسورية وإيران».
اما العنوان الثالث: فهو محاولة كسر هيبة الوزراء الطرابلسيين الجدد وبالتحديد هيبة رئيس الحكومة.
وأضاف المصدر ان الحركة المسلحة المذهبية الواضحة في مدينة طرابلس اشبه ما تكون بمظهر حرب اهلية سلفية، هيأ لها الفريق المتضرر من تشكيل الحكومة اي من انتقال المرجعية السياسية للحكم من موقع الى آخر، وهذا تعبير عن الإفلاس الذي يحاول اصحابه ان يتحركوا لانهم يعتقدون انهم لم يخسروا شيئا. لكن الايام القليلة المقبلة ستثبت للجميع ان احدا لا يستطيع ان يكون اكبر من الدولة، وان الامن والاستقرار هما خط أحمر لن يسمح بتجاوزه تحت اي عنوان وأي شعار.
شهيد و5 قتلى
وقد ادت الاشتباكات التي نتجت من ذلك الى استشهاد جندي وسقوط خمسة آخرين بينهم المسؤول العسكري للحزب العربي الديمقراطي علي فارس، كما سقط عدد من الجرحى من المواطنين من جراء الاشتباكات وعمليات القنص.
وقد تدخلت وحدات من الجيش والمغاوير والعديد من الآليات باتجاه منطقة الاشتباكات من اجل وقفها، وحذر الجيش من ظهور اي مسلح في الشوارع.
ولقيت الوحدات العسكرية صعوبة ما ادى الى بطئها في التحرك لكن الاشتباكات تراجعت نسبيا مساء خصوصا مع دخول الآليات من محاور عدة باتجاه بعل محسن وباب التبانة.
ميقاتي: خط أحمر
وبرز موقف حازم وحاسم للرئيس ميقاتي الذي عقد مؤتمرا صحافيا اكد فيه ان السلم الاهلي خط أحمر، ومخطئ من يعتبر نفسه اقوى من الدولة ولن نسمح بأن يمد أحد يده على طرابلس والقانون سيطبق على الجميع.
وقال: ان امن المواطن والوطن من مسؤولياتنا وسنحافظ عليه، مشيرا الى ان الجيش لديه اوامر واضحة لوضع حد لهذه الفتنة.
واضاف: لقد فوجئنا بأيدي الفتنة وبالتوقيت المريب ونفهم ان تكون المعارضة سلمية ونحن نقوم بواجبنا لقطع يد الفتنة في المدينة.
وقد اعطى الرئيس ميقاتي ايضا اوامره بالتحقيق الى النهاية في ما حصل لتحديد المسؤولين وتوقيف كل الذين كانوا وراء ذلك.
وقد بقي الوضع متوترا في المدينة مساء ولوحظ ان نواب المستقبل لم يدلوا بأي موقف او اي تصريح خلال الاشتباكات وبعدها بساعات.
وقد ألغى الرئيس ميقاتي ووزراء طرابلس الاستقبالات التي كانت مقررة للتهنئة وبقي في المدينة يتابع اولا بأول التطورات والاحداث.
وكان عضو تكتل «لبنان أولا» النائب محمد كبارة قد حذر في تصريح له امس من أن الشارع في حالة غضب وفوران نتيجة ممارسات حزب الله، ملوحا بأن هذا الشارع قد ينفجر في أي لحظة.
لجنة البيان
على صعيد آخر تستأنف اللجنة الوزارية اجتماعها يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة مسودة مشروع البيان الوزاري الذي توقعت المصادر إنجازه في مجلس الوزراء الاسبوع المقبل تمهيدا لمثول الحكومة على اساسه امام مجلس النواب لاحقا لنيل الثقة على اساسه.
وبات معلوما ان البيان الوزاري سيتضمن محاور عديدة على المستويين الداخلي والخارجي، حيث تضع الحكومة في اولوياتها الشأن المعيشي والإصلاح الإداري والتعيينات الإدارية والتشكيلات الدبلوماسية، بالاضافة الى معالجة الملفات الحيوية مثل الكهرباء ومشاريع السدود والإفادة من الثروة النفطية بعد إقرار القانون بشأنها.
اما في السياسة الخارجية فقد عبّر الرئيس ميقاتي خلال اليومين المنصرمين عن ثوابت هذه السياسة وحرص لبنان على الانفتاح على المجتمع الدولي، ومن الطبيعي ان يجري التأكيد على مثلث الجيش والشعب والمقاومة في إطار الاستراتيجية الدفاعية للبلاد.
نصرالله ـ حردان
سياسياً، برز أمس اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان يرافقه عضو المجلس الأعلى في الحزب قاسم صالح وبحضور محمود قماطي.
واستعرض الجانبان وفق بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله «المستجدات والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة»، واعتبرا أن تشكيل الحكومة الجديدة خطوة مهمة جدا على المستوى الوطني، وأكدا لزوم أن تتحمل الأكثرية الجديدة مسؤولياتها بكل تعاون وتكامل حتى تتمكن من تحقيق الإنجازات التي يتوقعها الشعب اللبناني على مختلف الصعد. وأكد الجانبان تواصل التعاون وتمتين العلاقة الثنائية بين الحزبين وعلى جميع المستويات.
دعم أوروبي
وقد تلقت الحكومة الجديدة دعماً أوروبياً واضحاً امس عندما رحبت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان بعد لقائها الرئيس ميقاتي بالحكومة معربة عن ارتياحها لتشكيلها.
شهيد وجرحى في حمص ودير الزور
على الصعيد السوري استشهد عنصر من الشرطة وجرح عدد آخر بينهم ضابط، برصاص المجموعات الإرهابية خلال مطاردتها من قبل وحدات الجيش والشرطة في منطقة رحبة في دير الزور، وفق ما نقل التلفزيون السوري أمس.
… وفي حمص
وأضاف التلفزيون السوري أيضاً، إن جندياً استشهد وجرح أكثر من عشرين آخرين من جراء تعرضهم للرصاص من مسلحين في حي سوق الحشيش في حمص.
وعمد المسلحون أيضاً إلى الاعتداء على سيارات المواطنين في حي الخالدية في المدينة، كما عمدوا في حي القرابيص الى قطع الطريق في حاويات النفايات وأشعلوا الإطارات المطاطية.
جسر الشغور تنفي
في سياق آخر، ودحضاً لكل الشائعات، نقل التلفزيون السوري عن أهالي جسر الشغور استنكارهم لما بثته بعض المحطات حول تعرضهم لاعتداءات أثناء عودتهم إليها، وأكدوا أن الجيش أعاد الطمأنينة إلى المواطنين.
وكانت فضائية «الجزيرة» قد واصلت ادعاءاتها وأضاليلها أمس ونقلت عن شاهد عيان مزعوم أن سوريين تعرضوا لاعتداءات واغتصاب لدى عودتهم الى جسر الشغور.
كما زعمت الفضائية نفسها في سياق آخر، أن الاتصالات الهاتفية والإنترنت قد قطعت عن دوما وحرستا في ريف دمشق.
ساركوزي والعقوبات
في هذا الوقت تواصلت المواقف الغربية ضد سورية وخصوصاً على المستوى الفرنسي، وبالتزامن مع استمرار حملة التضليل والافتراءات الإعلامية التي تمارسها بعض وسائل الإعلام في الداخل والخارج بتناغم مدروس.
وأمس أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن فرنسا والمانيا اتفقتا على الدعوة الى فرض عقوبات أشد على سورية. وأشار في مؤتمر صحافي بعد أن أجرى محادثات في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن فرنسا وبالتعاون مع ألمانيا تدعو الى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة حسب زعمه ووفق وصفه.
… وشمال الأطلسي
من ناحيته، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أندرس فوغ راسموسن ما وصفه بـ «العنف الجبان» الذي يستخدمه «النظام السوري» ضد المتظاهرين واستبعد راسموسن في تصريحات متلفزة على هامش زيارته إلى اسبانيا، إمكانية تدخل الحلف في سورية، ذلك لأنه خلافاً للحالة الليبية، فإنه لا يوجد بالنسبة الى عملية في سورية لا تفويض من جانب الأمم المتحدة، ولا دعم إقليمي» على حد قوله.
مزاعم ميليس
في سياق آخر، ورغم كل التقارير التي ثبتت ضده إبان توليه رئاسة لجنة التحقيق الدولية والكشف عن الثروة التي جناها من جراء اختلاق رواياته وتقاريره بشأن قضية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري، زعم ديتليف ميليس أمس وفي حديث الى الإذاعة الألمانية أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من أمر بقتل الحريري، بعدما «اشتبه السوريون في أن الحريري سعى بالتعاون مع الفرنسيين والأميركيين إلى إسقاط النظام في سورية وإلى نزع سلاح حزب الله حسب ادعاءات وفبركات المحقق الدولي المنتهية صلاحيته.
وقال إن إفادات الشهود، الشهود الزور طبعاً الذين صنّعهم هو والفريق المعني الذي عمل عنده ميليس، تؤكد له أن «هيكلية نظام الحكم في سورية لا تسمح بارتكاب هذه الجريمة إلا من خلال توجيهات الأسد».
بين الأمن واللجوء
وأمس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن «أمن لبنان وأمن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري اولوية بنظر فرنسا، شأنه شأن أمن سائر السياسيين اللبنانيين»، وذلك تعليقا على معلومات صحافية افادت عن احتمال ان يكون الحريري قد تعرض لمحاولة اغتيال.
وقال المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو خلال لقاء صحافي، ردا على سؤال عما اذا كان سعد الحريري في وضع لجوء في فرنسا، إن «الحريري غالباً ما يأتي الى فرنسا، فيكون هنا يوما ويغادر في اليوم التالي، ولا معلومات خاصة لدي بهذا الصدد»، مشيرا الى أن «موقف فرنسا الثابت بصورة عامة هو ان امن الحريري كأمن اي مسؤول سياسي لبناني آخر، كما أمن لبنان بأسره، اولوية بنظر فرنسا».

السابق
أولى علائم هذه الحكومة تعالي الرئيس برّي!
التالي
النهار: القلوب المليانة تنزف في بعل محسن – التبانة..ميقاتي يغمز من المعارضة و”المستقبل” يأسف