الاخبار: ميقاتي: الحكومة صُنعت في لبنان

انتقل أمس الرئيس نجيب ميقاتي إلى السرايا الحكومية وترأس أولى جلسات لجنة صياغة البيان الوزاري. أهم ما حصل في الاجتماع دعوة ميقاتي الوزير جبران باسيل إلى الانضمام إلى اللجنة، لكن المساء حمل معه تطورات أكثر أهمية، أبرزها دعوة رئيس تيار المستقبل إلى وقف التحريض
انطلقت عجلة العمل الحكومي. وصل الرئيس نجيب ميقاتي إلى السرايا الحكومية، أمس، وباشر نشاطه بالاجتماع الأول للجنة صياغة البيان الوزاري، وتقدم باقتراح ضمّ الوزيرين جبران باسيل ووليد الداعوق إلى اللجنة التي ستعقد اجتماعها الثاني عند الرابعة والنصف من الثلاثاء المقبل.
وفي حديث إلى برنامج «كلام الناس»، أكد رئيس الحكومة مساءً أنّ تأليف الحكومة «موضوع لبناني بحت، وهذه الحكومة صنعت في لبنان». ودافع ميقاتي عن حكومته قائلاً إنّ «التشكيلة فيها مستقلون وفيها رأي حرّ ولن ترضخ لأحد سوى لمصلحة لبنان واحترام كل الالتزامات الدولية، وأن يكون جزءاً من المجتمع العربي». وأضاف: «أقسم بأنني شكّلت الحكومة الأحد مساءً، وتحديداً عند الساعة الحادية عشرة، وقلت للرئيس سليمان في اليوم التالي بأنني لن أخرج من القصر الجمهوري قبل تأليف الحكومة».
وفي ما يخص البيان الوزاري، أعاد ميقاتي تأكيد دور سلاح المقاومة مشيراً إلى أنّ «السلاح غير الموجّه إلى العدو الاسرائيلي يصبح سلاحاً فئوياً ولن أسمح لأحد أن يمثّل السلاح خوفاً له». أما في ما يخص سوريا، فشدد على العلاقة التي تربط لبنان بسوريا مؤكداً أنّ «لبنان ليس مقراً لأي عمل عدائي لسوريا، ونسعى جدياً كي يكون لبنان مقرّاً وممرّاً للخير في سوريا». وعن القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، لفت إلى أنه عند صدور القرار «تجتمع الحكومة وتأخذ القرار المناسب»، مؤكداً «التزام لبنان بالعلاقات مع المجتمع الدولي».
ووجّه ميقاتي رسالة إلى تيار المستقبل قائلاً: «كفى تحريضاً، أنا لا أميّز بين تيار أو آخر ولا بين زعيم أو آخر»، مضيفاً أنّه على الصعيد الشخصي «لا يوجد لديّ أي حقد أو ضغينة تجاه الرئيس الحريري، وفي الموضوع السياسي له الحق في أن يكون في المعارضة». وبشأن التعيينات، أعلن أنّ الحكومة اللبنانية ستطرح موضوع التجديد لحاكم مصرف لبنان في أوّل جلسة بعد نيلها الثقة.
وبالعودة إلى لجنة صياغة البيان الوزاري، تمحور النقاش حول تصميم البيان الوزاري وشكله، فاقترح الوزير نقولا نحاس تقديمه بصيغة «الباوربوينت، السهلة والمرتبة في الآن نفسه»، ودعم ميقاتي فكرة تبسيط البيان واقتضابه. لكنّ وزراء فريق 8 آذار شدّدوا على أهمية «جدّية البيان ووضوحه». وأشارت مصادر مطلعة إلى أنّ النقاشات الأولية حول البيان أدّت إلى توافق المجتمعين على أن يكون «جامعاً ويتناول كل الملفات، والاستراتيجية الدفاعية ضمناً».

دعوة باسيل

لكنّ الأهم في اجتماع أمس هو دلالات دعوة باسيل إلى الانضمام للّجنة. وتقول رواية أحد الوزراء الجدد إنه خلال الاجتماع الأول للحكومة في قصر بعبدا، الاثنين الماضي، قدّم ميقاتي اقتراحه الاسميّ لأعضاء لجنة البيان الوزاري الذي ضمّ كل الأعضاء الحاليين باستثناء الوزير شربل نحاس الذي كان مستبدلاً بالوزير نقولا فتوش. لكنّ الأخير اعتذر عن عضوية اللجنة لأسباب مَرَضية، علماً أن الذين يعرفون فتوش يقولون إنه «ابتسم تلك الابتسامة الزحلاوية الصفراوية»، أي، بمعنى آخر، انسحب لإدراكه أنّ الاقتراح الأوّلي لميقاتي لن يمرّ مرور الكرام، إذ حمل تهميشاً غير مباشر لتكتّل التغيير والإصلاح. ونتيجة انسحاب فتوش، اقترح الوزير جبران باسيل اسم شربل نحاس لعضوية اللجنة، لكن ميقاتي تجاهل طلب باسيل إلى أن ذهب النقاش إلى ضرورة المحافظة على التمثيل الكاثوليكي، ممّا أدى إلى موافقة الجميع على نحاس. والمفاجئ في ما حصل في الجلسة الأولى أنّ وزراء تكتل التغيير والإصلاح، وعلى رأسهم باسيل، لم يفتحوا النار على ميقاتي نتيجة اقتراحه، بل تجنّبوا الصدام معه.
لكنّ العماد ميشال عون، يقول أحد المطّلعين، كلّف أحد الأشخاص بمهمة طرح سؤال واضح على ميقاتي، هو: «أليست لجنة صياغة البيان الوزاري ناقصة يا دولة الرئيس؟»، فدار السؤال في ذهن ميقاتي، واتّخذ قراره (بينه وبين نفسه): سأدعو إلى مشاركة جبران باسيل في اللجنة، وحصل هذا الأمر أمس عبر اقتراح تقدم به الرئيس في مطلع الجلسة، مشيراً إلى أنه قرر ذلك بعد مشاورة الرئيس ميشال سليمان.

عقدة أرسلان

إلى ذلك، لا تزال استقالة الوزير طلال أرسلان محور نقاشات طويلة في مجالس الأكثرية النيابية التي أشارت مصادرها إلى وجود ثلاثة خيارات متاحة لحلّ هذه العقدة، أولها توزير الوزير السابق عادل حميّة، وهو أحد المقربين من الرئيس نجيب ميقاتي، ويُعدّ جزءاً من فريقه المالي. وتقول هذه الأوساط إن ميقاتي ربّما عمد إلى إحراج أرسلان لإخراجه وإدخال حميّة مكانه. لكنّ هذا الطرح، بحسب الأوساط نفسها، مرفوض من جميع القوى المشاركة في الحكومة. أما الخيار الثاني، فهو أن يُسمّي أرسلان مروان خير الدين بدلاً منه، لكنّ حظوظ هذا الطرح تتضاءل مقارنة مع الخيار الثالث الذي يقترح رفض استقالة أرسلان على أن يبقى المقعد معلّقاً لحين تعيين خير الدين!

جعجع: حكومة عزل لبنان

وفي المواقف المعارضة، انتقد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، التشكيلة الحكومية مجدداً، لافتاً إلى أنّ المجتمعين العربي والدولي قابلا الحكومة الجديدة بالصمت من دون إصدار بيانات المباركة والارتياح كما جرت العادة. وسأل: «الى أين هذه الحكومة؟ وما الذي تستطيع انجازه طالما أنكرها منذ لحظة ولادتها أكثر من نصف الشعب اللبناني، وأقلّه تحفّظت عليها وأبدت عدم الرغبة بالتعاون معها أكثرية الدول العربية والدولية؟». واستخلص وصفاً جديداً للحكومة: «حكومة عزل لبنان عن محيطه العربي وعن المجتمع الدولي».

Sسوريا توقف صيّادين

وليلاً نقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مندوبها في عكار أنّ البحرية السوريّة أوقفت مساء أمس مركب صيد لبنانياً دخل عن طريق الخطأ المياه الاقليمية السورية قبالة شاطئ العريضة الحدودي، وعلى متنه 4 صيّادين لبنانيين. كذلك أشارت الوكالة إلى أنّ نحو الف شخص خرجوا مساءً في تظاهرة عند ساحة التل في طرابلس تأييداً للشعب السوري مطلقين هتافات ضد الدولة اللبنانية لتسليمها الهاربين من سوريا. وقطع المتظاهرون الطريق الدولية في منطقة نهر أبو علي، فيما عملت القوى الأمنية على إعادة الهدوء إلى المنطقة..

السابق
الحياة: ميقاتي لموظفي السراي: الأولوية للناس
التالي
إبحثوا عن المرأة