المركزية: لقاءات مسائية في فردان والرئيس المكلف في بعبدا غدا

 تحت قبة البرلمان اجتمعت التناقضات المجلسية فأفرزت تسهيلات حكومية. والمصير المتوقع سلفاً للجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ49 مادة لم يخالف التوقعات فبقيت في رسم النصاب غير المكتمل، مرجأة الى الأربعاء المقبل، الا انها أمنت الفرصة البديلة لاجتماع في مكتب الرئيس بري أفضى في حصيلته الأولية الى كسر الجليد بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، حسب ما أعلن ميقاتي الذي أوضح انه تفاهم مع عون على الخطوات المقبلة لتسهيل مهمته.

حسم عون – ميقاتي: وفي وقت اجمعت مواقف المشاركين في الاجتماع على تحقيق تقدم حيث أبدى الرئيس بري تفاؤلاً نسبياً في إمكان التشكيل معتبراً ان "الفول تيصير بالمكيول" وأمل النائب سليمان فرنجية في ان ينتج اللقاء حكومة قريبة، ذهبت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" الى حدود اعتبار ان اللقاء بين ميقاتي وعون حسم كل النقاط العالقة، وان الحسم في التشكيل بات في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يفترض ان يقدم جواباً لميقاتي حول مرشحيه للمقعد الماروني السادس. واعتبرت نقلاً عن مصادر انه بناءً على التطورات الأخيرة لم يعد هناك من مبرر للتأخير.

نتائج الاجتماع: الا ان أوساط المجتمعين أبلغت الى "المركزية" ان التوغل في التفاؤل في غير محله، ذلك ان الاجتماع لم يخرج عن إطار كسر الجليد بين ميقاتي وعون وشكل مناسبة للمصارحة والمصالحة، حيث شرح الرئيس المكلف موقفه من التشكيل، مستغرباً الحملة التي تشن ضده واتهامه بعدم الرغبة في تأليف حكومة بناء لاملاءات غربية وأميركية.

وتمنى على العماد عون وأركان الأكثرية التعاطي بإيجابية في مسار التأليف ونبذ السلبية وإبعاد منطق الفيتوات، طالباً ان يعرض كل فريق مطالبه وشروطه واقتراحاته.

لقاءات الساعات المقبلة: وأوضحت ان "لقاء الصدفة" شهد اجماعاً من قبل أركان الأكثرية على وجوب الإسراع في التشكيل وتجاوز الاعتبارات الخاصة نحو المصلحة الوطنية العليا. وتوقعت في ضوء المناخ الإيجابي، ان يسلك قطار التشكيل طريقه نحو محطات متقدمة، خصوصاً ان اللقاء أمن المصالحة بين ميقاتي وبري بعد أجواء الفتور بينهما وعبد طريق التواصل بين ميقاتي وعون وبث انتعاشاً داخل الفريق الأكثري، مشيرة الى إمكان عودة هذا التواصل باندفاع على خط فردان والمقرات المعنية مساء على أن يزور الرئيس ميقاتي غداً قصر بعبدا للتشاور في آخر ما أفضت اليه حركة الاتصالات.

وشددت الأوساط على ان العماد عون الذي ابدى إيجابية ملحوظة إزاء ميقاتي خلال الاجتماع، قد يعمد الى تزويد ميقاتي لائحة مرشحيه التي يطلبها للوزارات في وقت قريب.

دفاع بري: وفي أعقاب الاجتماع عقد بري مؤتمراً صحافياً خصصه للدفاع عن موقفه بالدعوة الى الجلسة منطلقاً من الدستور باعتبار انه لا ينص على وجوب حضور الحكومة، لافتاً الى ان مجرد ان تستقيل يصبح المجلس في حال انعقاد حكمي وليس في حاجة الى مرسوم على الإطلاق، وعليه ان يدعو الى جلسات تشريعية اذا طالت الفترة الزمنية. وأكد ان الدستور لا ينص على وجوب حضور الحكومة وان الدعوة هي من ضمنه ولحماية النظام اللبناني ولا سيما النقدي.

ولفت بري الى انه لن يقبل باحتكار السلطة ووضع خطوط حمر وقال: لا يمكنني من موقعي الدستوري ان أكون شاهداً على اللامبالاة في الدستور، داعياً المجتمع المدني الى مغادرة الصمت ورفض تكريس اعراف جديدة أقوى من الدستور. 

السابق
شـــقير: في انتظار الأيام الثلاثة المقبلة وإلا فالصرخة
التالي
“الشيوعي”: البرجوازية اللبنانية تعجز عن الإصلاح