تلاشت اجواء التفاؤل الحكومي، وتراجع منسوب الكلام عن ولادة حكومية قريبة وسط عودة الشروط والشروط المضادة الداخلية وسط الحديث عن "فيتو" خارجي يمنع الولادة بانتظار جلاء الاوضاع في دمشق. ورغم ذلك، فإن قوى الاكثرية ما زالت تسرب اجواء تفاؤلية عن ولادة قريبة للحكومة، وان العقد اصبحت في خواتيمها وان الاتصالات تكثفت خلال الساعات الماضية، فيما تحدثت احدى الوسائل الاعلامية المرئية عن لقاء بين السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر سيزيل كل العقد.
لكن الوقائع تشير الى عقد مستعصية واجواء غير ايجابية بين الرئيسين سليمان وبري من جهة على خلفية عقد الجلسة العامة للمجلس النيابي وميل رئيس الجمهورية الى عقد جلسة استثنائية لحكومة تصريف الاعمال للتجديد لحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامه، حيث يحظى طرح الرئيس سليمان بدعم من قوى 14 اذار، والتي تؤيد ايضا اللجوء الى المراسيم الجوالة للتمديد لسلامه في حال لم يتم الاجماع على عقد جلسة عامة لمجلس النواب.
كما تشير المصادر الى اجواء غير ودية تسود العلاقة بين الرئيس بري والرئيس ميقاتي على خلفية جلسة مجلس النواب وهذا ما دفع الرئيس بري الى تكليف معاونه النائب علي حسن خليل بمتابعة الملف الحكومي، وهذا ما ادى الى الغاء الاجتماع الاخير بين بري وميقاتي والذي كان مقررا في عين التينة منذ عدة ايام.
وعلى خلفية الجلسة العامة لمجلس النواب شن رئيس مجلس النواب نبيه بري حملة على قوى 14 اذار وبالتحديد نواب تيار المستقبل حيث يعرف الرئيس بري ان مهندس هذه الحملة هو الرئيس فؤاد السنيورة الذي تجاوز كل الاعراف ليأتي اليوم ويحاضر في العفة الدستورية، ويعتبر الرئيس بري ان الحملة ليست بريئة ولا علاقة لها بالتفسيرات والاجتهادات الدستورية بقدر ما هي حملة سياسية منظمة تصب في اطار محاولة فرض دكتاتورية مصنفة في البلاد تطيح الديموقراطية والمجلس النيابي ودوره والمؤسسات ايضا وبكل بساطة هم لا يريدون انتظام عمل المؤسسات ويسعون الى شل البلد وان يبقى الوضع على ما هو عليه بين رئيس حكومة تصريف الاعمال ورئيس حكومة مكلف.
وابلغ بري الجميع انه لن يتأثر بهذه الحملة وسيمارس مسؤولياته ويشير الى ان بعض الذين عارضوا ويعارضون علنا عقد جلسة عامة لمجلس النواب أبدوا رأيا مناقضا ومغايرا لمواقفهم المعلنة. وقد حاول الرئيس فؤاد السنيورة شخصياً ان يعدل موقف النائب روبير غانم لكن الاخير ابلغه بأنه مقتنع.
اما بالنسبة الى جنبلاط، فبرأي بري انه حالة اخرى تختلف عن الآخرين، فجنبلاط يزينها بالسياسة، وهو ارسل إليه اربع مرات رسالة مفادها انه يخشى في حال صمم بري على دعوته ودعا الى الجلسة ان يتعرض لحملة مذهبية منظمة وواسعة. وعندما لفت رئيس المجلس الى العديد من المشاريع والقضايا ومنها على سبيل المثال التمديد لحاكم مصرف لبنان، اقترح جنبلاط ان يقتصر جدول الاعمال على هذا الموضوع.
ويقول الرئيس بري، ان جنبلاط فاته ان اصحاب الحملة لا يريدون عقد الجلسة، لا بل ان بعضهم لا يريد درس واقرار هذا الموضوع بالذات.
ويضيف الرئيس بري "لو كنت افكر من منطلق نفعي وبمصلحتي الخاصة ربما لما كنت دعوت الى مثل هذه الجلسة لاقرار التمديد لحاكم مصرف لبنان، مع العلم ان اقتراح القانون في هذا الشأن مقدم اصلا من عقد الكتلة التي يترأسها النائب علي حسن خليل، لو كنت افكر من زاوية مصلحتي الخاصة لكنت تركت الامور تسير كما هي. فالمعلوم ان النائب الاول لحاكم مصرف لبنان هو شيعي وهو ابن السيدة رباب الصدر شرف الدين الاستاذ رائد شرف الدين.
وعندما يسأل هل كنت ترضى بإدراج بند واحد على جدول اعمال الجلسة، اي بند التمديد لحاكم مصرف لبنان؟ يجيب الرئيس بري:
اولا ان هذا الموضوع لم يطرح عليّ في هيئة مكتب المجلس، لا بل ان اعضاء المجلس لم يناقشوا معي في هذا الامر، لقد عارضوا مبدأ الجلسة ولم يدخلوا في التفاصيل.
علما انه لو اقروا ان يكون على جدول الاعمال بند واحد هو التمديد لحاكم مصرف لبنان لاضطررت ان اقبل. ولكن كنت سأعود وادعو لجلسة ثانية لمناقشة مشاريع واقتراحات قوانين اخرى.
فأنا مع التشريع في كل شيء، والمجلس يجب ان يعمل.
وعلى صعيد الموضوع الحكومي، أكدت المعلومات ان الرئيس ميقاتي ابدى امتعاضه امام زواره من اداء الوزير جبران باسيل وطالب بمحاور آخر غير الوزير باسيل لمحاورته في الموضوع الحكومي.
ويضيف هؤلاء الزوار ان الوزير باسيل سيكون في النهاية وزيراً في حكومة الرئيس ميقاتي وبالتالي لا يجوز لوزير ان يجلس مع رئيس الحكومة ويحاوره من الند للند ويتحدث عن شروط وغيرها، وهذا امر مخالف للدستور، وبالتالي فإن ميقاتي يطالب بمحاور من "الند للند"، اي رئيس التيار الوطني الحر ليعرف موقفه النهائي مباشرة وليس بالواسطة. ويقول هؤلاء الزوار ان لا شيء جديد والبعض يحاول رمي الطابة عند الرئيس ميقاتي والتصوير بأن الامور انتهت والطابة في ملعب الرئيس ميقاتي الان وعليه ان يعلن موقفه بكل وضوح.
اما نواب التيار الوطني الحر فيشيرون الى ايجابيات والى أن التشكيلة اصبحت شبه منجزة والاسماء اعطيت للرئيس ميقاتي وهو متجاوب الى حد كبير وهناك طرح جديد بدأ يتعامل معه ميقاتي بشكل مختلف، وتحديدا في ما يتعلق بالحقائب.
فيما حزب الله ما زال يحاول بكل ثقله تجاوز العراقيل والوصول الى تسويات توافقية ترضي الجميع لان التشكيل قريبا، لكن الامور ما زالت معقدة وسط تشابك الداخلي بالخارجي وبالعكس.
وقد غاب عن كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال اطلالته الثالثة على مدى اسبوعين الهم الحكومي والشأن السوري الداخلي، فيما حيا نصرالله الذين احتشدوا عند حدود الجولان معتبرا ان هذا الحدث يؤكد حقيقة الادارة الاميركية التي تطمح الى مصادرة الثورات العربية ويؤكد التزامها بأمن اسرائيل.
وكشف نصرالله انه تلقى رسالة من الخامنئي في حرب تموز اكد له فيها "ان انتصار المقاومة على اسرائيل قريب جدا" وقال "عندما تنتهي الحرب بانتصاركم ستصبحون قوة لا تقف في وجهها اي قوة اخرى".
