النبطيـة:حـرائـق مربحـة تستخرج النحاس من الإطارات المطاطية

تتفاعل أزمة إحراق إطارات السيارات المستعملة لاستخراج شرائط النحاس منها بهدف بيعها، لتتنقل من مكان إلى آخر وتزداد تفاقماً في منطقة النبطية، مستبيحة التلال والأودية وطرق الكثير من الأماكن النائية في محيط وخراج عدد من القرى والبلدات فيها دون حسيب أو رقيب، وبذلك ساوت تلك الكارثة بين «وادي الكفور» وغيره من المناطق الأخرى، وخراج مواقع الاحتلال الإسرائيلي السابقة في تلال الدبشة وعلي الطاهر، والطهرة، الواقعة في خراج بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفررمان. وتحولت تلك المناطق إلى أمكنة ثابتة لصنعة تجار وبائعي الخردة ومحرقتهم منذ سنوات عديدة، واحتلت أجزاء من الطريق، وجعلت منها مشاحر سوداء متفرقة لوثت الطبيعة والأراضي المجاورة بسحب الدخان الأسود الكثيف التي تنفثها لمسافات بعيدة وينقلها الهواء في مختلف الاتجاهات، وتضر بصحة وسلامة المواطنين جراء تنشقها، وما تخلفه من أوبئة وأمراض تصيب أطفالهم وكبار السن منهم، لاسيما أمراض الربو والحساسية وغيرهما، في حين يستبيح القائمون على ذلك العمل أملاك الغير والأملاك العامة للدولة والبلديات من دون أي رادع. ويجري كل ذلك على مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية والرسمية والجمعيات البيئية والبلديات المعنية.

ودفعت تلك الأزمة المستفحلة في النطاق العقاري لبلديات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفررمان «رؤساء البلديات والأهالي المتضررين إلى مطالبة المسؤولين والجهات المعنية في محافظة النبطية لوضع حدٍ للمتسببين بها من تجار وبائعي الخردة»، كما يقول رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور، الذي طالب «بمنعهم من تحويل تلك المناطق إلى محارق ثابتة، والعمل على ملاحقتهم قانونياً بتهمة تشويه وتلويث البيئة والطبيعة، والإضرار بصحة وسلامة المواطنين والاعتداء على أملاك الغير ومشاعات الدولة والبلديات»، مشدداً على تنفيذ ذلك في أسرع وقت.

وبالرغم من اعتراف غندور بمسؤولية البلديات المباشرة عن مكافحة تلك الظاهرة، فقد عزى التقصير الحاصل إلى «حاجة البلديات للعناصر البشرية الكافية، والإمكانيات اللازمة لمراقبة تجار وبائعي الخردة الذين يقومون بإحراق الإطارات المطاطية في المناطق المذكورة»، مطالبا «الأجهزة الأمنية المختصة بمؤازرتها في تنفيذ المهمة، واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المخالفين، تلافياً للأضرار الصحية والبيئية التي تعاني منها بلدياتهم».

ويأسف مختار بلدة كفرتبنيت عبد إدريس «لتحويل الكثير من الأماكن النائية في المناطق المحررة إلى محارق للإطارات ومكبات النفايات، ومن ضمنها طريق مواقع الاحتلال السابقة في تلال الدبشة، والطهرة، وعلي الطاهر التابعة لمزرعة الطهرة، والتي تعود عقارياً لبلديتي النبطية الفوقا وكفررمان، وذلك على مسمع ومرأى من المسؤولين المعنيين الذين لم يحركوا ساكناً لمكافحة الأمر»، مطالباً «باتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة لمكافحة تلك الظاهرة، منعاً لتفاقمها على الصعيدين الصحي والبيئي». ويلفت مختار بلدة كفررمان علي شكرون إلى تلويث التلال المذكورة «بالمشاحر السوداء، بعدما كانت ملاذاً لهواة رياضة المشي، ومتنفساً لمحبي الطبيعة الجميلة والهدوء والسكينة، لبعدها عن الأمكان السكنية وضجيج السيارات»، مطالبا «البلديات والسلطات المعنية بالعمل على منع استباحتها وتلويث بيئتها وطبيعتها قبل فوات الأوان».

السابق
البكتيريا الأوروبّية تستقرّ على 19 ضحيّة
التالي
لبنان يمنع استيراد الخضار الأوروبية حتى تتضح طبيعة البكتيريا