شخصيات رفيعة في إسرائيل تدعو الغرب للاعتراف بالدولة الفلسطينية

توجهت نحو عشرين شخصية سياسية وثقافية مرموقة في إسرائيل، برسالة إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسائر دول الغرب، تطالبها فيها بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عندما يطرح الموضوع على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال أحد الموقعين على الرسالة، الدكتور ألون لئيل، المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن هذه الرسالة جاءت لتساعد شعبي البلاد على التقدم نحو السلام. وتوجه بنصيحة إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، بألا ينتظر حتى سبتمبر (أيلول) القادم. وعلل هذا الطلب بالقول: «من الآن وحتى سبتمبر هناك ثلاثة أشهر، وفي فترة كهذه يمكن لحكومة إسرائيل والإدارة الأميركية أن تمارسا ضغوطا تغير من رأي عدة دول».

وكانت الشخصيات العشرون قد بادرت إلى هذه الرسالة بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي بشقيه الشيوخ والنواب، في الأسبوع الماضي، وحظي بسببه بارتفاع هائل في شعبيته في إسرائيل وفي الولايات المتحدة. وحسب لئيل، فإن خطاب نتنياهو كان مضللا بشكل خطير. وأضاف: «لو كان علي أن أعطيه علامة على هذا الخطاب، فإنه يستحق علامة 10 من 10 في الخطابة وعلامة مثلها في الإعلام و5 من 10 في العلاقات الدولية وصفر من 10 في تسوية الصراعات. فهو عمليا وضع الوصفة المضمونة لإفشال عملية السلام. والناس لم يدركوا هذا. وعليه، فلا بد من صدمة كهربائية تعيد الأمور إلى نصابها وتضعها في حجمها». وأضاف لئيل أن الاعتراف بفلسطين دولة هو مناسبة لإعطاء دفعة كبرى لإنهاء الصراع ويجب عدم تفويتها. ولذلك أطلقها هو ورفاقه.

ويعتبر الموقعون على الرسالة من مستوى الصف الأول للشخصيات الاعتبارية في المجتمع الإسرائيلي. ويوجد بينهم، إضافة إلى الدكتور لئيل، كل من الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي أبرهام بورغ، والرئيس السابق لأكاديمية العلوم مناحيم يعري، والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء البروفسور دانئيل كنهمان، والحائزون على أعلى وسام في إسرائيل يسرائيل يرميا ويوفال وأبيشاي مرجليت، والمسؤول السابق لمصلحة خدمات الدولة يتسحاق جلنور، والسفير السابق ايلان بروخ، والأدباء نير برعام وليئا ايني ورونيلت مطلون.

وجاء في رسالتهم، أنه «بسبب الشكوك المتبادلة بين الطرفين والارتداع من اتخاذ قرارات شجاعة، بات الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس حقا للشعب الفلسطيني فحسب، بل خطوة إيجابية وبناءة». وقالوا إن المجتمع الدولي، والولايات المتحدة في المقدمة، قد فشل في دفع عملية التفاوض السلمي. ولم يعد هناك مجال للتهرب من الواقع الذي يبدو فيه بوضوح أن السلام وقع ضحية لمسيرة المفاوضات.

وأكد الموقعون على الرسالة «إننا بصفتنا مواطنين إسرائيليين نصرح بأننا نؤيد إعلان الشعب الفلسطيني عن دولة مستقلة ذات سيادة تعيش بسلام وأمن بجوار إسرائيل، وتكون حدودها مرسومة على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض بنسبة 1:1 ونعترف بقطاع غزة كجزء من الدولة الفلسطينية في حال وجود قيادة تعترف بإسرائيل».

وقال ألون لئيل، إن هذه الرسالة جاءت في إطار تحرك واسع لأنصار السلام اليهود في إسرائيل والعالم، التي تحاول إنقاذ إسرائيل من براثن قوى الظلام والتعصب التي تعتمد تضليل الناس في سياستها. وأضاف أنه يرجو ألا ينتظر الفلسطينيون حتى سبتمبر القادم، لكي يطرحوا مشروع الاعتراف بدولتهم. وتابع: «للأسف الشديد، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدير حملة ضغوط في أوروبا لكي لا يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك تفعل إسرائيل مع دول أوروبا الشرقية. ففي الأمم المتحدة توجد 192 دولة صاحبة حق التصويت. ومنها توجد اليوم 106 دول مضمونة في تأييد القرار، ولكن هذا العدد لا يكفي. فلكي يصبح القرار قانونيا وتقبل فلسطين في عضوية الأمم المتحدة، يجب أن تحظى بثلثي الأصوات، أي 128 دولة. فإذا أخذنا في الاعتبار أن في أوروبا توجد 49 دولة، يمكنك فهم مدى أهميتها الحيوية».

السابق
محمية شاطئ صور تستعيد خيمها الموسمية
التالي
اليونيفيل: لاستخلاص العبر من مأساة 15 أيار