الانوار: توتر جنوبا بعد الاستنفار الاسرائيلي

يحيي لبنان الذكرى الحادية عشرة للتحرير وسط اجواء سياسية ملبدة وعجز عن تشكيل الحكومة، ووسط ترقب لمضمون الخطاب الذي سيلقيه اليوم الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله. وعشية الذكرى سادت اجواء توتر في الجنوب بعد استنفار اعلنته القوات الاسرائيلية وقابلته اجراءات من الجيش اللبناني واليونيفيل. كما سادت اجواء توتر سياسي بعد حملة العماد ميشال عون على الرئيس المكلف ميقاتي ورد الاخير عليها، وكان عنوان الحملة والرد المعارك الوهمية.

فقد علّقت أوساط الرئيس المكلّف على قول عون إنّ ميقاتي يخوض معارك وهميّة معي، فشدّدت على أنّ الرئيس ميقاتي لا يزال مصراً على النهج الذي اتبعه منذ دخوله الشأن العام بعدم الانجرار في سجالات إعلاميّة لا طائل منها، وأضافت: إذا كان العماد عون يرى في التزام الرئيس المكلف أحكام الدستور معارك وهميّة، فهو بالتأكيد أخطأ في هدفه لأنّ الرئيس ميقاتي لن يكون أبداً هاوي معارك وهميّة ولا حروب من دون جدوى، وهذه لغّة لا يجيدها أبداً ولن تكون يوماً في أدبياته.

وقالت الأوساط عينها: أنّ النقطة الثانية التي استوقفتنا في كلام العماد عون فهي قوله عندما تنازلنا وأعطينا الأسماء، أي الأسماء التي يقترحها للتوزير، وردّت بالقول: شكراً لتنازله على أمل أن يكمل هذا المسار للإسراع في تشكيل الحكومة.
وكان العماد عون قال بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح امس استعرضنا المعارك الوهمية التي يقوم بها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ضدي في الصحف والاعلام. حينا يقول انه لا يتنازل عن صلاحياته، واحيانا يقول انا اطلب وهو يحدد، واحيانا اخرى يقول ان الوزارة لن تعلن من الرابية. كل هذه المواضيع لم نتطرق اليها مطلقا، ويبدو انه يستسيغ هذا الاسلوب، تصاريح من خلال مصادر. لقد انتظرنا طويلا، ولم يقم بتكذيب هذه المصادر والشائعات التي تصدر ولا اساس لها من الصحة. فاذا كان الهدف تحقيق شعبية انطلاقا من معارك وهمية، فهذا لا يعنيني، ولا اريده ان يتناول اسمي من الآن وصاعدا. اعتقد اننا ابدينا كل التسهيلات لتأليف الحكومة، ولكن يبدو ان لا رغبة لديه لتأليفها، وهو يعيش مرحلة انتظار لا نعرف متى تنتهي.
وتابع: ان ميقاتي يطلب امورا تعجيزية وغير لائقة ولا تدل على الجدية في التعاطي بموضوع رئاسة الحكومة وتأليفها.

وقال عون: تقديرنا ان الرئيس المكلف خارج اطار التأليف، وموضوع الحكومة تحول الى موضوع تسلية، وليس موضوعا جديا. واذا كان لا يعرف ان مجلس النواب هو الذي يعطيه الثقة ويسحبها، فهذه مصيبة.
هذا وذكرت مصادر مواكبة لمسار التشكيل ان العقدة الرئيسية اليوم تتجسد في الوزير الماروني الخامس الذي يصر عون على تسميته من حصته ويرفض طرح ميقاتي القاضي بعرض ثلاثة اسماء لكل حقيبة مطلوبة، على ان يختار بنفسه واحدا من بينهم.
ولفتت في سياق متصل، الى ان الامور تبدو جلية من جانب الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لجهة تلبية طلب ميقاتي في التسميات وتوزيع الحقائب، فيما تبقى من دون افق ولا جواب في مقلب العماد عون وحزب الله لأكثر من اعتبار.

وتوقعت ان يلعب الرئيس بري في الايام المتبقية من الاسبوع دورا بارزا على المحور الحكومي، لتدوير الزوايا ودفع الحلفاء نحو تذليل العقد التي وصفتها بغير المستعصية اذا ما توافرت الارادة، فعقدة التمثيل السني تتجه نحو الحل وتوزيع بعض الوزارات موضع النزاع يلقى تجاوبا سريعا، اذا ما تم التوافق على المشروع السياسي للحكومة.

وقد حذرت كتلة المستقبل النيابية امس من خطورة ومغبة الاستمرار في المراوحة، وحملت قوى الأكثرية الجديدة مسؤولية هذا الفراغ غير المبرر، ومسؤولية زيادة حدة الانقسام الداخلي وكل الخسائر الناجمة عن ذلك. ورأت ان التطورات العميقة الجارية على الصعيد العربي فضلا عما هو جار على صعيد الأوضاع الداخلية المتأزمة، تستدعي من الرئيس المكلف الالتزام الكامل بالآليات الدستورية لتأليف الحكومة وعدم القبول بالسير في اتجاهات المواجهة التي تعمق الانقسامات الداخلية.

السابق
الشرق: تطمينات بعدم امتداد احداث المنطقة الى لبنان
التالي
الديار: الموارنة في بكركي: صراع البقاء والحفاظ على الوجود والأراضي