الاخبار: انتهى مشوار التأليف

نعى أمس العماد ميشال عون الاستشارات الجارية لتأليف الحكومة، عارضاً مجموعة من الوقائع التي رأى من خلالها أنّ ميقاتي يضيع الوقت إلى ما لا نهاية. لم يصدر أي رد رسمي من جهة الرئيس المكلف، فيما اكتفت أوساطه باستغراب بعض ما تناوله الجنرال

بعد أشهر من العجز عن تأليف الحكومة، انتقلت قوى الأكثرية الجديدة إلى المرحلة الثانية: التراجع. فعشية الذكرى الشهرية الرابعة لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة، شن أمس رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، هجوماً عنيفاً على ميقاتي، فيما أعلن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أنه لا يتوقع تأليف الحكومة قريباً، بسبب الضغوط الخارجية التي يتعرض لها ميقاتي.

عون، بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل، رأى أنّ «الرئيس المكلف خارج إطار التأليف، وموضوع الحكومة تحول إلى موضوع تسلية»، واصفاً ما يقوم به ميقاتي بـ«المعارك الوهمية ضدي في الصحف والإعلام»، وداعياً الرئيس المكلف إلى عدم تناول «اسمي من الآن وصاعداً». وأشار عون إلى أنه أبدى كل التسهيلات الممكنة «لكن يبدو أن لا رغبة لديه لتأليفها، وهو يعيش مرحلة انتظار لا نعرف متى تنتهي»، موضحاً أنه تقدم بعرضين لحل عقبة وزارة الداخلية من دون أن ينال ذلك أي تجاوب من ميقاتي. وأضاف الجنرال أنّ الرئيس المكلف طلب لائحة بـ45 اسماً لـ15 وزارة، أي ثلاثة أسماء لكل وزارة «وهو أمر لم يحصل قط في تأليف الحكومات، يطلب أموراً تعجيزية وغير لائقة ولا تدل على الجدية في التعاطي»، موضحاً أن أسماء الناس ليست للتجارة.

من جهته، حافظ الرئيس ميقاتي ومن حوله على هدوئهم من دون الردّ على كلام عون، وسط استغراب زوار فردان لحديث الجنرال عن 45 اسماً، باعتبار أنّ هذا العدد من الأسماء يعني أنّ لعون نصف الوزارة، مع تأكيدهم احترام ميقاتي للدستور وآلياته.
أما الوزير السابق وئام وهاب، فبّرر أداء ميقاتي بوجود «ضغوط كبيرة عليه»، مشيراً إلى أن الرئيس المكلف لن «يجرؤ على التأليف ولن يجرؤ على الاعتذار»، مضيفاً أن قوى الأكثرية الجديدة «تورّطت في تسمية ميقاتي»، لافتاً إلى أنّ الأخير والرئيس ميشال سليمان «يتعرضان للضغوط، ما يجعلهما يأخذان مواقف معينة».

وفيما نعى عون مساعي التأليف، أعادت كتلة المستقبل أمس استنكار حالة المراوحة السلبية في عملية تأليف الحكومة، محملة قوى الأكثرية الجديدة مسؤولية هذا الفراغ. ودعت الكتلة بعد اجتماعها الأسبوعي الرئيس المكلف إلى «الالتزام الكامل بالآليات الدستورية لتأليف الحكومة وعدم القبول بالسير في اتجاهات المواجهة التي تعمق الانقسامات الداخلية»، لافتةً إلى أنّ التطورات على الصعيد العربي والأزمة الداخلية تستدعيان التعجيل في التأليف. وبعد تهنئتها اللبنانيين بذكرى التحرير، هاجمت الكتلة سلاح حزب الله، مشيرةً إلى أنّ «السلاح الذي واجه العدو الإسرائيلي وأفضى إلى دحره عن أرضنا، هو السلاح الذي التفّ من حوله الشعب اللبناني بأسره، وهو حتماً غير السلاح الذي وُجِّه إلى صدور اللبنانيين وانتشر في أزقة الشوارع والمدن والقرى والبلدات اللبنانية».

وفي السياق نفسه، رأى الرئيس سعد الحريري أنّ حلول ذكرى التحرير هذا العام «تتزامن مع مرور لبنان والمنطقة العربية بظروف استثنائية غير مسبوقة باتت تتطلب من اللبنانيين وقفة تأمل لاستلهام المعاني الوطنية والقومية لهذه المناسبة المهمة»، داعياً اللبنانيين إلى تجاوز عوامل التفرقة والانقسام لتحصين وطنهم في مواجهة العواصف والحفاظ على المنجزات المهمة للتحرير.

أما الرئيس ميشال سليمان، فهنّأ الشعب اللبناني والمقاومة بتحرير جنوب لبنان بـ«إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي وجعله يحسب الأمور جيداً قبل الإقدام على أي مغامرة أو حماقة»، مشيراً إلى تمادي العدو في ممارساته، وآخرها مجزرة مارون الراس. ولفت سليمان إلى أنّ لبنان «أثبت امتلاكه القدرات القومية التي أتاحت له التحرير ودحر العدوان»، مشيراً إلى أهمية أن يعي المسؤولون اللبنانيون أهمية التلاقي والتحاور والتعاون والوحدة الوطنية. ومن جهة أخرى، أكد الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مايكل وليامز، بعد لقائه مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عمار الموسوي، حتمية تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى وجود صعوبات على المستوى الاقتصادي، إضافة إلى المشكلات الأمنية في المنطقة. وتناول وليامز ما حصل في مارون الراس يوم 15 أيار الجاري، واصفاً إياه بـ«المأساة»، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التزام كافة الأطراف بالقرار 1701 «الذي جلب الاستقرار إلى جنوب لبنان».

على صعيد آخر، رأى أمس رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن الوضع في الدول العربية التي تشهد ثورات «واعد جداً؛ لأن كل الشعوب تصبو نحو الحرية والديموقراطية، الأمر الذي يبشر بالخير». ولفت جعجع إلى أنّ الوضع في لبنان مرتبط أكثر فأكثر بالمستجدات الفعلية في المنطقة، والمؤشر هو ما نشهده من تغيير حتمي في ليبيا واليمن وسوريا، بينما الوضع في مصر وتونس لم يتبلور إلى الآن، لكنه في جميع الأحوال يتجه نحو مزيد من الديموقراطية.

حرية وديموقراطية

أعاد أمس رئيس الحكومة الأسبق، سليم الحص، تأكيد عبارته الشهيرة أنّ «في لبنان الكثير من الحرية، والقليل من الديموقراطية»، مشيراً إلى أنّ الأخيرة تفترض شرطين غير موجودين، هما «التمثيل النيابي الصحيح وآليات المساءلة والمحاسبة في النظام»، داعياً إلى الطموح إلى تجاوز هذا الواقع.

السابق
إحتفالات عسكرية في عيد التحرير
التالي
صيدا: لتأمين الكهرباء والمياه على أبواب الصيف