الشرق: ميقاتي يعيد درس اوراق ازمة التأليف… ولا يتقدم نحوه!

اذا صحّت المعلومات فإن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ينتظر ان يفرغ اقطاب الاكثرية ما في قلوبهم، ليبني على الشيء مقتضاه في مسألة التأليف.
فالرجل ينتظر ما سيقوله العماد المتقاعد النائب ميشال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح اليوم. وكذلك ما سيدلي به أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله عشية حلول عيد النصر، اي ذكرى طرد اسرائيل في 25 ايار 2000 من الجنوب. وايضاً ما سيعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيكون له خطاب، هو الاخر، لمناسبة اليوم الصيدلي الذي يقام تحت رعايته في المصيلح في 29 ايار الجاري. وينصب اهتمام ميقاتي على كلام نصر الله. ذلك ان عون معروف سلفاً ما سيقوله وهو: نحن لسنا المعرقلين.

ان من يعرقل تشكيل الحكومة هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف
المنوط بهما دستورياً هذا الامر… فليشكلاها ونحن نرى اما ان نمنحها الثقة او نحجبها عنها. اما بري فمهما قال فسيقع برداً وسلاماً على ميقاتي، وحتى لو قسا قليلاً فسيكون كلامه من نوع ضرب الحبيب زبيب. ذلك ان رئيس المجلس يقنع الرئيس المكلف بأنه يقف الى جانبه صفاً واحداً.. في مواجهة تصلب عون المدعوم من الحزب.
هذا اذا قسا بري فكيف به اذا كان كلامه ليناً كما هو متوقع.

هاجس الرئيس ميقاتي سيكون ما سيتناوله السيد حسن نصر الله في كلامه. طبعاً في الشق الداخلي عموماً، والجانب الحكومي تحديداً. فلن يكون الرئيس المكلف كبير التأثر وان كان كبير الاهتمام بما سيتناوله الامين العام من موضوعات تراوح بين سوريا والبحرين، والداخل الايراني، والقضية الفلسطينية، وحتى مارون الراس… بل سيفلّي كل كلمة تتعلق بالتشكيل.
فهل هذا يعني ان الحكومة ستبصر النور، بعد ان يكون ميقاتي قد تدارس كلام الاكثرية التي جاءت به الى التكليف بعد الانقلاب الذي دفع حكومة تصريف الاعمال الحريرية الى الاستقالة؟
اذا صحت المعلومات فإن ميقاتي قد يخلو الى ذاته في محاولة لإعادة تقويم المرحلة بعد هذه الاسابيع بل الاشهر، الطويلة التي مضت، حتى الآن، على التكليف… خصوصاً وان معظم اطراف الاكثرية لا تجد ذاتها ملبية طلب ميقاتي ايداعه لوائح بالاسماء ليختار من بينها من يريد توزيرهم… فهم يقولون: ليعرض علينا ماذا يقدم لنا من حقائب، فإذا تم التوافق نملأ تلك الحقائب الوزارية بأسماء الوزراء الذين سيمثلوننا في الحكومة.
ولكن هذه النظرية يرفضها الرجل ويقول انه لا يريد ان يصبح ما جرى مع الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري عرفاً موجباً لدى تشكيل الحكومات… ويرد بها جماعة التيار العوني: صحيح، ولكن لماذا نحن وحدنا؟!. فهل يفرض الرئيس المكلف على الحزب وعلى الحركة وعلى جنبلاط الحقائب؟ وهل يناقشهم في الاسماء التي يرشحونها؟! فلماذا نحن وحدنا؟!

لا شك في ان ميقاتي ابلغ الجواب الى الخليلين وباسيل عندما طرحوا عليه هذا السؤال… ولكن يبدو انهم (ثلاثتهم) لم يقتنعوا. وهو لا يملك القدرة على تسجيل فرق لدى الاقلية الحالية التي لن تمكنه من ان يحقق طموحاً الى زعامة في الشارع السنّي تتجاوز جماعته في طرابلس.
فإلى اين من هنا؟

لا احد يملك الجواب الشافي، وبالطبع لا يملكه الرئيس ميشال سليمان الذي يودّع نصف ولايته بكثير من الحسرة على عدم القدرة على تحقيق ما يطمح اليه… وهو اذا كان صعب التحقيق في السنوات الثلاث الاولى من الولاية الرئاسية فسيصبح مستحيلاً في السنوات الآتية…

السابق
الأنوار: تحذير من انهيار القطاع التجاري في لبنان
التالي
الحياة: ردا على اجراءات منع سفر وتجميد اصول تطاول الأسد