السفير: نصر الله يرد على أوباما غداً

نتقل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، غدا، من نصف الولاية الرئاسية إلى النصف الثاني والأخير، أما الحصاد، فيبدو متواضعا للغاية، اللهم إلا أنه صار للبنان رئيس جمهورية يدير الأزمة عبر إمساك العصا من وسطها.
وغدا أيضا، صدفة خير من ألف ميعاد، بتزامن الذكرى الحادية عشرة للتحرير، في الخامس والعشرين من أيار 2011 مع اكتمال الشهر الرابع لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، ولعل العبرة تتمثل بإطلاق مقاومة وطنية سياسية تحرر الحكومة التائهة من صدأ الشروط والتعجيز المتبادل والأنانيات التي تبيّن أن لا أفق لها أو حدود.

وغدا أيضا، يرد الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطاب متلفز يلقيه بالمحتشدين احتفالا بذكرى التحرير في بلدة النبي شيت، على الخطابين الاسرائيليين للرئيس الأميركي باراك أوباما، ولا سيما الخطاب الأخير أمام ايباك والذي أعلن فيه سياسيا وبالفم الملآن، مضمون القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، عبر اتهام حزب الله بتنفيذ اغتيالات سياسية في لبنان!

ومن المتوقع أن يطل نصرالله في خطابه أيضا على عناوين عدة، لبنانية وفلسطينية وعربية، بما في ذلك التطرق الى مضمون زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى بيروت، وابرز تجلياتها ما كشف عنه، أمس، النائب وليد جنبلاط من أن فيلتمان سعى في بيروت الى تنسيق إصدار قرار دولي ضد سوريا في مجلس الامن الدولي، مشيرا الى انه ابلغ فيلتمان بأن لا عقوبات ولا قرارات دولية تفيد، وان أي قرار دولي بعزل سوريا لا يفيد.

وابلغ جنبلاط الموقف نفسه الى المسؤولين الفرنسيين خلال زيارته الاخيرة الى باريس، ونقل الأجوبة الفرنسية الى القيادة السورية عبر رسالة تولى نقلها امس الاول وزير الاشغال غازي العريضي الى معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف. واكد العريضي ذلك لـالسفير مجددا تأكيد حرص وليد جنبلاط على سوريا واستقرارها، وأن امن لبنان من امن سوريا، ومن هنا ضرورة التعاطي الهادئ مع ما يجري في سوريا.

وعشية عيد التحرير، برز امر اليوم الصادر عن قائد الجيش العماد جان قهوجي امس، ودعا فيه العسكريين الى رص الصفوف والتمسّك بإرادة الصمود والمقاومة، في مواجهة العدو، فيما قال نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لـالسفير انه ثبت بالدليل القطعي ان قدرة المقاومة على فرض تعديلات في مسار المنطقة لا يستهان بها، فقد أحدث التحرير نقلة استراتيجية تؤشر الى بداية السقوط الاسرائيلي، كما احدث حالة تعبوية ثقافية في فلسطين والمنطقة وحرك الركود ورفع الاحباط واوجد معادلة جديدة هي معادلة الانتصار بدل الهزيمة، ولذا يصح القول أنه مع التحرير بدأ زمن الانتصارات علما ان الطريق طويل، ولا نعتقد اننا سنحقق كل الاهداف دفعة واحدة وفي زمن قصير، فالامر يحتاج الى تضافر الجهود وتهيئة الظروف، ولكن القاعدة الاساس هي ابقاء شعلة المقاومة متقدة، وهذا كفيل بامتدادها وتأثيراتها وشموليتها.

اضاف: ان التحرير لم يكن حادثا عابرا، وانما هو اسس لمتغيرات وتداعيات ستستمر، فنحن نعتبر ان انتصار الـ2000 هو الذي انجز هزيمة اسرائيل في 2006 وعلى ابواب غزة، ونحن الان في زمن باتت فيه اسرائيل تبحث عن امنها ومشروعيتها، وبتنا امام حقبة تعاني فيها اسرائيل من ازمة وجود، وامامنا فرصة سانحة مع الثورات العربية القائمة والاتفاق الفلسطيني الفلسطيني وجهوزية المقاومة لان نكون امام مرحلة جديدة ومؤثرة.

من جهة ثانية، وفي الموضوع الحكومي، نقل عن الشيخ قاسم قوله لا يوجد أي مبرر للتأخير في تشكيل الحكومة، واعتقد ان الفرصة ما زالت سانحة لايجاد قواعد تفصيلية للتفاهم، لان الناس تنتظر تشكيل الحكومة والمسؤولية هنا تقع على الجميع وليس على طرف دون آخر. والاهم من كل شيء هو الا يعطي احد الاميركيين الفرصة لتعقد تأليف الحكومة في لبنان، وهنا يجب على الاكثرية الجديدة ان تتحمل المسؤولية وانجاز هذا الملف سريعا.

الى ذلك، بدا ان اوساط الاكثرية متباينة في ما بينها في محاولة تشخيص مكمن التعطيل الحكومي، فالرئيس نجيب ميقاتي كما تؤكد اوساطه يعتبر ان الكرة ليست في ملعبه، وينتظر ان ينجح حزب الله في تدوير زوايا ميشال عون، واما حزب الله، وبحسب اوساطه، فإن جهود الخليلين لم تصل بعد الى فك طلاسم التعطيل، خاصة وان هذا التعطيل هو مزيج بين ما هو داخلي وما هو خارجي بامتياز. وفي المقابل يرى تكتل الاصلاح والتغيير ان الرئيس المكلف هو من يفتعل العقدة تلو العقدة، واكبرها مطالبته التكتل بتقديم لوائح اسمية وهو يختار من بينهم من يصلح للتوزير، وتلك سابقة لم يسبق لها مثيل حتى مع سعد الحريري وفؤاد السنيورة.

وقالت اوساط النائب جنبلاط لـالسفير انه سبق له ان اطلق صرخة للانتهاء من هذه المسخرة، ويبدو ان احدا لم يسمع، علما ان فرصة كبيرة قد تم تضييعها في مرحلة حسم الخلاف على حقيبة الداخلية، حيث كانت الامور تتم برضى الاطراف جميعا ولكن فجأة اظهر البعض من اكمامهم شروطا اعادت الامور الى نقطة الصفر.

واضافت الاوساط ان من الجنون الاستمرار في هذا الفراغ، يجب ان ننظر الى ما يجري من حول لبنان وعلى مستوى كل المنطقة، لذلك يجب ان تتشكل حكومة ولا يجوز ان يبقى لبنان من دون ادارة سياسية تتعاطى مع الاستحقاقات الداهمة، وفي مقدمها الاستحقاقات المالية والاقتصادية والمعيشية الضاغطة، لقد آن الاوان لحكومة تحمي البلد وامنه السياسي والاقتصادي والمالي.

السابق
شمعون: لقاء بكركي غير سياسي وأنصح ميقاتي بالاعتذار
التالي
المستقبل: الموفد الفرنسي يشدّد على الإسراع في التشكيل