يوم النكبة: فلسطين قريبة… تابعوا سيركم

(خاصّ جنوبية)
كنتيجة أولى لأحداث 15 أيار، وكتعبير عن الخوف والقلق الذي ألحقه بهم ذكرى يوم النكبة، دعت اليوم مجموعة من الحاخامات اليهود الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى العمل على تصفية ما يسمى بمشروع "إقامة دولة فلسطينية". هذا في ردّ فعل عما حصل في مارون الراس، وفي عين شمس بالجولان، من احتجاجات شعبية قام بها فلسطينيون أوحوا بأنّهم على وشك العودة إلى فلسطين، رغم الأسلاك الشائكة. الأمر الذي شكّل إنعطافة سياسية وأمنية خطيرة، ستحتّم على صانعي القرار والقادة الإسرائيليين التوقف عندها ملياً والعمل على مناقشتها، لما لها من دلالات كبيرة وانعكاسات مستقبلية، على مستوى الصراع العربي – الإسرائيلي.
كثرت التحليلات السياسية في اليومين الماضيين على المستوى العربي والإسرائيلي والعالمي، إذ اعتبرت صحف مختلفة أن "الثورة العربية تطرق باب إسرائيل، حين حطم المتظاهرون السياج والقيود والأوهام القائلة أن الأمن الإسرائيلي لا يخرق".
وقد اعتبرت القيادة الفلسطينية شهداء 15 أيار "شهداء حركة التحرر الوطنية الفلسطينية على درب الحرية"، ودعت إلى" تطوير آليات النضال الشعبي والعربي لضمان ديمومة حضور القضية الفلسطينية في المحافل الدولية"، مؤكدة على أن "الشباب الفلسطيني قد فاجأ العالم بقدرته في التأثير على الاحتلال والصمود بوجه آلته الحربية".
وفي ظلّ هذه التطورات سارعت إسرائيل إلى إلقاء اللوم على الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى إيران وحزب الله، كالعادة. ومن المتوقع أن تعمل في المستقبل على ضمان بقاء هذا الحادث معزولاً عن الحراك الشعبي الذي يجري في المنطقة، وعن الرأي العام العالمي، لاستعادة الهدوء على حدودها، لاسيما بعدما أظهر الجيش الإسرائيلي ضعفاً في كبح المتظاهرين في الجولان ومنعهم من اختراق السياج ودخول الأراضي المحتلة، ما يشكّل سابقة خطيرة تثير القلق في الداخل.
ويأتي بيان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ردّا على أيّ تصريح قد يصدر عن القادة الاسرائيليين، مهنئاً الشهداء وقال: "يجب أن ننحني إجلالاً وإكباراً أمام شجاعة وبسالة وإيمان الذين واجهوا بصدور عارية ورؤوس شامخة جبروت وطغيان جيش العدو، ليسمعوا العالم كله موقفهم القاطع الذي لن توهنَه المجازر ولا قلة الناصر وكثرة المتآمر".
وأضاف في بيانه: "أنتم أيها الشرفاء أثبتم للعدو والصديق أن تمسككم بحقكم غير قابل للمساومة ولا للنسيان ولا للتضييع وأن عودتكم الى دياركم وحقولكم وأرضكم والمقدسات حق وهدف وغاية وأمل ويقين تبذل من أجلها الدماء والنفوس والتضحيات الجسام".
فكان الردّ الإسرائيلي على البيان بعدم ذكر ما حدث على حدود لبنان إعلامياً ونقله من زاوية سوريا و"حزب الله"، متهماً إياهم بإثارة هذه الفوضى والإضطرابات "من أجل صرف النظر عما يحدث داخل الأراضي السورية ولنقل التوترات إلى الداخل الاسرائيلي". وكرّر مراسلو تلك الصحف ما قاله المسؤولون الاسرائيليون من أن "لحزب الله يد في التأجيج" وأن "الأحداث تحمل رسالة واضحة وتهديداً مباشراً من القيادة السورية بأنها مستعدة لتسخين الحدود إذا ما تعرّض نظامها للخطر، وفتحها الباب أمام العمليات العسكرية إذا ما هدّد مكانة عائلته في الحكم ووجوها".
إذ أن السلطات السورية التي تسيطر على المعابر الحدودية المؤدية إلى فلسطين المحتلة سمحت لآلاف المتظاهرين بالوصول إلى خارج النطاق المسموح به، للمرة الأولى منذ 37 عاماً، الأمر الذي يطرح إحتمالات عديدة، منها أن يصبح جبهة الجولان مفتوحة أسوة بنظيرتها اللبنانية التي لا يمنع حالياً إشتعال فتيل الحرب عبرها إلاً وقف إطلاق نار هشّ.
هكذا عادت فلسطين إلى الواجهة، من بوابتي الثورات العربية، الأولى المنتصرة في مصر، والثانية المتأنية والغامضة في سوريا، الأولى بالمصالحة التاريخية بين حركتي "فتح" و"حماس"، والثانية بكون الوضع الأمني الحدودي مع إسرائيل ورقة "صولد" قد يلعبها النظام السوري في أيّ لحظة.
فلسطين قريبة هذه الأيام، أقرب من أيّ وقت آخر.

 

السابق
تكريم لجنة الطوارىء الى ابيدجان وخليفة أثنى
التالي
بين خطبتين