الراي: الأزمة الحكومية… مفتوحة في لبنان

مع الاقتراب من موجة جديدة للتحركات العمالية والتعليمية والتربوية الاحتجاجية التي ستنطلق في لبنان اعتباراً من اليوم، تنامت المخاوف من الكلفة الباهظة التي سيتكبّدها البلد على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي اولاً، وربما على الصعيد الامني تالياً من جراء الازمة السياسية التي يعيشها من دون اي افق محتمل لانفراج وشيك.
وسادت في اليومين الاخيرين انطباعات واسعة مفادها ان الازمة الحكومية الناجمة عن عجز قوى «الاكثرية الجديدة» عن التفاهم على تذليل العقد المتصلة بتأليف الحكومة بدت كأنها دخلت مرحلة اخرى اشد سوءاً عن سابقتها وهي تنذر بامكان تحويل الازمة الحكومية ازمة مفتوحة بلا امد.
ذلك ان هذه القوى، ووفق اوساط وثيقة الصلة بها، لا يمكنها في اي شكل من الاشكال التراجع عن خيار تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، لا من الناحية الدستورية ولا من الناحية السياسية. اذ ان مجرد الكلام عن التراجع عن هذا الخيار سيعني انهياراً معنوياً كبيراً لقوى 8 آذار وحلفائها، وهو امر لن يكون وارداً اقله في المدى المنظور.
لكن ذلك لا يعني ان هذه القوى لا تعي الثمن الفادح الذي بدأت بدفعه مع اقتراب الازمة الحكومية من طي شهرها الرابع والتردي المتصاعد في علاقات بعض اطرافها والذي بلغ حد القطيعة.
وتقول الاوساط نفسها لـ «الراي»، ان هناك مناخاً يسري بقوة بين قوى 8 آذار، اخيرا لا يبدو لمصلحة ميقاتي، لجهة تحميله تبعة التأخير في تشكيل الحكومة. ومع ان هذه القوى ستمضي في تمسكها به، لكنها بدأت في المقابل حملة ضغوط واضحة عليه وكذلك على الرئيس ميشال سليمان ضمناً، الامر الذي تزامن مع ايحاءات اطلقها بعض حلفاء دمشق عن استياء سوري مزعوم من رئيس الحكومة المكلف.
وتشير الاوساط الى ان هذا المناخ يراد له افهام سليمان وميقاتي ان موعد بتّ عملية التأليف وتركيبة الحكومة وكل ما يتعلق بها لا بد من خضوعها لاجندة مشتركة مع حلفاء دمشق وليس بالقنوات الثنائية التي يتولاها رئيس الحكومة المكلف مع الافرقاء الذين ينفتح عليهم.
وتعرب الاوساط الواسعة الاطلاع عن اعتقادها بان الايام المقبلة لن تشهد اي تحريك وشيك للجمود القائم ما دام وضع التأليف عاد بالكامل الى نقطة الصفر، كما يؤكد سائر المعنيين بهذه العملية.
لكنها تلفت الى ان الوضع الحالي لا يحتمل التمديد طويلاً. ففريق الاكثرية لا يستطيع الاستمرار لفترة طويلة في صورة متآكلة من شأنها ان ترتد عليه بسلبيات ضخمة. والوضع العام في البلاد سيشهد ضغوطاً متدرجة من شأنها ان تشكل عامل ضغط لتحريك مبادرات جديدة.
وهذا الامر قد تتضح معالمه في الايام القليلة المقبلة وخصوصاً ان هناك معطيات تشير الى تكثيف الاتصالات مع دمشق سراً في هذا الخصوص.

السابق
صادق جلال العظم: حزب الله وحماس بقية حركات التحرر
التالي
مصادر أوروبية لـ”الراي”: الرهائن الأستونيون في دمشق