الشرق: القمة الروحية في بكركي: الحذر بحجم الخوف

اعترف مرجع رسمي كبير بانه يضع يده على قلبه جراء ما يتردد من كلام على احتمالات فشل القمة الروحية اليوم في بكركي، بعدما علم ان جهة سياسية بارزة دخلت على خط المراجعة المباشرة والشخصية للبيان المنوي اصداره عن القمة، حيث اوعزت الى من يهمه امرها انها تقبل بهذه النقطة ولا تقبل بنقطة اخرى، ما حتم المزيد من التشاور كي لا تصل القيادات الدينية الى ما يفهم منه ان طريق التعاطي الوطني دونها خطر المؤثرات السياسية وما اكثرها؟!

وفي اعتقاد المرجع الرسمي الكبير انه لا يكفي القول ان نيات المسؤولين الروحيين سليمة، طالما تعرضت كلها او احدها الى ضغوطات، من غير حاجة الى اعتراف الضاغط والمضغوط عليه بذلك، لاسيما ان النظرة الى التطورات الداخلية غير موحدة، لكنها في احسن الاحوال تبقى افضل من التجاذب السياسي القائم على اساس مصالح شخصية وآنية داخلية وخارجية في وقت واحد!والذين يهمهم عدم نجاح قمة بكركي، فانهم قد تجاهلوا مسبقا ان وراء الدعوة الى اللقاء رغبة حقيقية في تحديد ما هو مطلوب سياسيا ووطنيا قبل فوات الاوان، خصوصا ان المعروف عن بعض القيادات الروحية صعوبة تحررها من القرار المذهبي، بحسب ما تؤكده مناسبات سابقة، بما في ذلك استحالة توقع حصول تغيير رصين وجدي في مواقفها تجاه القضايا العالقة بفعل التأثير السياسي وكنتيجة حتمية لمنع من يشعر مقدما بالاحراج من التعبير عن رأيه في حال اختلف قيد شعرة عن موقف بعض الزعامات!

وعن نظرة القيادات الروحية الى العنوان الذي اطلقه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الشراكة والمحبة، تبدو الحاجة ملحة للقول ان لا الشراكة مقبولة في اوساط معينة ولا المحبة واردة في قاموس اخرى، ما يطرح علامة استفهام بحجم الحدث، هذا في حال لم تخرج القمة بنتائج يعول عليها لرأب الصدع السياسي الذي يهدد الدولة والشعب والمؤسسات، لاسيما في المجال الذي يرى بعضهم انهم اكبر من الدولة، كي لا نقول دولة ضمن دولة!

وقبل معرفة النتائج العملية لقمة بكركي، ثمة من يستبعد ان تقارب موضوع السلاح غير الشرعي، كي لا تتهم بانها اميركية – صهيونية التوجه، وكي لا تتعرض ككل الى انتقادات اين منها ما تعانيه الساحة السياسية من تجاذبات اقل ما يقال فيها انها بعيدة تماما عن ان تؤسس لوطن سليم معافى لا سلطة فيه لغير سلطة الدولة ولا مجال فيه لقوانين واجراءات استثنائية لا تنسجم مع ما هو مطلوب للخروج من نفق الازمة الحكومية، من غير حاجة لافهام من يقف وراء تعقيد الامور ان الدولة تبقى حاضنة للجميع بدستورها وقوانينها ومؤسساتها!

وما يثير التساؤل بالتزامن مع انعقاد القمة، اصرار البعض على الاتجاه بالعقد صوب المؤثرات الاقليمية والدولية، على رغم قناعة الجميع بانه في حال محاولة اي طرف القفز فوق الاصول ستبقى الامور عالقة مهما اختلف شكل القمة الروحية، وهذا مطلوب بالحاح ليس لان بعضهم يريد اكل الجبنة منفردا، بل لانه يريد وضع يده على الدولة وفرض رأيه ويتصرف على اساس رد الفعل وليس الفعل، فضلا عن ان تسمية الاشياء باسمائها لن تحصل، بحسب ما قيل عن المضمون المعد سلفا لبيان القمة (…) هل ينجح البطريرك الماروني في مسعاه ام ان القمة ستبقى مجرد عنوان لمرحلة سياسية متزمتة، كي لا نقول مرحلة الاعداد للاسوأ.

وهذا وارد في رأي المراقبين، حتى وان كان العكس بعيد المنال، لاسيما ان الظروف الاقليمية والدولية لم تعد تسمح برهانات خاطئة، والا وصلت الامور الى ما لا يمكن انتظار الفرج من ورائه (…)
في رسالة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اول امس الى البطريرك الراعي، لوحظ حذر متبادل في سياق نقلها الى بكركي وفي اطار عودة موفد الرئيس ميقاتي بجواب من البطريرك، مع الاخذ في الاعتبار صلابة سيد بكركي في تعاطيه الواضح مع مختلف الامور العالقة مهما كان رأي غيره فيها خصوصا ان تجارب مؤتمرات ولقاءات الحوار الوطني لم تجد نفعا وليس من هو في وارد التذكير بما اصابها من وهن سياسي شرع ابواب الفلتان السياسي والامني على مصراعيه؟!

السابق
الأخبار: قمّة روحيّة لايت في بكركي
التالي
بن جدو ضيفا في معهد أمجاد