بداية ونهاية أميركا في الخليج العربي

هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق وهو أميركي من أصل يهودي وقد كان ولا يزال مهندس الأزمات في الشرق الأوسط وخصوصا بعد أن أعلن الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) استخدام النفط كسلاح استراتيجي ضد إسرائيل الأمر الذي سبب أزمة عالمية كبيرة نتجت عن قرار الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) بوقف صادرات النفط العربي إلى أميركا وأوروبا الأمر الذي دعا هنزي كيسنجر بإعداد خطة ترم إلى إحداث أزمة في الخليج والشرق الأوسط كل عشرة سنوات وقد بدأت خطة هنري كيسنجر تأخذ حيز التنفيذ بعد وفاة الملك فيصل بخمسة سنوات مع بداية انطلاق شرارة الأزمة الأولى وهي الحرب العراقية ـ الإيرانية التي بدأت فعليا في سبتمبر عام 1980 حتى أغسطس عام 1988 وراح ضحيتها أكثر من مليون شهيد ومليوني مصاب ومعاق، ثم اشتعلت نار الأزمة الثانية وهي 2/8/1990 بغزو العراق للكويت وانتهت في 25/2/1990 وبقيت القوات الغربية في الخليج لمنع صدام من غزو الكويت مرة أخرى وفي ربيع عام 2003 أي بعد 13 عاما قامت الولايات المتحدة الأميركية بغزو العراق حفاظا على الأمن القومي الأميركي من أسلحة الدمار الشامل العراقية الصدامية لكنهم لم يجدوها ثم استبدل هذا المفهوم بمفهوم الحفاظ على أمن العراق بعد سقوط صدام ولكي لا يكون العراق ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة وبقيت القوات الأميركية في العراق حتى يومنا هذا ولهذا الغرض سقط أكثر من 600 ألف قتيل عراقي ثم سلم أمن العراق للحكومة العراقية وانسحب الجيش الأميركي بعد أن أقام عدة قواعد عسكرية في الأراضي العراقية بهدف حماية مصادر الطاقة في الخليج (البترول) من أي استغلال عسكري استراتيجي جديد من قبل العرب. أما فيما يخص إيران فإن أجندتها الإعلامية والسياسية والعسكرية والتسليحية النووية فإنها تكاد تكون مشابهة للأجندة العراقية قبل عام 2003 وعليه فإن ذلك يعني أن إيران ستبقى فزاعة للخليج العربي ودولة بل والعالم أجمع حتى يأتي الموعد المقرر لغزوها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي ستسقط أميركا النظام الإيراني كما أسقطت النظام العراقي السابق وستنشئ قواعد عسكرية في إيران وستفوز بوكالة حصرية عالمية لحماية مصادر الطاقة في الخليج العربي والتي تشكل حوالي 65% من المخزون العالمي للنفط وستقول للعالم أجمع (نحن هنا) أي أن طاقة العالم بأيدينا وهذا ما يزيد الولايات المتحدة قوة على قوتها الحالية، تلك هي أجندة هنري كيسنجر في المنطقة العربية أما فيما يخص الاستراتيجية المضادة لهذه الأجندة فإنها معدومة لأسباب كثيرة أهمها أن شعوب المنطقة دخولا بالقوة كلاعبين أساسيين واحتياط لتنفيذ بنودها التي في مجملها تهدف إلى بقاء القوات الأجنبية بالقرب من منابع النفط إلى الأبد مع إقامة علاقات صداقة دائمة مع حلفائها العرب وذلك لضمان استمرار تدفق صادرات نفط الخليج إلى أوروبا وأميركا دون أي مشاكل تذكر.

السابق
الإعلام التحريضي
التالي
اللبنانيون والقلق على سوريا