ضربة ميقاتي: تشكيلة أمر واقع.. ووزير الداخلية مفاجأة

 بعد نحو نصف ساعة من انتهاء المقابلة التلفزيونية مع رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، سمع زوار احد وزراء 8 اذار/مارس وهو يتفوه ببعض العبارات خلال اتصال هاتفي، بدا وكأنه مع مرجع في هذه القوى، ومنها «كل يغني على ليلاه»، «الافضل في هذه الحال ان نعتذر من الشيخ سعد»، «القذافي قال نحن في ليبيا قبائل وعشائر، نحن ماذا؟ اذا بتسمحلي اضيف وطوائف ومذاهب ايضا».
«شو بدك الجنرال يجن اكثر بطرح العماد قهوجي لوزارة الداخلية»
وعاد الوزير الى زواره ليقول «الحكومة.. العوض بسلامتكم»، وماذا عن اكثريتكم يا صاحب المعالي؟ اجاب.. في الوقت المناسب نقول.. العوض بسلامتكم».
هذا قبل ان يضيف: «انتظروا ويكيليكس كي نعرف لماذا لم تتألف الحكومة».
الوضع اللبناني مرتبط بتطورات المنطقة التي يمكن ان تطول وان تزداد تعقيداً، وربما تفجراً، وعلى اللبنانيين ان يشكروا السماء لأنها منّت عليهم برئيس حكومة مكلف يجمع الى طول القامة طول البال..
مصادر دبلوماسية تنصح اللبنانيين بطول البال لأن المنطقة تشكل من جديد. كيف؟ ومتى؟ هذا في علم الغيب، الحكومة ايضاً في علم الغيب.
وفي الغرف المقفلة كلام من هذا القبيل «الرئيس نبيه بري قال ان حالته بالويل، فصحح له عون بأن حالة البلد بالويل، الصحيح أكثر ان حالة الأكثرية الجديدة بالويل».

الحاكم الإداري والعسكري
كلام كبير يقال في الجلسات الديبلوماسية وحتى في الجلسات السياسية، فيما المشكلة الاستراتيجية أمام نجوم الجمهورية (اين هي الجمهورية حقاً؟) تنحصر في من يتسلم منصب وزير الداخلية بعدما كان الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط قد وصف نفسه لدى تسلمه هذا المنصب في الستينات من القرن الحالي بــ«الحاكم الاداري للبنان»، علّ ذلك يعوض عن رغبة دفينة بأن يكون قصر المختارة هو بيت الامارة اللبنانية.
ماذا، اذاً، اذا اسندت الحقيبة الى قائد الجيش العماد جان قهوجي؟ يغدو، في هذه الحال، الحاكم الاداري والحاكم العسكري للبنان. ولا ريب أن من طرح هذه الفكرة على رئيس الجمهورية يتمتع بذكاء «عجيب»، كما برغبة «عجيبة» في «تحطيم» عون الذي لم يكن يطيق زياد بارود، رجل المجتمع المدني الذي لم يلامس مسدساً في حياته، فكيف له أن يجد جنرالاً آخر في وجهه.
مصادر مقربة من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تقول ان الرجل وصل الى المرحلة الأخيرة من «طول البال»، وأن عليه أن يضرب ضربته، فقد تخلى عن فكرة حكومة التكنوقراط لأنها لا تستطيع الاقلاع وسط هذه الرياح العاتية. اذاً، حكومة أمر واقع تضم ممثلين عن قوى الأكثرية الجديدة، وبالطبع ممثلين عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وكذلك عن ميقاتي وجنبلاط، وعلى أساس العشرات الثلاث، على أن يكون اسم وزير الداخلية مفاجأة، هذا مع احداث توزيع جديد في الحقائب يمكن أن يرضي الجميع أو حتى يمكن أن يحرجهم ويحملهم على القبول.
غير أن عون استبق الضربة الميقاتية بالقول انه سيواجه فشل تلك الحكومة «على الأرض»، ودون أن يقصد الشارع، فهو سيبقى خارجها. ولكن هناك من يحذر عون من تبعات ذلك، فماذا لو أن قوى 14 آذار منحت الثقة لمثل تلك الحكومة فقط لاقصاء الجنرال؟
 

السابق
نتانياهو: خامنئي الأخطر في العالم بعد بن لادن
التالي
زهير الصديق: النظام السوري مسؤول عن محاولة اغتيال أردوغان وتفجير مراكش