ابنة بن لادن: والدي اعتقل حيا ثم قتل

يعتزم الرئيس الاميركي باراك أوباما زيارة مدينة نيويورك اليوم لإقامة مراسم خاصة مع عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما تعهد البيت الأبيض البناء على ذلك، للقضاء أيضاً على التنظيم. وقد أعلنت مصادر رسمية أن الرئيس السابق جورج بوش لن يلبي دعوة أوباما للانضمام إليه في نيويورك عند موقع برجي التجارة العالمية لأنه يريد الابتعاد عن عدسات المصورين.
وقرر الرئيس الاميركي عدم نشر صور لجثة أسامة بن لادن بعد مقتله برصاص أفراد قوة أميركية خاصة، حسب ما ذكرت شبكتا «إن بي سي» و«سي بي إس» الأميركيتان أمس.
وفي مقابلة مع شبكة «سي بي اس» اكد اوباما على اهمية ضمان عدم «استخدام هذه الصور كاداة للتحريض او الدعاية»، وفق جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض.
واضاف ان فعل ذلك «ليس من شيمنا. نحن لا نعرض مثل هذه الامور كدليل على انتصارنا».
وقال مسؤولون شاهدوا صور جثة بن لادن ان تلك الصور «بشعة».
ويخشى ان يؤدي نشرها الى اثارة الغضب وموجة من الانتقام ضد الاميركيين في العالم الاسلامي.
وذكر تلفزيون «ايه بي سي» ان وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ابلغا اوباما بمخاوف البنتاغون ووزارة الخارجية بشأن نشر تلك الصور.

واشنطن لم تبلغ باكستان
يأتي هذا في وقت واصلت فيه وسائل الإعلام الأميركية نشر تفاصيل جديدة عن مقتل أسامة بن لادن. فقد قال مدير وكالة الاستخبارات الأميركية CIA ليون بانيتا إن بلاده رفضت إعطاء باكستان معلومات عن العملية الخاصة بقتل بن لادن خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تخريب العملية ووصول المعلومات إلى الهدف.
وأضاف بانيتا أن الإدارة الأميركية استبعدت خياري الهجوم بالطائرة أو بصواريخ كروز على مجمع بن لادن، وأنها ناقشت وباستفاضة خيار الاستهداف المباشر خوفاً من السلبيات، ومن بينها ظهور القوات الباكستانية على مسرح المواجهة. وأعطى بانيتا تفسيرا غير واضح لسؤال حول كيف تصل القوات الأميركية إلى هذا العمق في الأراضي الباكستانية والقريب من أكاديمية عسكرية من دون أن يتم إطلاق النار عليهم، وقال «بصراحة أخذنا هذه الأمور في الاعتبار، ولذلك استعنا بمروحيات».
وأوضح أن نص أوامر الرئيس باراك أوباما كان «قتل بن لادن»، إلا أنه قال إن قتله فرضته ظروف العملية لأنه وفقا لقواعد الاشتباك «لو رفع يديه وعرض تسليم نفسه لكان لدى الجنود الأميركيين فرصة للقبض عليه».

أسرة بن لادن
وكشف أن أفراد أسرة بن لادن الذين كانوا معه أثناء العملية ولم تتعرض لهم القوات الأميركية يقبعون الآن في معتقلات باكستانية، وأضاف أن الولايات المتحدة طلبت من الباكستانيين «الوصول» إليهم للحصول على أي معلومات استخباراتية يمكن أن تكون لديهم، وأن الرد الذي وصلهم من الباكستانيين هو «أننا يمكننا الوصول إليهم»، معترفاً بأن تقنية «الإيهام بالغرق» استخدمت مع معتقلين في غوانتانامو للحصول منهم على معلومات أدت لنجاح مهمة قتل بن لادن.

اعتقل ثم قُتل
إلى ذلك، نقل تلفزيون جيو الباكستاني انه بعد المروحية التي تنقل جثة بن لادن إلى أفغانستان، وصلت قوات أمن باكستانية وعثرت على أربع رصاصات فارغة، وألقت القبض على سيدتين وستة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و12عاما، بينما تشير بعض التقارير إلى اعتقال 16 شخصا بينهم نساء وأطفال ومعظمهم من جنسيات عربية.
وتكهنت بعض المصادر أن القوات الأميركية لم تلق القبض على جميع أفراد الأسرة، لان المروحية لم تتسع لهم بعدما سقطت مروحية أخرى خلال العملية، وكشف مصدر مسؤول أن القوات الأميركية الخاصة نقلت في المروحية جثتين لابن لادن وأحد أبنائه.
وأوضح مسؤول للقناة أن من بين المعتقلين ابنة لابن لادن عمرها 12 عاما، وقالت للمحققين الباكستانيين إن القوة الأميركية ألقت القبض على والدها حيا ثم أطلقت النار عليه على مرأى من أفراد الأسرة ثم سحبت جثته من الطابق الأرضي حيث كان متواجدا إلى المروحية.

لم يكن مسلحاً
يشار إلى أن بعض المسؤولين بدأوا بكشف بعض التفاصيل عن عملية القتل، إذ ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن بن لادن لم يكن مسلحا أثناء قتله لكن آخرين كانوا مسلحين، وانه حاول المقاومة أثناء الهجوم عليه، مشيراً إلى أن صورة جثته «بشعة» ويخشى أن يثير نشرها الحساسيات. وأضاف أن «زوجة بن لادن دفعت المهاجم الأميركي وأصيبت في ساقها، لكنها لم تقتل وبعد ذلك تم إطلاق النار على بن لادن الذي لم يكن مسلحاً، لكن معاونيه كانوا كذلك، وانتهى الأمر بقتله.
واضاف «قواتنا كانت على استعداد لاقتياد بن لادن حيا إذا استسلم، لكنهم واجهوا مقاومة». وقال كارني «لقد كانت معركة شديدة التقلب».

الزوجة الرابعة
إلى ذلك، كشفت قناة «جيو» الباكستانية عن هوية الزوجة المرافقة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ليلة مقتله. ووفق جواز السفر الذي عثر عليه في منزل بن لادن، فإن اليمنية أمل أحمد عبدالفتاح هي الزوجة الرابعة وأصغر زوجات زعيم تنظيم القاعدة، وهي من مواليد 1983، وتزوجها بن لادن عام ألفين، وله منها عدد من الأطفال أكبرهم صفية ذات الأعوام العشرة.
هذا وأشاد نائب الرئيس جو بايدن بكونه لم يتم تسريب أي معلومة عن معرفة واشنطن بمكان اختباء بن لادن، مع العلم بأنه تم إبلاغ 16 عضوا في الكونغرس قبل أشهر من تنفيذ الهجوم الذي أدى إلى مقتله.

حقوق الإنسان
من جانب آخر، دعت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الولايات المتحدة إلى تقديم تفاصيل للأمم المتحدة بشأن قتل أسامة بن لادن وقالت إن كل عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تحترم القانون الدولي. في هذه الأثناء، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن بولاية نيويورك سيطلب رسمياً إسقاط التهم بحق أسامة بن لادن بعد مقتله.

السابق
ما يصلح للنشر عن أحوال الأكثريّة الجديدة
التالي
من سيزيل 5000 مخالفة؟ الأيوبي وخريس ودبوق يجيبون