الحص: لتدع السلطة عندنا إلى حوار وطني وتجاوز المذهبية المدمرة

رأى الرئيس الدكتور سليم الحص في تصريح باسم "منبر الوحدة الوطنية" أن "الحكم السوري يتعرض لحملة عنيفة من التهجم"، وقال: "نحن نحترم رأي الآخر انسجاما مع التزامنا أحكام الديموقراطية، إلا أن هذه الحملة تحدونا إلى الرد عليها ديموقراطيا بالقول: لكم أن تقولوا ما تشاؤون عن النظام السوري إلا أنكم لا تستطيعون أن تنكروا أن سوريا تنعم بنظام يتمتع أكثر من أي نظام عربي آخر بالممانعة العنيدة في مواجهة العدوان الصهيوني على الأمة العربية".
أضاف:"النظام السوري لم يوقع كما وقع آخرون على اتفاقات مع إسرائيل تسيء إلى القضية العربية والحق العربي في فلسطين كما لم يخط خطوة واحدة خروجا على مبدأ المقاطعة الجازمة للعدو الصيهوني. وهذا ليس بالأمر الهين في الوقت الذي وقعت بعض البلدان العربية الشقيقة مثل هذه الاتفاقات مع إسرائيل أو انفتحت على الدولة العبرية في شكل أو آخر، وفي الوقت الذي تسود أجواء غربية تقودها الدولة العظمى أميركا تدعم الكيان الصهيوني دعما مطلقا وتتجاهل كليا الأماني والمصالح العربية على هذا الصعيد، وفي الوقت الذي تمارس الدولة العظمى سياسة محابية للعدو الصهيوني من دون أدنى تحفظ على حساب أدنى الحقوق العربية. ولا يحظى الشعب الفلسطيني المشرد عن أرضه ووطنه من الدولة العظمى بأقل ما يكون من التفهم أو العطف حتى لا نقول الدعم".
وتابع: "نتمنى أن يوفق النظام السوري الشقيق في محاولاته الجدية لتجاوز حال الاضطراب التي تواجهه وتواجه انظمة عربية أخرى من جراء الإستفاقة الشعبية العربية التي انطلقت من تونس وجمهورية مصر العربية. فالإجراءات السورية في هذا الإطار، بدءا بإلغاء حالة الطوارىء ومرورا بإجراءات لتعزيز حرية الرأي والعمل والتحرك هي في محلها. ونرجو أن تواصل السلطة السورية مسيرتها الإصلاحية هذه حتى تحقيق الحرية المطلقة للكلمة كما للتحرك الفردي والجماعي. فهذا ما يستحقه الشعب السوري الكريم وما يجعل من الشقيقة سوريا قدوة لا بل رائدا على الصعيد العربي العام".
أضاف: "نحن في لبنان نتمنى أن تبادر السلطة عندنا فتستبق أي تطورات على هذا المستوى بالدعوة إلى حوار وطني واسع لمناقشة ما يجب أن يتخذ من خطوات في سبيل ترجمة الحرية التي يتمتع بها الشعب اللبناني ممارسة ديموقراطية صحيحة فعالة، وإلى تجاوز الحالة المذهبية والطائفية المدمرة التي تتحكم بأوضاعه، وإلى تضييق شقة الفجوات التي تباعد بين فئات الشعب في الدخل ومستوى العيش. إن تم ذلك فإن الوضع اللبناني يغدو أيضا في منزلة القدوة والمثال في الوطن العربي. ونرجو أيضا أن تتضافر الجهود اللبنانية السورية على كل صعيد في العمل العربي المشترك إسهاما في أيصال الأمة العربية إلى حيث تقوم بدور فاعل على صعيد خدمة قضايا السلام والتنمية والاستقرار في أرجاء العالم كافة".
وختم الحص: "نقول إلى الذين يتربصون بالشقيقة سوريا شرا ويتمنون لها سوء العاقبة أن الوضع في لبنان والوضع في سوريا من التداخل والتفاعل في ما بينهما على وجه يجعل من لبنان ساحة مكشوفة لكل ما قد تتعرض له سوريا من سوء لا قدر الله. فلنا في لبنان مصلحة مباشرة في سلامة الأوضاع وإيجابية التطورات في الشقيقة سوريا. لذا فإن الشعار المألوف والقائل بأن أمن سوريا من أمن لبنان وأمن لبنان من أمن سوريا إنما يجسد حقيقة ناطقة".

السابق
وهاب يعتبر الامر منتهيا بالنسبة الى تعميم ريفي
التالي
قتيل و7 جرحى بحادثي سير في الجنوب