تتخوف فيه مراجع اقتصادية عديدة من مرحلة نهاية ولاية سلامة، المرجح أنها ستنتقل الى نائبه الأول وسيم منصوري جراء عدم قدرة الحكومة على تعيين خلفاً له، إلا أن ذلك غير محسوم في بلد كلبنان حيث الأنظار تتجه الى ما ستؤول اليه الأوضاع المالية المهزوزة في البلاد، وفي السياق أكد الخبير الإقتصادي الدكتور بلال علامة لـ”جنوبية” أن من الصعب التكهن بواقع المالية العامة ومصير المال والنقد في لبنان، من دون تأمين بديل لحاكم المركزي او استمرارية السياسات النقدية التي طبقها خلال الفترة السابقة”.
من الصعب التكهن بواقع المالية العامة من دون تأمين بديل لحاكم المركزي
ولفت الى ” أن سلامة استطاع أن يدير اللعبة المالية والنقدية، بطريقة تتماهى مع متطلبات السلطة السياسية، وتؤمن لهم قليلاً من الاستقرار والانتعاش تمهيداً لتجديد اوضعهم”.
قد يكون هناك استقالة جماعية لنواب الحاكم الأربعة وتفلتاً واضطراباً كبيراً في الوضع النقدي
وأوضح علامة أن “كل هذه العملية ستكون موضع نقاش ومفاجآت، في حال خروج سلامة من دون الاتفاق على تأمين البديل وكيفية استمرار العمل في المصرف المركزي”، مشيراً الى أنه” يوجد تخبطاً في مجلس المركزي وعدم توافق على من يستلم كرة النار، إذ أن اعضاء المجلس يتبعون للأحزاب بفعل المحاصصة، وكل طرف يرمي الكرة على الآخر”.
ورأى أنه “قد يكون هناك استقالة جماعية لنواب الحاكم الأربعة، وتفلتاً واضطراباً كبيراً في الوضع النقدي”، مشيراً الى “أن الحاكم لم يسلم حتى الآن حقيبة الأسرار، وقد لا يسلمها الى الناىب الأول، وبالتالي سيؤدي ذلك الى عدم الاستقرار والكثير من الفوضى والتفلت”.
سلامة استطاع أن يدير اللعبة المالية والنقدية بطريقة تتماهى مع متطلبات السلطة السياسية
وقال علامة:” حذار على السلطة السياسية أن تلعب بالنار، وأن تراهن على المجهول”، لافتاً الى “أنها قانوناً لم تجد اي صيغة للتجديد او للتمديد لإبقاء حاكم المركزي في الظل، وبالتالي عليها أن تتلقف كرة النار وتأمين استمرارية عمل مصرف لبنان، وخصوصاً الاتفاق حول الأدوات المالية التي استخدمها حاكم المركزي طوال هذه الفترة لارساء الاستقرار، منها منصة صيرفة والسيولة بالليرة وتأمين الأموال بالدولار وضخه الى السوق، وهي كلها ادوات نقدية استخدمها ولو بشكل مؤقت، ما أرسى قليلاً من الهدوء على الدورة الاقتصادية”.
وختم علامة بالقول:” حذار من اللعب بالنار ومن تطيير تلك الأدوات، لأن الأمور ستكون خطيرة جداً على لبنلن واللبنانيبن”.