يصيب المخ بالتهابات مميتة.. على خطى «كورونا»: هل يتحوّل فيروس «نيباه» لجائحة!

فيروس نيباه

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم، يكافح وباء كورونا الذي أودى بحياة 2.2 مليون إنسان، أثيرت المخاوف، مؤخرا، بشأن احتمال تفشي فيروس فتاك يعرف باسم “نيباه”.

وثمة مخاوف عالمية من تحول فيروس نيباه إلى جائحة جديدة، خاصة أن الملابسات شبيهة إلى حد ما مع فيروس كورونا، فمصدره حيواني أيضا، وينتشر في الدول الآسيوية، وأعراضه تشبه الإنفلونزا كذلك، ويمكن أن ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو مباشرة بين شخص مصاب وآخر سليم، إلا أنه يصيب المخ بالتهابات مميتة في خلال ساعات، وهنا تكمن خطورته. 

اقرا ايضاً: كيف يتسبب فيروس كورونا بمرض السكري لدى المتعافون منه؟

وقد أوضحت المنظمة الأممية لـ”العربية.نت” أنه لم يصل لعلمها تقارير جديدة بتفشي فيروس نيباه في أي من بلدان آسيا مؤخراً، كما أشارت منظمة الصحة العالمية، لـ”العربية.نت”، إلى أن عدوى فيروس نيباه مرض حيواني المصدر – بمعنى أنه مرض يصيب الحيوانات في المقام الأول. ويمكن أن ينتقل فيروس نيباه إلى الإنسان من الحيوانات (مثل الخفافيش أو الخنازير) أو الأطعمة الملوثة، ويمكن أيضًا أن ينتقل مباشرةً من إنسان إلى آخر. كما تم الإبلاغ عن انتقال فيروس نيباه من إنسان إلى آخر بين أفراد أُسر المرضى المصابين ومُقدمي الرعاية لهم. 

وتابعت المنظمة أن خفافيش الفاكهة من فصيلة “تيروبوديداي” (Pteropodidae) هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه. 

ما مدى خطورته؟

أشارت منظمة الصحة لـ”العربية.نت” إلى أن عدوى فيروس نيباه لدى البشر تتسبب في مجموعة من الأعراض السريرية، بدايةً من العدوى بدون أعراض (عدوى تحت-سريرية)، وصولاً إلى عدوى الجهاز التنفسي الحادة، والتهاب الدماغ المُميت الشديد الخطورة. ويُقدَّر معدل الوفيات من الحالات المصابة بنسبة تتراوح من 40% إلى 75%. وقد يختلف هذا المعدل من فاشية لأخرى حسب القدرات المحلية للترصُّد الوبائي والتدبر العلاجي السريري.

هل يوجد علاج أو لقاح متاح؟

لا يوجد علاج أو لقاح متاح للناس أو الحيوانات. والعلاج الأساسي للبشر هو الرعاية الداعمة. والمراجعة السنوية التي أُجريَت في عام 2018 لقائمة الأمراض ذات الأولوية في مخطط منظمة الصحة العالمية الأولي للبحث والتطوير تشير إلى وجود حاجة ملحة لتسريع وتيرة البحث والتطوير المتعلقين بفيروس نيباه.

 لماذا يعاود فيروس نيباه الظهور؟

أوضحت المنظمة الأممية أن فيروس نيباه هو فيروس ناشئ. وتم التعرف عليه لأول مرة في عام 1999 أثناء انتشار المرض بين مُربي الخنازير في ماليزيا. ولم يتم الإبلاغ عن أي فاشيات جديدة في ماليزيا منذ عام 1999. وتم اكتشافه أيضًا في الهند وبنغلاديش في عام 2001، وتحدث فاشيات سنوية تقريبًا في هذين البلدين منذ ذلك الحين. وجرى أيضاً اكتشاف المرض بشكل دوري في شرق الهند. وقد تكون هناك مناطق أخرى مُعرَّضة لخطر الإصابة، لأنه قد عُثر على دليل على وجود الفيروس في المستودع الطبيعي المعروف (وهو أنواع خفافيش Pteropus التي تُسمى “خفافيش الفاكهة”). والعديد من أنواع الخفافيش الأخرى في عدد من البلدان، منها كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند. وبحسب منظمة الصحة العالمية، حدثت الفاشية الأخيرة في عام 2018. حيث أبلغت منطقة “كوزيكود” في ولاية كيرلا الهندية عن فاشية لفيروس نيباه.

وكانت فاشية فيروس نيباه التي أُبلِغ عنها في منطقتي “كوزيكود” و”مالابورام” في ولاية كيرالا في مايو 2018 هي الثالثة من فاشيات فيروس نيباه في الهند، حيث سبقتها فاشيتان في عامي 2001 و2007، وكلاهما في ولاية بنغال الغربية. وبلغ إجمالي عدد الحالات المكتشفة 23 حالة، منها الحالة الدالة مع 18 حالة مؤكدة مختبرياً. وسيطرت حكومة الولاية والوكالات الحكومية المركزية على الفاشية، وأُقِرَّ لها بنجاحها الباهر في ذلك. منذ ظهور فيروس نيباه، تم الإبلاغ عن حوالي 1000 حالة إصابة بمعدل وفاة 52% من ماليزيا وسنغافورة والهند وبنغلاديش. 

من هم المعرضون للخطر؟

أوضحت المنظمة أن الإصابة بفيروس نيباه ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأنشطة الزراعية، وخاصة زراعة الفاكهة (التي تجذب خفافيش الفاكهة)، وكذلك التعامل مع بعض حيوانات المزارع (خاصة الخنازير). لذلك فإن عمال الزراعة / المزارع مُعرَّضون لخطر أكبر. أُسَر المصابين بالعدوى والقائمون على رعايتهم مُعرَّضون لخطر انتقال العدوى بين البشر. 

وأشارت المنظمة لـ”العربية.نت” إلى أن مخاطر الانتقال الدولي عبر المسافرين محدودة. ولم يُبلَغ عن انتقال فيروس نيباه من إنسان إلى آخر إلا بين المخالطين عن قرب شديد من العاملين في الرعاية الصحية وأُسَر المرضى المصابين والقائمين على رعايتهم. الانتشار المرتبط بالسفر أمر بعيد الاحتمال لأن الشخص المصاب سيكون مريضًا بشدة وغير قادر على السفر. يمكن الوقاية من مخاطر انتقال العدوى دوليًا عن طريق الفواكه أو منتجات الفاكهة (مثل عصارة النخيل الخام) الملوثة ببول أو لعاب من خفافيش الفاكهة المصابة، وذلك عن طريق غسلها جيدًا وتقشيرها قبل الاستهلاك. ويجب التخلص من الفاكهة التي تظهر عليها علامات لدغات الخفافيش.

السابق
Hezbollah to Take Advantage of the Crumbling State as Iran Prepares for Settlements!
التالي
فهمي: هيبة الدولة على المحك.. والقضاء «شوربة»!