عندما بدأ القطاع المصرفي بالانهيار بدءا من العام 2021، اخذت القاضية غادة عون في “صدرها” محاربة المصارف، التي تمنعت عن اعادة اموال المودعين، وهو مطلب جميع اللبنانيين، لكن ما يثير الريبة في هذه المواجهة التي فتحتها عون بوجه المصارف، بحسب مصادر حقوقية معنية ل”جنوبية”، “استخدام القضاء من موقعها كنائب عام استئنافي في جبل لبنان، وكذلك القانون لتصفية “حسابات سياسية”، “ألبستها” لقب” قاضية العهد”.
غادة عون “نجحت” في التمرد على قراراته السابقة التي منعها بموجبها من تولي الملفات الهامة والمالية
واذا كان النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات، قد حاول لجم إندفاعة عون هذه، بحسب المصادر، وما انسحب من قراراتها العشوائية على الوضع المصرفي المتأزم اساسا، باعلانه الاضراب اكثر من مرة، فان غادة عون “نجحت” في التمرد على قراراته السابقة التي منعها بموجبها من تولي الملفات الهامة والمالية، واعقبها تعميم آخر بعدم النظر في اي ملف الى حد البت بالملفات الملاحقة بها امام القضاء.
هذه”التجربة” مع عويدات تتكرر اليوم مع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، الذي حاول مناقشتها بالقانون، بعد ان تلقى شكاوى من عدد من المصارف عن تجاوزات عون، التي ترفض تبلغ دعاوى المخاصمة، ودعاوى الرد المرفوعة ضدها من تلك المصارف.
ونقلت عن مصادر قضائية ان “الحجار وجه كتابا الى عون يطلب منها ايداعه ملفات ثلاثة مصارف ف “القانون يعطيه الصلاحية توجيهاته الخطية بشأنها”، وعلى مضض ارسلت عون ملفا واحدا بعد ان دخلت في”بازار ” مع الحجار، بإرسالها نسخة عنه وليس الاساسي، وعادت وطالبته بإيداعها الملف في مراسلة كانت سببا في احالتها الى التفتيش القضائي من قبل الحجار، الذي وضع مجلس القضاء الاعلى في “الصورة ” ليحيلها الاخير بدورها الى التفتيش، الذي رفضت عون المثول امامه بحجة ان رئيسة التفتيش المكلفة هي اقل درجات منها.
هذه”المعركة” مع عون صمّ وزير العدل هنري الخوري آذانه عنها، رغم ان الحجار ابلغه مضمون جواب عون على مراسلاته، والتي طلب في احداها “التوقف عن السير بالتحقيقات في كل الملفات التي قدمت فيها مداعاة الدولة ضد عون لحين البت بها”.
هذه”المعركة” مع عون صمّ وزير العدل هنري الخوري آذانه عنها
وجاء في جواب عون المشكو منه :”لن ارفع يدي عن التحقيق في ملف المصارف، وعن اي دعوى فيها مخاصمة طالما حضرة الرئيس الاول(سهيل عبود) لم يرفع يده حتى تاريخه عن الدعوى الكيدية، التي اقامها ضدي امام المجلس التأديبي والتي يرفض حتى تاريخه، تبلغ دعوى المخاصمة التي قدمتها بوجهه، ومع الطلب من حضرتكم ابلاغ هذا الكتاب ايضا من جميع المدعين العامين الاستئنافيين، الذين يقومون بالمعجزات”، مسمية احد هؤلاء النواب العامين.
“بلغ السيل الزبى ” مع عون ودفعت بالحجار الى المباشرة في اتخاذ اجراءات ضدها في الايام المقبلة
“المعجزات” التي تحدثت عنها عون، قامت هي نفسها بها، بحيث تعلّق مصادر قضائية على ذلك ل”جنوبية”، بالسؤال عن سبب وجود فريق محدد من المحامين الذين يرفعون شكاوى ضد المصارف امام عون ، وتصدر الاخيرة بشأنها قرارات تعيد بموجبها اموال مودعين محددين، يمثلهم هذا الفريق من المحامين، فيما لا تسري قراراتها على مودعين آخرين من خارج فريق المحامين نفسه.
الى هذا الحد “بلغ السيل الزبى ” مع عون ودفعت بالحجار الى المباشرة في اتخاذ اجراءات ضدها في الايام المقبلة ، علما ان عون تحاول الاستفادة من حالة الفراغ في المؤسسات الرقابية كالتفتيش القضائي.
