كي لا «يتجول الرضوان في نهاريّا».. تفاصيل رحلة «غير عادية» إلى واشنطن عنوانها «غزو لبنان»

اسرائيل حزب الله هاليفي الرضوان

لا مفر من الحرب بين إسرائيل ولبنان، وحتى لو صيغت اتفاقات تسوية ستكون مؤقتة، ثم ستندلع بعدها المواجهة الكبرى. هذا ما خلص إليه تقرير لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، الذي كشف عن رحلة سمّاها «غير عادية» إلى الولايات المتحدة، رافقها إجراءات غير عادية أيضا على الأرض، توحي جميعها بالحرب الحتمية، إن لم يكن باقتراب موعدها.

«نحن قبل أيام من اتخاذ القرار»

وفي التفاصيل، كتبت «معاريف» في تقرير نشرته الأربعاء 29 أيار الجاري، وفق ترجمة موقع «جنوبية إنه «في غضون أيام قليلة، سيكمل الجيش الإسرائيلي نشاطه في جباليا وربما حتى في رفح، مما سيسمح له بتوجيه المزيد من القوات نحو مشكلة الحدود الشمالية والتعامل مع التهديد بهجوم بري لحزب الله في المنطقة».

وكشفت الصحيفة إنه «من المحتمل أن تغادر الفرقة 98 قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية في غضون أيام قليلة»، مشيرة إلى إنها ستنضم إلى فرق أخرى تمركزت في شمال البلاد قرب الحدود مع لبنان. وأضافت أن الفرقتين 98 و 36 هما القوتان المهمتان والقويتان «للتقدم إلى لبنان».

أكثر من ذلك، كشفت إنه «من المحتمل أن تكتمل العملية في رفح أيضًا خلال أيام، مما سيسمح للجيش الإسرائيلي بتخصيص المزيد من القوات للمشكلة الكبيرة المطروحة على الطاولة، وهي الحدود الشمالية».

«ليسوا مستعدين لرؤية حزب الله يتجول في صفد وكريات شمونة وشلومي، أو حتى ما هو أسوأ في كرميئيل ونهاريّا»

وإذ أشارت إلى وجود «الآلاف» من قوات الرضوان – اي قوات النخبة في حزب الله – مسلّحين «على بعد عشرات إلى مئات الأمتار من الحدود»، شرحت إنه «في إسرائيل، ليسوا مستعدين لرؤية صور السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في الساحة الشمالية».

وأردف المصدر نفسه «ليسوا مستعدين لرؤية حزب الله يتجول في صفد وكريات شمونة وشلومي، أو حتى ما هو أسوأ في كرميئيل ونهاريّا. ولذلك أنشأوا (الدولة) خط دفاع آخر. منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر)، أصبح الشمال خالياً من السكان الإسرائيليين حتى يمكن منع أي هجوم بري من جانب حزب الله».

يكمل تقرير «معاريف» الذي كتبه آفي اشكنازي: «في إسرائيل يدركون أن حزب الله لا رادع له. في إسرائيل يدركون أنه حتى باتفاق جيد مثل اتفاق الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين لن يعطي الجواب الحقيقي والكامل. وسوف يؤجل هذه المواجهة لمدة أقصاها أسابيع أو أشهر أو ربما سنة أو سنتين. لكنه سيعرض إسرائيل لتحدي أمني خطير يتمثل في اليقظة في الدفاع عن الحدود الشمالية، مع تشكيلات بمقدار ثلاثة أو أربعة أضعاف تشكيلات قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت في الشمال عشية الحرب».

ويضيف التقرير «الأمور تتحرك بهدوء في شمال إسرائيل. نحن قبل أيام من اتخاذ القرار. أعلن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع أن استعدادات إحدى الفرق التي من المفترض أن تدخل إلى لبنان قد اكتملت، كما أنهى الجيش سلسلة من التدريبات على مستوى ألوية وفرق المناورة».

الزيارة إلى واشنطن

وخرج أمس المدير العام لوزارة الدفاع اللواء إيال زمير ببيان يقول «بتوجيه من وزير الدفاع يوآف غالانت، سيتوجه وفد دفاعي برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع اللواء (المتقاعد) إيال زمير، إلى واشنطن هذا العام».

وبحسب «معاريف» ناقش الجانبان تعزيز التعاون الدفاعي الاستراتيجي، مع التركيز على عمليات التجهيز، للحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة.

لم ينته الأمر عند هذا الحد. يكتب أشكينازي بوضوح أكثر قائلا: «بلغة واضحة، ذهب الوفد إلى إتمام صفقة توريد مخزونات الذخيرة والأسلحةلمواجهة مجموعة متنوعة من السيناريوهات التي قد تنشأ نتيجة للغزو الإسرائيلي للبنان. إحداها هو احتمال أن يمتد القتال في لبنان إلى صراع إقليمي حيث يتعين على إسرائيل أن تتعامل مع النيران الهائلة القادمة من سوريا والعراق وربما مرة أخرى من إيران».

تدريبات لواء غولاني قرب الحدود اللبنانية الأربعاء 29 أيار 2024

وأضاف «لأولئك الذين يبحثون عن المزيد من الدلائل على أن الأمور تتحرك في الشمال، إليكم التالي: في غضون أسبوع، وصل رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) إلى الشمال مرتين. المرة الأولى كانت الأسبوع الماضي إلى قيادة المنطقة الشمالية في صفد، واطلع على الخطة العملياتية للهجوم، وجلس مع كل من قادة الفرق، وبالطبع مع قائد القيادة (الشمالية)، اللواء (أوري) غوردين».

أما الزيارة الثانية فكانت يوم الثلاثاء الفائت، حين جاء هذه المرة إلى قاعدة جناح الإستخاربات. التقى بقائد وحدة 8200 (فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية) ثم التقى بمقاتلي لواء غولاني.

وأشارت «معاريف» في تقريرها إلى أن «هذه الزيارات لها معنى معقول يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يعرفه، ويتحسس المنطقة، والقادة، والمقاتلين قبل إعطاء الأمر».

«بلغة واضحة، ذهب الوفد إلى إتمام صفقة توريد مخزونات الذخيرة والأسلحة لمواجهة مجموعة متنوعة من السيناريوهات التي قد تنشأ نتيجة للغزو الإسرائيلي للبنان»

شكل الحرب على لبنان

ينتهي تقرير الصحيفة الإسرائيلية بالإشارة إلى أن «الحرب على الحدود الشمالية ستكون مختلفة عن حرب غزة. شدة النار أكبر بعشرات المرات من النار في غزة».

ويضيف «سوف يتعرض العمق الإسرائيلي إلى قدر كبير جد من الضرر. الجمهور على الجبهة الداخلية سيكون له دور لإنجاز العملية في الشمال. إن السلوك الصحيح والانضباط والدفاع وتقييمات السلطات المحلية ستسمح للجيش الإسرائيلي في حالة القتال هذه في الساحة الشمالية بتحديد درجة النصر».

**ترجمة موقع «جنوبية»

السابق
تعميم صورة «نشالة صيدا»..هل وقعتم ضحيتها؟
التالي
لا خرق في الملف الرئاسي.. لودريان قال كلمته ومشى: وجود لبنان بخطر!