أميركا «المنهكة» من حرب غزة تُعيد إنتاج «الهدنة».. والسلطة الفلسطينية!

علي الامين
يبدو ان حرب غزة، أنهكت أميركا قبل أسرائيل، التي تنكب إدارتها بواسطة ال "CIA"، على تحقيق هدنة جادة توقف النار، يؤمنه عبور سياسي وأمني وعسكري فلسطيني يوزع السلطة بين "حماس" و"فتح"، بما يتوافق مع مصالح إسرائيل ونفوذها، تلوح بشائره من إستيعاب أميركي ل"حماس" وقيادتها "الموحدة".

الدولة العميقة في واشنطن، حسمت خيار وقف الحرب في غزة، واوقفت تنفيذ خطط حكومة الحرب الاسرائيلية لاحتلال رفح الى حد كبير على رغم محاولات بنيامين نتنياهو التفلت والهروب الى الامام، فاستمرار الحرب هذه، بات يهدد ويضر بمصالح واشنطن وخططها في الشرق الأوسط، فاذا كانت الحرب تناغمت مع متطلبات واشنطن لاحتواء اطرافها، وضبط المتفلتين من سياساتها، فقد حققت واشنطن هذه الشروط، وباتت في الاسابيع الأخيرة مصدر قلق، في ظل الاصرار الاسرائيلي على احتلال رفح، ما ادى الى تهديد جدي من واشنطن، بوقف تدفق السلاح الى تل أبيب.

اعلان الاتفاق على الهدنة تمهيدا لوقف دائم لاطلاق النار، سيتم خلال الايام العشرة المقبلة

الأرجح بحسب مصادر اقليمية معنية ل”جنوبية”، ان “اعلان الاتفاق على الهدنة تمهيدا لوقف دائم لاطلاق النار، سيتم خلال الايام العشرة المقبلة كحدّ اقصى، في ظل تفاوض جدي جار في مصر، باشراف من الادارة الأميركية مباشرة، يقودها مدير ال CIA وليم بيرنز شخصياً الذي وصل امس الى اسرائيل ايضا في اطار سعي حثيث لانجاز اتفاق.

الهدنة التي تنطوي على تنفيذ خطوات تنفيذية، لاتفاق بين الطرفين الاسرائيلي و”الحمساوي” خلال خمسة اشهر، تنفيذا للورقة المصرية المتبناة من قبل واشنطن بالكامل، اقرارها سيعكس نجاح الاميركيين، في الامساك الكامل بملف الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، معزز بتفاهم مع “حركة حماس” على مشاركة في حكم قطاع غزة مجددا، من ضمن استراتيجية نشوء دولة فلسطينية بكيانين، “حمساوي” في غزة، و”فتحاوي” في الضفة الغربية.

اعادة تأهيل “حماس” لتولي هذه المهمة، يحتاج الى اعادة تأهيل جهازها الأمني واجهزتها العسكرية الجديدة

وبحسب المصادر، فان “اعادة تأهيل “حماس” لتولي هذه المهمة، يحتاج الى اعادة تأهيل جهازها الأمني واجهزتها العسكرية الجديدة انطلاقا من اقتناع اميركي بأن حماس هي الاقدر على تولي الأمن في غزة، من ضمن خطة انتقالية لاحقة، تشارك فيها دول عربية واطراف دولية، في سياق تنفيذ خطة متكاملة لاعادة بناء القطاع، علما ان هذا التوجه لا يمكن ان يحظى بقبول عربي الذي لم يزل يتمسك بموقع منظمة التحرير كممثل وحيد للفلسطينيين وحل الدولتين، للمساهمة في اي تسوية محدودة او شاملة مع اسرائيل.

الاساس السياسي في هذه الهدنة، ان الاميركيين استوعبوا “حركة حماس”، وضمنوا دورا لها في المرحلة المقبلة

لكن المصادر الاقليمية تؤكد، ان “الاساس السياسي في هذه الهدنة، ان الاميركيين استوعبوا “حركة حماس”، وضمنوا دورا لها في المرحلة المقبلة امنيا وسياسيا، وهذا ما يفسر رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقاء وزير خارجية اميركا أنتوني بلينكن، خلال زيارته اسرائيل قبل ايام، بل ان الورقة المصرية بمجملها، لم تأت على ذكر السلطة، ولم يلحظ الاميركيون اي دور لها في غزة في الاتفاق المزمع، في اشارة الى مزيد من تحجيم دور السلطة الفلسطينية.

ولا شك ان التهديد الاميركي، بملاحقة قادة “حماس” عبر التهديد بطردهم من قطر، كان الاشارة الاميركية، على ان واشنطن تريد توقيع “حماس” الآن”.

وفقاً للمصادر، فان “قيادة “حماس” في الداخل والخارج وافقت على الاتفاق، منها طوعا ومنها مرغما، لكن الموافقة تمت باسم القيادة كلها. وهذا كان من الشروط الاميركية على الحركة للجمها اسرائيل، وضمان وجود “حماس” قوة اساسية في مستقبل غزة”.

” واشنطن التي تريد فرض الهدنة اليوم، تقدمت خطوات في سياق احتواء اطرافها، وحققت بداية جدية للسيطرة على المسطح المائي، الممتد من غزة الى اليونان وطرابلس الغرب ومصر، وصولا الى لبنان”، بحسب المصادر، التي عزت ذلك “بغاية السيطرة الكاملة على الثروة الغازية في المتوسط، وبات من المسلم به، ان المرفأ العائم في غزة، بات نواة القاعدة الاميركية الثابتة في القطاع، من دون اي اعتراض “حمساوي” او سواها”.

ما تقوم به واشنطن في غزة، هو فعل الدولة العميقة

وإذ خلصت المصادر العليمة، الى ان “قرار فرض الهدنة في غزة، لن يدخل في حيّز اعلان “وقف النار” من قبل اسرائيل قريبا، لكن قواعد الاتفاق الذي تباشره واشنطن، سيُبقي اسرائيل على استنفارها، واحتلالها لمرافق اساسية في غزة”، لفتت الى ان “ما تقوم به واشنطن في غزة، هو فعل الدولة العميقة، التي لن يؤثر تغيير الادارة او الرئيس في اسسه الاستراتيجية، بل في جوانب تفصيلية لا اكثر”.

السابق
في قاعدة سريّة.. إيران تدرّب مقاتلي حزب الله على المسيرات: هذا ما أمر به الخامنئي!
التالي
تمهيدا للاجتياح.. اسرائيل تبدأ بترحيل سكان رفح وحماس تحذر!