حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: قراءتان في الاستراتيجية الايرانية (2).. المصالح الواقعية

حارث سليمان
يخص الناشط السياسي والأكاديمي الدكتور حارث سليمان "جنوبية" بمقال أسبوعي ينشر حصرياً على صفحات الموقع و منصاته الإلكترونية.

المعضلة القائمة عبر السنين الطويلة من الأزمات والصراعات, هو السؤال الخطير بموضوع سياسات الدول، عن توازن ما نسبي او مطلق، يتوجب الحفاظ عليه في الممارسة بين ؛ المبادئ والعقائد من جهة أولى، مع المصالح الوطنية والقومية من جهة ثانية، وعن مصالح رجال السلطة وانانياتهم مع افراد حاشياتهم من جهة ثالثة. ولعل هذه المعضلة لا تطال ايران ونظامها الاسلامي فقط، بل قد تطال نظام القيم الإنسانية، الحاكمة لسياسات الدول وسلوك سلطاتها جميعها.

لكن الفارق في هذه المسألة، يختلف باختلاف طبيعة الانظمة ومزاعمها او سردياتها عن نفسها، فالدول الديموقراطية تضع مصالحها في المقام الاول مقابل قيمها، بل وتشكل مصالحها التجارية وأسواق صناعاتها ومصادر الطاقة فيها، موجها لسياسات حكوماتها وتتخذ خياراتها انطلاقا من هذه المصالح، فيما يتكفل القضاء ونظام المساءلة والمحاسبة، بضبط ومنع رجال السلطة من صرف نفوذهم والإثراء غير المشروع، من توليهم إدارة الشأن العام، وتطلق هذه الدول أحكامها القيمية وانحيازاتها او تحالفاتها في الأزمات السياسية، كمزيج منمق من القيم والمصالح المجتمعة. 

اما الدول العقائدية، فتدعي لنفسها سياسات وخيارات وتحالفات، تبدأ بالعقائد والقيم والمبادئ، وتستكمل بان تنتظم تحت رايتها المصالح والإلتزامات والمواقف، وعلى الرغم من ان الدول الدينية، تنتمي في الاصل لفصيلة الدول العقائدية الشمولية، الا انها تنفرد عنهم بان تجعل قيمها واهدافها مقدسة مطلقة، وان تصور أن صراعاتها خيارات الهية، وان نتائجها هي ارادة من الله و وعود ربانية، وبالتالي تنقلب المشاركة في خوض الصراع، من الاشتراك في النزاع على المصالح الوطنية، الى إحياء نوع من طقوس عبادات لمرضاة الله.

على الرغم من ان التعامل مع الشيطان، هو اثم ومعصية للباري تعالى، الا ان ايران الاسلامية تحالفت مع هذا الشيطان مرات عديدة

على الطريقة الايرانية لا تكون اميركا دولة استعمارية، تمارس الهيمنة الاقتصادية والعسكرية، بل تصبح الشيطان الاكبر، ولا يكتفى بان تكون اسرائيل كيانا غاصبا واستعمارا استيطانيا، بل ايضا شيطانا أصغر، وعلى الرغم من ان التعامل مع الشيطان، هو اثم ومعصية للباري تعالى، الا ان ايران الاسلامية تحالفت مع هذا الشيطان مرات عديدة؛ الاولى فقد كانت بالتعامل مع اسرائيل واستيراد اسلحة، منها اثناء الحرب العراقية الايرانية، في صفقة الكونترا التي أدت إلى فضيحة سميت ب “ايران غيت”.

 أما الثانية، فهي في افغانستان ضد طالبان بعد احداث ١١ ايلول ٢٠٠١، حيث امنت من خلال تحالفاتها مع اطراف افغانية، كانت على عداء مع طالبان، وخاصة جيش الشمال المؤلف من الاثنية الطاجيكية، وجماعة الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار، آمنت للقوات الأمريكية الغازية قوات برية على الأرض، تقدمت القوات الاميركية بقيادة ضباط ايرانيين من الحرس الثوري، وسهلت مهمة الاميركيين في إسقاط حكومة طالبان، و احتلال أمريكا لأفغانستان.

 اما الثالثة، فهو التحالف مع الاحتلال الاميركي في العراق، لإسقاط نظام صدام حسين، حيث شاركت ايران بفعالية بعقد تحالف وثيق، بين جيش الاحتلال الأميركي والمنظمات والتشكيلات السياسية والعسكرية، التي كانت تعارض نظام البعث في العراق، والتي اقامت لسنوات طويلة في ايران ودمشق، بل ان الدور الايراني كان حاسما وفاعلا، لكي تواكب فصائل المعارضة العراقية الموالية لطهران الدبابات الاميركية، وهي تدخل مدن العراق وعاصمتها بغداد، وقد حرصت ايران منذ ذلك الحين، ليس على التعايش فقط مع الاحتلال الأميركي للعراق، بل ايضا على اقامة شراكة وتساكن بين ما هو ايراني وما هو اميركي، حتى بعد ورقة بيكر هاملتون سنة ٢٠٠٧، والتى افرزت انسحاب القوات الاميركية من العراق، وتولي السيد نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية، نتيجة تفاهم اميركي ايراني، اتى على حساب تولي المنصب من اياد علاوي، الذي كان يتمتع بدعم الكتلة النيابية الاكثر عددا، وقد دفع العديد من الأطراف السياسية العراقية، ومن بينهم حلفاء لطهران، أثمانا غالية واصيبوا بضربات مؤلمة على يد إيران، نتيجة عدم إدراكهم، او محاولة تجاوزهم للتواطئ الاميركي الايراني، وسعيهم لمواجهة الاميركيين في العراق…

أما المحطة الرابعة في تخادم ايران و الشيطان الأميركي، فقد كانت في قيام ايران ونظام الاسد، بالتواطئ وتسهيل قيام ” الدولة الاسلامية في العراق والشام” اي “داعش”، وفي مدها بأعداد كبيرة من المقاتلين، بعد الافراج أو تسهيل فرار معتقلين إسلاميين من سجون الاسد في عذرا وصيدنايا، ومن سجون ابو غريب في بغداد، كما بقيام نوري المالكي بتوجيه الاوامر، الى جيش عراقي قوامه ٢٤ ألف رجل بالهزيمة والانسحاب، اما هجوم ل “داعش” قوامه سبعمائة مقاتل، وفي تمكين “داعش”، من الاستيلاء على معدات اميركية كانت مع الجيش العراقي قيمتها مليار $ اميركي، كما تمكينها من الاستيلاء على رساميل نقدية مودعة في المصرف المركزي العراقي في الموصل، وصلت الى مليار ونصف مليار $ اميركي… وقد اثبتت هذه الوقائع لجان تحقيق برلمانية عراقية، عالجت موضوع سقوط مدينة الموصل وحقيقة ما جرى فيها.

لم تكن سيطرة إيران على العراق ممكنة ومرشحة لكي تستمر وتستقر، و لا بقاء حكم الأسد في سوريا متاحا، في ظل حراك سني عقلاني يطالب في البلدين، بالمشاركة السياسية واعتماد آليات حراك سلمي، والاحتكام الى عمليات انتخاب ديمقراطية، تفتح الطريق لتحقيق المساواة بين الأطياف الاجتماعية في كلا البلدين، لذلك كان لا بد من استدراج الحراك الشعبي، الذي تفجر في العراق وسوريا سنة ٢٠١١ الى ممارسة العنف، ثم الى إعادة رسم وهندسة ملامح أهل السنة والجماعة، كحالة وحشية وطبع حراكهم بصورة الإرهاب، و كان السبيل الى ذلك تقوية “داعش” وامدادها بكل اسباب القوة والمال… 

ورغم ان “داعش” شكلت عنوانا تقاطعت فيه، في مراحل لاحقة، أشكالا مختلفة من عمليات أجهزة المخابرات الاقليمية المتعددة، الا انها في الاصل والمنشأ كانت صناعة ايرانية اسدية، هدفت الى هندسة ملامح المعركة مع اعداء ايران والاسد، كمعركة ضد الارهاب السني التكفيري، واستدرجت أميركا ودول الغرب، لكي تخوض معركة دامية وشرسة للقضاء عليهم، وتشريد عشرات الملايين من أهل السنة في المشرق، وقد تحالفت بها ايران وميليشياتها الشيعية في العراق مع الجيش الأميركي، وعملت قواتها ومجاميع ميليشياتها، تحت راية الجيش الأميركي، و بغطاء جوي من طائراته ومروحياته، وكان من نتيجتها دمار مناطق السنة في العراق وعمران مدنها التاريخية، وبذلك تم كسر التوازن السني الشيعي في العراق لمصلحة غلبة شيعية سافرة.

اما في سوريا فقد حدث الأمر نفسه، لكن مع استبدال الرعاية الاميركية برعاية وحماية جوية روسية…

وقد كشف بن روس أحد مساعدي الرئيس الاميركي اوباما، في كتاب نشره منذ سنتين، ان الرئيس الاميركي قد اسقط خطوطه الحمر، عن استعمال الأسد لأسلحة كيماوية ضد المدنيين في احياء دمشق، بسبب حرص اوباما على نيل رضا طهران، وتأمين تعاونها بالاتفاق النووي الايراني، ولم تكن النكبة السورية وتهجير ملايين النازحين من بيوتهم، الا توسيعا واستكمالا لنكبة عراقية مهدت لها.

اما في الساحة الفلسطينية، فقد اعتبرت ايران ان اسرائيل شر مطلق، وان اي هدف غير استئصالها كغدة سرطانية في جسد الأمة، هو تفريط بقداسة القضية، وخيانة لشعبها وتنازلا وتفريطا امام عدو شيطاني، ولذلك فقد دأبت طهران ودمشق، على مناهضة وافشال اي سعي لتسوية سلمية للقضية الفلسطينية  تؤدي لتحقيق دولة فلسطينية، على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، ولذلك ناهضت اتفاقيات اوسلو التي توصل اليها ياسر عرفات مع اسحق رابين، وشجعت عمليات انتحارية ل”حماس” و”الجهاد الاسلامي”، هدفت الى تخريب مساعي الوساطة الاميركية، للوصول الى تسوية سلمية، وقصدت تخريب العلاقة الفلسطينية الاميركية، وهي بذلك سهلت لليمين الاسرائيلي القومي والديني، الانقضاض على مسار التسوية وأطرافها، ومكنت هذا اليمين من توسيع عمليات تهويد الضفة الغربية، وتقطيعها وعزل مدنها بحجج امنية، وتوسيع المستوطنات وزيادة اعداد المستوطنين من ٩٠ الف نسمة، لحظة توقيع اتفاقية اوسلو، الى ٨٠٠ الف نسمة يوم “طوفان الاقصى”…

لم يقتصر تقاطع سياسة ايران والممانعة مع سياسة اليمين الاسرائيلي، في مناهضة اتفاق اوسلو، بل تعداه الامر الى الاستثمار بالانقسام الفلسطيني بين حركتي “حماس” و”فتح”

لم يقتصر تقاطع سياسة ايران والممانعة مع سياسة اليمين الاسرائيلي، في مناهضة اتفاق اوسلو، بل تعداه الامر الى الاستثمار بالانقسام الفلسطيني بين حركتي “حماس” و”فتح”، والتشكيك بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية، وبادامة الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية، ولقد توضحت سياسة نتنياهو وايران معا، وعلنا بدعم سيطرة “حماس” على غزة، وتمكينها من اقامة سلطتها لتنافس وتقوض سلطة منظمة التحرير في رام الله.

 كما اعتبرت الممانعة، ان الخيار العسكري هو الطريق الأساسي لتحرير كل فلسطين، وان مجاميع ميليشياتها التي أنشأتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، إضافة لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في فلسطين، والتي إنتظمت في “فيلق القدس”، هي التي ستقوم بهذه المهمة المقدسة، كما اعتبرت أن الاتفاقيات السلمية التي عقدتها كل من مصر والاردن، وعلاقات التطبيع التي اقامتها دول الامارات والسودان والبحرين والمغرب وقطر مع إسرائيل، هي علاقات خيانية تعكس تخلي حكومات المنطقة عن شعب فلسطين، وخضوعها لاملاءات اميركا واسرائيل، كما اعلنت في مناسبات عديدة وعبر جنرالاتها، ان القوة العسكرية لحلف المقاومة، قادرة على سحق اسرائيل في اوقات وجيزة، وان اسرائيل تعيش تحت وطأة الرعب من مواجهة قادمة معها.

اكتسب الخيار العسكري في مواجهة اسرائيل، مصداقية نسبية في تجربة “حزب الله” في لبنان، حيث تحقق انسحاب اسرائيل من لبنان دون قيد او شرط سنة ٢٠٠٠، واستطاع “حزب الله” ان يزعم لنفسه انتصارا الهيا في حرب تموز، نتيجة انتهاء الحرب الى القرار الدولي ١٧٠١، دون القضاء على “حزب الله” او إضعافه و انهاكه، وتسببت مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية، وهزيمة المعارضة السورية المسلحة، على أيادي تحالف لم يكن معلنا بكامله، يضم روسيا وايران وميليشياتها، وجيش الاسد، واسرائيل و”قسد” و”داعش” نفسها و”جبهة تحرير الشام” وبعض دول الخليج، تسببت هذه المشاركة في ادعاء “حزب الله” والسعي لنفسه، دورا إقليميا في العراق واليمن، يؤهله، بمباركة ايرانية، لأن يلعب دور قيادة “وحدة الساحات الممانعة” في اية معركة تطال ساحة من ساحات الممانعة، او طرفا من اطرافها.

كان “طوفان الأقصى” في ٧ تشرين اول، سنة ٢٠٢٣، اختبارا لإيران واذرعتها، لكي تترجم اقوالها الى أفعال، وعنترياتها الكلامية الى ممارسات فعلية، وان تنفذ ما وعدت به، وأن تظهر قدراتها العسكرية، التي طالما زعمت انها ترعب اسرائيل، وان تسعى لحماية الساحة الارفع قداسة في عقيدتها وهي فلسطين، وان تدافع عن قضية القدس، التي زعمت ان استراتيجيتها التي وضعتها منذ ٤٠ عاما كانت من أجلها.

 لكن إيران لم تخجل من التنصل المتدرج، من اي مساهمة في الحرب القائمة في غزة، فكانت البداية بالتنصل من حماس وعمليتها، ثم بتفهم ظروف سوريا وتحييدها، ثم بوقف إطلاق نار من جانب واحد، من قبل ميليشياتها في العراق لعدم احراج حكومة السوداني، وتاليا التنصل من مسؤوليتها عن عمليات الحوثيين في اليمن، وصولا الى ضبط حركة “حزب الله” وإلزامه بسقف لردوده القتالية على اسرائيل، قد يورط لبنان وشعبه بالحرب، لكنه لا يورط إيران. 

لا تريد ايران ان تتعرض لحرب على أرضها بسبب الازمة الفلسطينية، الأمر معلن ومسلم به ولا ينكره احد!…

 هل هذا الخيار أمر مشروع أم هو خيانة؟! وإذا كان مشروعا لإيران الخامنئي ولسوريا الأسد ولعراق السوداني، فلماذا لا يكون مشروعا لمصر والسعودية والامارات والاردن؟ وبصورة اقوى وأكثر وضوحا، لماذا لايكون مشروعا للبنان؟ ولماذا لا يحق للبنان ان يتخذ موقفا، يماثل مواقف دول عربية وإسلامية مدرجة أعلاه، هي أكبر منه حجما وأقوى جيوشا واغنى مواردا؟ ولماذا على نصف شيعة لبنان ( نصف مليون نسمة) ان يقاتلوا بديلا او نكاية ب ٢ مليار مسلم، بينهم ٤٠٠ مليون عربي؟! وهل خراب لبنان سيخفف آلام غزة واوجاعها، وهل عمليات “حزب الله” الجارية اليوم، ستمنع إسرائيل من استكمال جرائمها؟

 ولذلك يظهر ان الاصرار على استمرار القتال في لبنان، ليس خدمة لفلسطين وليس نصرة لغزة، بل لضمان مقعد لإيران على طاولة التفاوض مع أميركا ودول الإقليم، لرسم مواقع النفوذ في المنطقة…

تقدر مصادر جادة ودقيقة، ان مجموع الاموال المنهوبة في العراق، منذ سقوط نظام البعث سنة ٢٠٠٣ ولغاية تاريخه، قد بلغت ما يقارب ال ٧٠٠ مليار $ أمريكي، جرى توزيعها بين أطراف عراقية ولبنانية وإيرانية

لايقتصر “الدهاء المقدس” لنظام رجال الدين الايراني، على استعمال الشعارات المقدسة، والمزاعم المطلقة، والقضايا العادلة، من أجل تغطية مصالح النظام وأهدافه، في بسط نفوذه على دول المشرق العربي واليمن، وعلى زعزعة استقرار المجتمعات العربية، وتمزيق أنسجة الدول الوطنية فيها، بل يمتد لأطماع شرهة، في نهب ثروات الشعوب داخل ايران وخارجها، واستباحة الثروات لمصلحة رجال النظام الإيراني، والنافذين فيه من رجال دين وقادة في الحرس الثوري الإيراني، ففيما يعيش ثلث الشعب تحت خط الفقر في ايران، تلخص المنهبة القائمة في العراق شهية الموالي، وأدواتهم من الاحزاب العراقية، في استنزاف خيرات دولة غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، وفي افقار شعبها، وانعدام الخدمات العامة في الصحة والتعليم والاستشفاء،  وتأمين مياه الشفة والمواصلات والكهرباء، وتقدر مصادر جادة ودقيقة، ان مجموع الاموال المنهوبة في العراق، منذ سقوط نظام البعث سنة ٢٠٠٣ ولغاية تاريخه، قد بلغت ما يقارب ال ٧٠٠ مليار $ أمريكي، جرى توزيعها بين أطراف عراقية ولبنانية وإيرانية، تدين كلها بالولاء لمرشد إيران.

ولعله آن الأوان للتمييز بين القداسة والسياسة، بين المصالح الوطنية المشروعة والمطامح الاقليمية الجموحة، كما اصبح ملحا ان نبحث اكثر، عن أمر دنيء مدنس ومخفي، وراء كل شعار طنان مقدس.

السابق
«السيدة زينب» يمرمى الصواريخ الاسرائيلية.. ماذا يحصل في سوريا؟
التالي
الشيخ حماده بضيافة شيخ العقل: العيش المشترك في سبيل المحافظة على الوطن