هذا هو «العدو الجديد» لإسرائيل في غزة!

مركبات اسرائيلية غزة

يدرك لاعبو الشطرنج، أنه وعلى الرغم من التفوق الساحق في الميدان، يمكن للمتفوق أن يخسر “على الوقت”. واسرائيل بدأت تخسر “على الوقت”، فهي تخضع لعامل الوقت وتحتاج الى نصر “ما” في أسابيع، أو حتى في أشهر قليلة. خسارة “على الوقت”، على الرغم من تفوقها بكثافة نيرانها وبطلعاتها الجوية التدميرية، وخاصة بقتلها حوالى 25.000 من أهل غزة، أكثر من نصفهم من الأطفال، فعنصر “الوقت” أصبح العدو الضاغط الجديد على الجيش الاسرائيلي كما على الحكومة الاسرائيلية!

إن حقيقة الميدان تؤكد، أنه يستحيل على ما يبدو، على اسرائيل اقتلاع “حماس” في الإطار الزماني الضيق، أي في بضعة أسابيع، أو حتى في بضعة أشهر. وذلك، حتى بعد احتلال قطاع غزة بالكامل، الذي يحتاج بدوره الى أشهر عديدة أيضاً. فبالإضافة الى قادة الداخل في “حماس” هناك قادة الخارج، هذا إذا ما بقيت اسرائيل تحاول احتلال القطاع بالكامل، وإذا ما بقي عندها قادة “حماس” الداخليين في الداخل.

لم تحقق اسرائيل أي نصر بعد، لا عسكري ولا سياسي، وفي صعوبة تحقيق انتصار عسكري في أشهر، فإن اسرائيل ستسعى من دون شك الى محاولة تسجيل “انتصار سياسي”، وهي تحتاج بذلك الى السلطة الفلسطينية، التي يمكنها أن تحقق نصراً سياسياً بدورها، إذا ما نجحت “بقطف” حل الدولتين الآن. فالمخرج السياسي هو الأسهل على اسرائيل، على الرغم من رفض بنيامين نتانياهو وبن غفير وغيره له، مخرج و”انتصار” سيترافق بهالة إعلامية دولية، تحوّل الأنظار عن فشل اسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية، في “الرمال المتحركة” في أنفاق غزة.

أما السيناريو الآخر فهو محاولة تحقيق نصر سياسي – عسكري في لبنان بإبعاد “حزب الله” الى ما وراء الليطاني تطبيقاً للقرار 1701، وعلى الرغم من قوة “حزب الله” الصاروخية، إلا أنه لن يكون على الجيش الاسرائيلي، أن يضيع في متاهة أنفاق أخرى، فهو لا يحتاج الى دخول بري لاحتلال الجنوب، بل يمكنه أن يعتمد فقط على كثافة نيرانه التدميرية وعلى طلعاته الجوية، وعلى تحرك ديبلوماسي أممي – أميركي – أوروبي – عربي لتحقيق الهدف المنشود، ومن الطبيعي أن يرد “حزب الله” على النار بالنار بكل قدراته العسكرية والصاروخية.

حكومة اسرائيل التي فقدت مصداقيتها في كل مكان، تدين بالبقاء للفيتوهات الأميركية في مجلس الأمن

اسرائيل، التي تترنح سياسياً، على الرغم من الدعم الدولي لاستمرار الحرب بهدف “التخلص من ارهابيي حماس”، تواجه تراجعاً في رأي عام دولي، يصعب عليه تحمل فاتورة عدّاد القتلى في غزة، هذا في حين أن نتانياهو “الواقف” في “كوما سياسية”، ويتنفس بفضل نيران الحرب، يدرك أنه قد انتهى في السياسة وأنه سيخضع لمحاسبة شرسة في الداخل الاسرائيلي، بعدما فشل في الحفاظ على السلم وعلى الأمن وعلى الثقة بالدولة والجيش، وحتى بالمحافظة على الاقتصاد! حكومة اسرائيل، التي فقدت مصداقيتها في كل مكان، تدين بالبقاء للفيتوهات الأميركية في مجلس الأمن، ولدعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ولتفاني الوزير أنطوني بلينكن.

اسرائيل قد تفاجأت مرتين عسكرياً في شهرين فقط، المفاجأة الأولى كانت في نجاح “حماس” الهائل في 7 أكتوبر أما المفاجأة الثانية فهي في حجم وفعالية الأنفاق

وهذا في حين، أن اسرائيل قد تفاجأت مرتين عسكرياً في شهرين فقط، المفاجأة الأولى كانت في نجاح “حماس” الهائل في 7 أكتوبر. أما المفاجأة الثانية فهي في حجم وفعالية الأنفاق، وهما عنصران يعكسان الفشل الاستخباري في الأساس للموساد، ويقصّران بعمر حكومة نتانياهو، التي من غير المستبعد، أن تتهاوى قبل نهاية الحرب، على غير العادة خلال الحروب الاسرائيلية.

لن تقف الحرب على غزة إلا “بانتصار” اسرائيلي “نوعي”، مجهول الوجه حالياً، وذلك، مع غياب أي احتمال لتحقيق أي انتصار … “على الوقت”!

السابق
حماس تنفي علاقة هجوم طوفان الأقصى بالانتقام لقاسم سليماني
التالي
«التالي في الدور».. تهديد اسرائيلي لنصرالله!