بالفيديو.. مارديني لـ«جنوبية»: الخوف من توسع الحرب يضرب الاقتصاد والسياحة!

باتريك مارديني
حاصرت "معركة غزة" لبنان بتداعياتها منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارتها في 7 تشرين الأول الماضي، وكبّلت الحركة السياسية الغارقة في الجمود، كما اقتصاده المشلول الذي لم يكاد يلتقط أنفاسه خلال صيف واعد، أطاحت أحداث عين الحلوة به في نهايته، ليتلقى ضربة جديدة من جهة الجنوب، حيث فرض ايقاع الحرب نغمته على كل قطاعاته التي شابها الركود.

فرغ لبنان من السياح الذين غادر منهم الموجود، فيما ألغى القادمون حجوزاتهم وسط نداءات السفارات والدول بتجنّب زيارة بلد تحوم فوق سمائه رياح الخراب وإن بشكل محدود، وفي السياق، أوضح الخبير الإقتصادي باتريك مارديني لـ”جنوبية” ان “المعارك الدائرة في جنوب لبنان وخطر توسع بقعة النزاع الى بقية الأراضي اللبنانية يخيف السياح”، وقال:” لبنان كان لديه موسم سياحي ناجح جداً في الصيف، وتم ادخال الكثير من الدولار خلال هذا الموسم بفعل قدوم السياح والمغتربين ما أدى الى انعاش الحركة في لبنان”.
ولفت الى “أن المصرف المركزي نجح في تعزيز احتياط العملات الأجنبية لديه بفعل الموسم السياحي الناجح، وبالتالي أدى ذلك الى استقرار سعر الصرف بفضل دخول دولارات السياحة “.

ووفق مارديني، فإن “السياح الذين استمتعوا خلال الصيف والذين كانوا ينوون العودة إلى لبنان في موسم الأعياد يخشون توسع رقعة النزاع، بفعل وجود مخاطر من حدوث حرب كبيرة واقفال المطار، ما يدفعهم الى اعادة حساباتهم في التفكير بالقدوم الى لبنان”، لافتاً الى أن “هذا الأمر واضح في حركة المطار حيث ارتفعت نسبة المغادرين وقلّ عدد الوافدين، وكذلك وانخفضت الحركة السياحية واشغال الفنادق والمطاعم والمقاهي بشكل كبير”.

إقرأ أيضاً: الشاعر الجنوبي شبيب الأمين..«هازئاً بالأبد»:«لفظني البحر فقمةً»!

وأشار الى “أن السياحة في لبنان تشكل حوالي 26% من الاقتصاد، وبالتالي اي انخفاض في القطاع السياحي من 10 الى 30٪ يؤدي إلى انخفاض في الناتج المحلي بنسبة 10% كنمو سلبي، وهذا أمر لا يستطيع لبنان تحملها، وتؤثر عليه سلباً في موضوع فرص العمل والمداخيل “.


ارتفعت نسبة المغادرين وقلّ عدد الوافدين وانخفضت الحركة السياحية واشغال الفنادق والمطاعم

وشدد مارديني على “أنه “في حال توسعت رقعة النزاع، وانخفضت السياحة في لبنان بنسبة 70 %، حينها سينخفض الناتج المحلي حوالي23% وبالتالي ستكون ضربة قوية جداً”.

وقال:” إذا توسعت رقعة النزاع، أولاً سيكون هناك خسارة كبيرة في الأرواح، والكلفة الإنسانية هي الأهم، ولكن سيكون هناك كلفة مادية كبيرة جداً في البنية التحتية في لبنان التي ستتضرر، والتي سيحددها وقت ومدة النزاع، كما ان الناس ستلتزم منازلها وتتوقف عن الذهاب الى أعمالها، والشركات لن يكون لها القدرة على الدفع بسبب توقف نشاطها”، لافتاً الى “أنه “في العام 2006، الشركات كان لديها اموالاً في البنوك وكانت تستطيع أن تدفع لموظفيها الرواتب، وبالتالي في حال أن الناس ستخلي بيوتها والشركات غير قادرة على الدفع للناس كيف سيعيشون؟”.

معارك الجنوب وخطر توسع بقعة النزاع الى بقية الأراضي اللبنانية يخيف السياح

وأكد مارديني أنه “في حال لم يتم يتوسع النزاع، فإن مجرد وجود مخاطر حرب ستكون كلفته كبيرة على الاقتصاد اللبناني والقطاع السياحي، إذ أن كل القطاعات التي تصدر والناس التي تشتري بضاعة من لبنان، ستتوقف عن ذلك خوفاً من الإقفال وستضطر الى تغيير اسواقهم، كما أن المنتجين الذين يصدرون للخارج يخافون من توقف أعمالهم وبالتالي سيلجؤون إلى الخارج، ما سيوثر سلباً على القطاعات السياحية والصناعية والتجارية”.

السابق
الشاعر الجنوبي شبيب الأمين..«هازئاً بالأبد»:«لفظني البحر فقمةً»!
التالي
في جل الديب.. توقيف شبكات دعارة وإتجار بالأشخاص!