الإيرانيون يحيون ذكرى أيقونة الحريّة مهسا أميني.. السلطات تتأهّب وتهدّد عائلتها!

مهسا اميني
يحيي الإيرانيون غدا الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الاحتجاجات ضد النظام، التي انطلقت إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في المستشفى، بعدما تم توقيفها وتعذيبها من قبل شرطة الأخلاق، بسبب عدم ارتدائها الحجاب الديني. وانتشر صدى الاحتجاجات في العالم اجمع، لتحرج نظام ولاية الفقيه، وتضعه على لائحة الانظمة الاكثر استبدادا في الدول القمعية.

لقد اصبحت مهسا أميني وهي من مقاطعة كردستان غرب ايران، أيقونة الحرية في 16 سبتمبر عام 2022 بعد وفاتها وسجنها من قبل شرطة الأخلاق في إيران، ما تسبب في اندلاع انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” في إيران.

وبلغت الاحتجاجات ذروتها بعد إعلان وفاة الشابة أميني إذ قامت النساء بحرق حجابهن أمام قوات الأمن، ورفعن شعارات مناهضة لنظام خامنئي من بينها “الموت للدكتاتور” أو “النساء، الحرية، الحياة”. وبالإضافة إلى ذلك، أدت المشاكل الاجتماعية والأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها الإيرانيون منذ سنين، بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليهم، إلى ارتفاع حدة المظاهرات، إذ أصبح المحتجات والمحتجين لا يطالبون فقط بالحرية وبارتداء ما يشاؤون، بل ينادون بإصلاحات اقتصادية وتحسين ظروفهم المعيشية والقضاء على الفساد والظلم.

أكد أمجد أميني والد مهسا إحياء الذكرى الأولى لمقتل ابنته غدا السبت رغم التهديدات التي تلقاها من السلطات الإيرانية، من اجل منعه من القيام بمراسم احياء الذكرى

تهديد عائلة أميني

وأكد أمجد أميني والد مهسا إحياء الذكرى الأولى لمقتل ابنته غدا السبت، رغم التهديدات التي تلقاها من السلطات الإيرانية، وعمليات الاستدعاء واستجوابه من قبل الامن الايراني قبل ايام، للضغط عليه من اجل منعه من القيام بمراسم احياء الذكرى الاولى لمقتل ابنته.

وكتب أمجد أميني ومجكان افتخاري، والدا مهسا أميني، الأسبوع الماضي عبر «إنستغرام»، عن ذكرى مقتل ابنتهما: «نحن أسرة مهسا مثل أي عائلة مفجوعة، في ذكرى استشهاد ابنتنا الحبيبة سنجتمع لإحياء الذكرى السنوية، وسنقيم مراسمنا التقليدية والدينية».

وجاءت هذه الدعوة، في الوقت الذي اعتقل فيه رجال الأمن مؤخراً صفا عائلي، خال مهسا أميني، ونقلوه إلى مكان مجهول.

وفي رسالة دعم قوية أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الخميس، أن النظام الإيراني “لا يمكنه تخويف الشعب الإيراني وإسكاته”، مشيرا إلى ممارسات طهران في مواصلة ترويع عائلة الشابة، مهسا أميني، التي أشعل مقتلها تظاهرات في البلاد.

وقال ميلر في مؤتمر صحفي إن “النظام الإيراني يواصل تخويف عائلة مهسا أميني، والمتظاهرين الذين قتلوا دون هوادة، لكنه لا يمكنه تخويف الشعب الإيراني وإسكاته، والعالم يراقب معاملة النظام لهذه العائلات وتخويف الصحفيين والمتظاهرين”.وكشف ميلر أن طهران “استدعت للمرة الرابعة خلال أسبوعين والد مهسا أميني لتخويفه”.

نائب رئيس السلطة القضائية صادق رحيمي أكد أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية “تراقب بيقظة” التحركات المحتملة المرتبطة بالذكرى السنوية

وأقر الكونغرس الأمريكي، الثلاثاء، مشروع قانون مقدم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بشأن محاسبة كبار المسؤولين الإيرانيين على ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ودعمهم للإرهاب، من خلال فرض عقوبات على المرشد الإيراني وغيره من المسؤولين.

أعلنت الحكومة البريطانية، الجمعة، فرض عقوبات على عدد من المسؤولين الإيرانيين، من بينهم وزير الثقافة ورئيس بلدية طهران عشية الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني.

السلطات تستعدّ للمواجهة

بالمقابل تستعد السلطات الإيرانية غدا، لحلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني من خلال إجراءات حازمة، تهدف الى الحؤول دون أي أعمال تؤثر على “الاستقرار”، وتعيد الى الشوارع مشاهد الاحتجاجات التي اندلعت في خريف العام 2022. وكان نائب رئيس السلطة القضائية صادق رحيمي أكد أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية “تراقب بيقظة” التحركات المحتملة المرتبطة بالذكرى السنوية.

وفيما تبدو الحياة اليومية في طهران والمدن الكبرى على طبيعتها، ولم يتم الإعلان عن أي حدث عام لإحياء الذكرى، التي تتزامن السبت ويوم عطلة في الجمهورية الإسلامية لمناسبة دينية، لكن بعض السكان يتحدثون عن تواجد أكبر للشرطة في الشوارع والتقاطعات الرئيسية، وتراجع ملحوظ في سرعة الاتصال بالانترنت خلال الأيام الماضية.

كما أفادت «منظمة حقوق الإنسان» الإيرانية بأن إيران أعدمت أكثر من 697 شخصاً منذ سبتمبر (أيلول) 2022، بزيادة نسبتها 36 في المائة مقارنة بعام 2021.

واتهمت منظمات حقوقية غير حكومية في الخارج السلطات الإيرانية، بتكثيف حملة توقيف شخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات، مع قرب حلول ذكرى وفاة أميني خصوصاً في مناطق كانت نقطة ثقل في التحركات الاحتجاجية، لاسيما مسقطها محافظة كردستان.

السابق
هل تعتذر «الممانعة» من فرنجية بإيعاز إيراني؟!
التالي
ارتفاع طفيف للدولار الأسود.. كيف أقفل مساءً؟