«عين الحلوة» من قصة «إبريق الزيت» إلى «حمام الدم.. إبحث عن «حزب الله»!

علي الامين
تكاد تتحول قصة مخيم "عين الحلوة" من "إبريق الزيت" الى "إبريق الدم"، أو بالأحرى "حمام الدم"، بفعل اختطافه من قبل "حزب الله" بأمر عمليات إيراني، وفتحه على ساحات الصراع، من أجل الهيمنة على القرار الفلسطيني، ومحاولة "كسر شوكة" فتح، عن طريق "رش" متطرفين متأسلمين في المخيم، وإفتعال معارك وهمية تستنزف الجميع.

إذا، مجموعات متطرفة “متأسلمة” و”غب الطلب” تتوغل في مخيم عين الحلوة، ليس لها اي علاقة بالقضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال، منذ “فتح الاسلام” في مخيم نهر البارد، الى “جند الشام” و”الشباب المسلم” وامثالهم في مخيم عين الحلوة، حيث يجري افتعال مثل هذه العناوين في سبيل المزيد من تخريب حياة الفلسطينيين واللبنانيين، وتظهير القدرة والكفاءة في استخدام هذه المجموعات، لتوجيه رسائل في اكثر من اتجاه داخلي وخارجي.

العنوان الفلسطيني جذاب والقضية الفلسطينية قابلة للاستثمار وهي وسيلة مثالية لتغطية اكبر الجرائم واخسّها

العنوان الفلسطيني جذاب، والقضية الفلسطينية قابلة للاستثمار، وهي وسيلة مثالية لتغطية اكبر الجرائم واخسّها، ومثال النظام السوري ماثل بقوة، عاش ويستمر بقوة الاستثمار في القضية الفلسطينية، فجاذبيتها الاستثمارية، تصل الى حد ان النظام السوري قتل من الفلسطينيين الآلاف، وسجن عشرات الآلاف باسم القضية الفلسطينية من سوريا الى لبنان، من حرب السنتين عام ١٩٧٦ الى حرب طرابلس عام ١٩٨٣، وحرب المخيمات عام ١٩٨٦، وصولا الى مخيم اليرموك، وكل ذلك وغيره باسم تحرير فلسطين، وهكذا ايران ومحورها خاضا حروبا شعواء ضد الثورة السورية، باسم طريق القدس، من دون ان يطال محتلي القدس وفلسطين اي اذى.

هذا بكل اسف، العنوان العريض لما يجري في مخيم الحلوة، الاستثمار مجددا بالقضية الفلسطينية من خلال الدم الفلسطيني، ولحسابات غايتها اظهار القدرة على تفجير المخيم، ذلك ان المجموعات “المتأسلمة”، التي تحاول خطف المخيم وتحويله الى رهينة، تجري حمايتها من قبل حاضنة، يمثلها فريق ايران، من “حزب الله” الى حركتي “حماس” و”الجهاد”، وهذا الفريق هو من يمنع اي عملية حسم، ضد مجموعات ليس لها اي حاضنة فلسطينية معتبرة، فهي تسيطر بقوة السلاح، وبقوة الحاضنة السياسية او الايرانية، وتمنع حركة فتح من الحسم، بغاية استنزاف الفلسطينيين، تمهيداً للسيطرة والتحكم الكامل، فيما يتجه المخيم، نحو ما يشبه مسرح خطوط تماس دائمة، عرضة للانفجار والتهدئة بحسب ما يريد الراعي الايراني.

المجموعات “المتأسلمة” التي تحاول خطف المخيم وتحويله الى رهينة تجري حمايتها من قبل حاضنة يمثلها فريق ايران من “حزب الله” الى حركتي “حماس” و”الجهاد” وهذا الفريق هو من يمنع اي عملية حسم

ليس افضل من “الماريونيت” لادارة اللعبة، عبر مجموعات محمية من “حزب الله” تقاتل “فتح”، في الوقت عينه، يستقبل الحزب وفودا من حي حطين تشكره على دوره في التهدئة، ويرسم خطاً احمر في المخيم، يمنع “فتح” من انهاء الحالة الشاذة في المخيم.

هذا هو مسار السيطرة وادارة الازمات ل”حزب الله” فلسطينيا، فيما عملية القضم السياسي داخل صيدا مستمرة، بعد فشل محاولات اختراق المدينة واحتوائها طوعا، بينما كانت الانتخابات النيابية الرسالة، التي وجهها الصيداويون بقوة الى “حزب الله”، عبر انتخاب اسامة سعد وعبد الرحمن البزري، ليجري، خلال مواجهات “عين الحلوة”، تهميش المدينة وقياداتها لصالح الحزب الذي هو الخصم والحكم في آن.

هذا هو مسار السيطرة وادارة الازمات ل”حزب الله” فلسطينيا فيما عملية القضم السياسي داخل صيدا مستمرة بعد فشل محاولات اختراق المدينة واحتوائها طوعا

قرار القضم من قبل المحور الايراني مستمر في “عين الحلوة”، من اجل احتواء المخيم والتحكم به، من دون التورط العسكري المباشر، وقرار احتواء المدينة يجري في الموازاة وعلى قدم وساق، رغم حالة النفور العامة في المدينة، من اجتياح متماد لها من قبل الحزب، من دون ان يلقى ارتياحا او قبولا لدى اي جهة وازنة في صيدا.

يبقى ان مخيم عين الحلوة، يتحول الى ورقة، ومنصة رسائل اخطر ما فيها، رسالة الى دول معادية للشعب الفلسطيني، مفادها “اننا قادرون على شطب المخيم بالكامل جغرافيا ..فبكم تشترون”؟!

السابق
كيف اقفل الدولار الاسود مساء اليوم؟
التالي
بعد زلزال المغرب.. 25 خطوة لإنقاذ الأرواح من الزلازل المدمرة!