بعدما أنقذه السيستاني من عقوبات «بومبيو».. هل ينجو بري هذه المرة؟

نبيه بري

في مطلع شهر نيسان العام 2019، زار رئيس مجلس النوّاب نبيه بري العراق تحت عنوان زيارة رسمية لدولة جارة عنوانها الخارجي، تمتين العلاقات الثنائية وتطويرها والسعي إلى زيادة حجم التبادل التجاري، لكن مضمون الزيارة كُشف النقاب عنه من خلال حرص برّي على لقاء المرجع الشيعي السيد علي السيستاني في النجف، بعد تلويح وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو بوضعه على لائحة العقوبات، بالإضافة إلى شخصيّأت أخرى مُقربة منه أبرزهم معاونه السياسي النائب علي حسن خليل.

أراد الرئيس بري أن يُظهر للاميركيين وجود تمايز كبير بينه وبين “حزب الله”، تحديداً في مسألة المرجعية الدينية


في تلك المرحلة، أراد الرئيس بري أن يُظهر للاميركيين وجود تمايز كبير بينه وبين “حزب الله”، تحديداً في مسألة المرجعية الدينية، فكانت زيارته للسيستاني بمثابة مظلّة أو عباءة، تقيه شرّ العقوبات الأميركية، بعدما اظهرت الولايات المُتحدة جديّة عالية في التعاطي مع الإيرانيين، لحملهم على تغيير سلوكهم “العدائي” خارج الحدود الإيرانية، إمتداداً من العراق مروراً بسوريا وفلسطين ووصولاً إلى لبنان، وما يعنيه ذلك في حينه من انعكاسات على “حزب الله” خصوصا، وشيعة لبنان عموما خصوصاً المُتمولين منهم.

اليوم هناك قرار أميركي بدأ العمل به على نطاق واسع الهدف منه تجريد برّي من أي قوّة مالية او سياسية بعد مجموعة تقارير محلية ودولية كانت وصلت لوزارة الخزانة الأميركية تؤكد ضلوع بري او مُساهمته في شدّ عضد “حزب الله”


في السياق، كشفت مصادر سياسية بارزة ل”جنوبية”، أن “وضع الرئيس برّي اليوم ليس ببعيد عن الأجواء التي حصلت خلال المرحلة، التي تزامنت مع زيارته للمرجع السيستاني في ذلك الوقت، فاليوم هناك قرار أميركي، بدأ العمل به على نطاق واسع، الهدف منه تجريد برّي من أي قوّة مالية او سياسية، بعد مجموعة تقارير محلية ودولية، كانت وصلت لوزارة الخزانة الأميركية في السنوات الأخيرة، تؤكد ضلوع بري او مُساهمته في شدّ عضد “حزب الله” سياسياً وعسكرياً وأمنياً، مُقابل منافع مالية، والإمساك بوظائف القرار المالية خصوصاً المواقع العائدة للطائفة الشيعية.”
وأكدت المصادر عينها، أن “الأميركيين هذه المرّة، أكثر جديّة من المرّات السابقة، بما يتعلّق بوضع حدّ لسياسة برّي، فهو بالنسبة إليهم، ليس فقط جهة أساسية داعمة لأنشطة “حزب الله”، وتمكنه من تقوية نفوذه على حساب الدولة، إنما هو أيضاً شريك أساسي في هدم الدولة ومؤسساته، وله بصمات واضحة في عمليات الهدر والفساد، تحديداً وما وصل اليه لبنان على صعيد الإفلاس المالي والإقتصادي.”

الأميركيون هذه المرّة أكثر جديّة من المرّات السابقة بما يتعلّق بوضع حدّ لسياسة برّي


ولفتت الى ان “بري يعلم بأن هناك معركة حقيقية قد فُتحت بوجهه، ولن يتمّ التراجع عنها، ما يعني بشكل صريح، أنه لن يكون شريكاً في الإنجازات الموعود بها لبنان خلال السنوات القليلة المُقبلة”.
وتأكيداً على هذا الأمر، توقفت عند هجوم بري ضد من أسماهم بـ”الوشاة”، مُخاطباً إيّاهم: “إنكم مخطئون في العنوان، ولا تعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة “أمل”. أنصحكم بأن توفروا أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة، وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم. “انتو غلطانين بالنمرة، وخَيطوا بغير هالمسلة”.

السابق
كم بلغ دولار السوق السوداء صباح اليوم؟
التالي
مجددا.. احباط محاولة تسلل 1100 سوري عبر الحدود!