الصبار نبتة «مباركة» تتربع على عرش مزروعات حاصبيا.. و«المن القطني» يتربص بمواسمها الوفيرة!

تنعم منطقة حاصبيا بزراعة التين الشوكي (الصبار)، وتُنتج كمياتٍ هائلة منه بدءًا من تموز وحتى أيلول. يُفضل هذا الصبار لأنه يتطلب قليلًا من المياه وقادر على التعايش في الأجواء الصحراوية الحارة والبرودة. مع ذلك، يُواجه المزارعون تحديًا كبيرًا بسبب مرض "المن القطني" الذي يهدد المحاصيل ويُحث الدولة على توفير الدواء اللازم لمكافحة هذا المرض.

تتصدر منطقة حاصبيا في الجنوب، زراعة شتول التين الشوكي ، المعروف بالصبار ، وتتربع بعض قرى المنطقة، التي ترتفع عن سطح البحر، قرابة الخمسماية متر على عرش هذه الزراعة ، ومنها عين قنيا والماري وغيرهما، التي تنتج كميات كبيرة وهائلة من اكواز الصبار، التي يلوحها شمس، شهور تموز وآب وأيلول ، فتنتشر بعد جنيها يوميا، على عربات الباعة ومفترقات الطرق في كل أنحاء الجنوب، وصولا إلى بيروت وسائر المناطق ، حيث يلازم هذه العربات والبسطات ، قطعة من الكرتون ، يدون عليها الباعة ( صبار شغل حاصبيا) لجذب الزبائن، الذين صار الكثير منهم على معرفة مسبقة، بخصوصية وشهرة ومذاق صبار حاصبيا ومنطقتها.

يعود تاريخ زراعة التين الشوكي، وسائر أنواع التين والمزروعات اللوزية في المنطقة، إلى وقت بعيد ، ويساهم في زيادته، متطلباته القليلة من المياه، غير المتوفرة بكثرة في تلك المنطقة.

ويعتبر الصبار، وهو نبات صحراوي، يتعايش مع درجات الحرارة العالية والصقيع في نفس الوقت، واحدا من اهم المواسم الزراعية في منطقة حاصبيا، ومن اهم خصائصه، أنه لا يحتاج كميات وافرة من المياة وايضا التربة ، وبأمكانه ان يتكيف ويعيش في بقع تربية محدودة، متجاورة مع الصخور .

وفي السنوات القليلة الماضية، تعرضت شتول الصبار المعمرة منها ، لمرض ( المن القطني ) الذي قضى على مساحات واسعة من المزوعات، ولم تنجح مكافحة هذا المرض، الذي يطل براسه هذه السنة، مهددا بالحاق الخسائر بين صفوف المزارعين، الذين يمتهنون ويرعون هذه الزراعة، فيطالبون الدولة، لا سيما وزارة الزراعة، التحرك وتأمين الادوية اللازمة لمكافحة هذه الآفة.

بلدة الماري

تعد بلدة الماري في قضاء حاصبيا، من القرى المزدهرة في زراعة الصبار على مساحات واسعة.

وأكد رئيس بلدية الماري يوسف فياض، ل “جنوبية”، الذي يزرع أكبر مساحة من الاراضي بالتين الشوكي في بلدته الماري ان “إنتاج الصبار لديه وافر جدا ، وينتج أكثر من عشرين الف صندوق على مدار الموسم ، الذي يمتد الى الشتاء ( رجعي ).

وأضاف، “منذ ثلاث سنوات ، بدات بزراعة الصبار على مساحة اكثر من عشرين الف متر مربع ، وقد حان إنتاجها بكميات كبيرة في السنة الثانية من زرعها ، نظرا لمتابعتها وتقديم كل ما يلزم من متطلبات شتلة الصبار، بدء من شبكة الري وتسميد الارض ، وصولا إلى الرش وسائر انواع الرعاية”.

ولفت الى إن “القسم الكبير من الانتاج، ينتشر في كل الاراضي اللبنانية، وقسم آخر منه يصدر الى دول خليجية ( الامارات ) واوروبية”، وهو يستمر على مدار السنة”.

وناشد فياض الدولة، ‘تقديم العون للمزارعين ، وخاصة مكافحة المن القطني، وتامين معامل لإنتاج زيت الصبار ، وهو من الزيوت الاغلى في العالم”.

أبو رافع

المزارع حسين أبو رافع ، هو احد أقدم المزارعين في بلدة عين قنيا القريبة من حاصبيا، الذي لفت لـ”جنوبية”، إلى ان “عين قنيا من أشهر بلدات لبنان في زراعة الصبار ، ويعود تأسيسها إلى نحو سبعين عاما ، وهي زراعة مباركة”.

شكلة كبيرة تواجه المزارعين، تتمثل بمرض المن القطني

و إذ أشار إلى أن هناك “مشكلة كبيرة تواجه المزارعين، تتمثل بمرض المن القطني ، المنتشر منذ سنوات، وتسبب بإلحاق ضرر فادح بالمزارعين”، طالب “وزارة الزراعة بتأمين دواء فاعل لمكافحة هذا المرض”، مؤكدا بالمقابل “أن شتول الصبار ، يزداد بها الاهتمام ، ويجري تشحيلها وتنظيفها موسميا.

المهندس قاسم

أشار المهندس الزراعي علي قاسم، إلى “أهمية زراعة الصبار في لبنان ، وهي فاكهة صيفية مميزة ، جاءت قبل عقود من المناطق الصحرواية.

شتول الصبار المكسوة بالاشواك تحتاج الى كميات ضئيلة من المياه

وأوضح لـ “جنوبية”، إن “شتول الصبار المكسوة بالاشواك ، تحتاج الى كميات ضئيلة من المياه، وتعتبر من النباتات المقاومة والمعمرة، ولثمارها فوائد كثيرة ومتعددة”، لافتاً إلى إن “أفضل مبيد للقضاء على المن القطني، هو الديمتوات مع الزيت الشتوي”.

السابق
تعديلات مهمات «اليونيفيل» تحضيراً لإنسحاب إسرائيل وحشْر «حزب الله»؟
التالي
بعد فضائح التحرش والتعنيف… بيان عن إدارة بيت اليتيم الدرزي