خاص «جنوبية»: حادثة الكحالة تفتح الباب أمام اللامركزية والفيدرالية.. وهذا ما يحضره «حزب الله والتيار»!

أتت حادثة الكحالة، التي انقلبت فيها شاحنة سلاح ل”حزب الله” على “كوع الكحالة” الشهير، بدلالاتها ومسوغاتها، لتكون مادة دسمة في عملية التوظيف السياسي للقوى والفرقاء المسيحيين في تطلعاتهم المستقبلية، نحو طرح اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، تمهيدا للفيدرالية، كخطوة لاحقة.

حزب الله يزعم ان ما جرى هو حالة تعد على “سلاح شرعي” حسب مفهومه لكونه “سلاح مقاومة”

ويبدو ان هذا الملف سيكون مدار اخذ ورد بين القوى السياسية اللبنانية، اذ ان “حزب الله” يزعم ان ما جرى هو حالة تعد على “سلاح شرعي”، حسب مفهومه، لكونه “سلاح مقاومة”، وانه مصان بالدستور وفي كل البيانات الوزارية التي تصدر عن الحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، ويربط شرعية هذا السلاح باحتلال إسرائيل أجزاء من مزارع شبعا وخراج بلدة الماري وهي القسم اللبناني من قرية الغجر السورية التي احتلت في حرب 1967.

في المقابل تجزم القوى والفاعليات والشخصيات السيادية اللبنانية، ان هذا السلاح هو سلاح متفلت، اوجد دويلة داخل الدولة، وأفضى الى فائض قوة عند طرف على حساب بقية الأطراف اللبنانية، وسهل في بيئته استعمال الممنوعات والمحرمات وتجاوز السلطة، والقفز فوق القانون في كل تفاعلاته اليومية والحياتية.

تجزم القوى والفاعليات والشخصيات السيادية اللبنانية ان هذا السلاح هو سلاح متفلت اوجد دويلة داخل الدولة

من هنا، يجري الحديث في الأروقة السياسية، بحسب ما كشف مصدر سياسي سيادي ل “جنوبية”، عن إحتمال ان تكون حادثة الكحالة، مدخلا لتقديم ملف تطبيق اللامركزية المذكورة في اتفاق الطائف، مع قبول الأطراف اللبنانية الأخرى لهذا المطلب، ووضع مراسيم خاصة بهذا السياق، سيما وان اغلبية القوى السياسية، لا تقبل فرض ثقافة عليهم، او تجيير البلد لمصلحة استراتيجيات إقليمية مرسومة”.

كشف مصدر سياسي سيادي ل “جنوبية” عن إحتمال ان تكون حادثة الكحالة مدخلا لتقديم ملف تطبيق اللامركزية المذكورة في اتفاق الطائف


ولفت الى “ان “القوات اللبنانية” و “الكتائب” و”الاحرار” وبعض الشخصيات المسيحية التي تسبح في فلكهم، سيطالبون بضرورة تطبيق الحياد الإيجابي الذي طالب به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي أكد “أن مسار حل القضية اللبنانية ومصير البلاد “يمر حتماً بلقاء اللبنانيين على وحدة دولة لبنان، في ظل الديمقراطية والتعددية واللامركزية والحياد الإيجابي الناشط، ووحدة القرار الوطني والانتماء العربي وتنفيذ جميع القرارات الدولية”.
وتوقع ان “النبرة التي تحدث فيها أهالي الكحالة وقبلها القوى السياسية السيادية اليمينية منها والوطنية، بعدم التكيف في العيش مع سلطة السلاح غير الشرعي، وان حجم المطالبة بالانفصال التدريجي عن هذه الدويلة، سوف يرتفع رويدا رويدا، بحيث سيتقدم هذا الملف عن غيره من الملفات الكبرى، وسيكون مدخلا للشروع بالبحث في ملفات أخرى كملف النازحين وامن المخيمات والتفلت القائم”.
ولم يستبعد المصدر، بعد حادثة الكحالة وتداعياتها، ان يحرك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل التفاوض مع قيادة حزب الله، بهدف التوصل الى اللبنة الأساسية والاتفاق الاولي، نحو إقرار اللامركزية الإدارية والمالية في المرحلة القريبة المقبلة، كما ان حزب الله، يفضل بت هذا الموضوع بالسرعة الممكنة، للإبقاء، إذا أمكن، على ما تبقى من تحالفاته في الشارع المسيحي”.

ولفت الى انه “في حال تحقق ذلك، يكون التيار الوطني الحر أعاد تعويم حالته الشعبية، بعدما أدت عملية ممارسته في السلطة وتحالفه مع “حزب الله” في السنوات الاخيرة، الى تراجع شعبية التيار لمصلحة قوى مسيحية أخرى على الساحة اللبنانية، خصوصا القوات اللبنانية وبعض القوى السيادية المتمثلة بمجموعات 17 تشرين”.

السابق
إقفال تلفزيون لبنان!
التالي
«جنوبية» ينفرد بنشر رسالة ليبية الى لبنان.. «اعطونا هنيبعل وخذوا الصدر»!