تلت واقعة كربلاء قبل نحو ١٤٠٠ عام .. «الهريسة» طبق في «حب الحسين»!

لا توجد ثابتة واحدة، لتاريخ البدء بإعداد طبق الهريسة، المرتبط عضويا، بذكرى إحياء مراسم عاشوراء، لدى المسلمين الشيعة في عدد من الدول ومنها لبنان. فهذه الاكلة التي يعشقها الكثيرون ويحبونها على حب الامام الحسين، الذي استشهد في العاشر من محرم سنة ٦١ هجرية ٦٨٠ ميلادية ، لم تنقطع طيلة هذه المدة الزمنية، التي تتجاوز ال١٣٤٠ عاما ، حيث تعد من العادات والتقاليد، المتوارثة جيلا بعد جيل ، في مدن وقرى وبلدات الجنوب.

تعد من العادات والتقاليد المتوارثة جيلا بعد جيل في مدن وقرى وبلدات الجنوب

وتؤكد بعض الروايات، أن طبق الهريسة يعود إلى عام 61 للهجرة، حين قامت السيدة زينب ابنة علي، شقيقة الإمام الحسين، على طبخ مقدار من القمح والشعير لإطعام النّساء والأطفال، بعد وصول موكب السبايا من العراق إلى الشّام.

ومع مرور السنوات ، تتكرس بشكل كبير ، عملية اعداد أطباق الهريسة ، المكونة من القمح والسمنة واللحوم ، سواء لحوم البقر او الغنم أو الدجاج ، وتطهى بقدور نحاسية كبيرة، قادرة على تحمل حرارة النيران ، التي تستمر ما بين ستة الى ثماني ساعات على الموقدة، التي تتغذى من الاخشاب الغليظة المناسبة. ولم يستطع اي طبق آخر منافستها، على الرغم من دخول انواع كثيرة من الاطباق والحلويات العصرية والراحة
وانواع من الكعك وغيرها .

تؤكد بعض الروايات أن طبق الهريسة يعود إلى عام 61 للهجرة حين قامت السيدة زينب على طبخ مقدار من القمح والشعير لإطعام النّساء والأطفال

تشهد بعض القرى الجنوبية، ومنها بلدة كفرمان المجاورة للنبطية، إعدادا سنويا لاطباق الهريسة، خصوصا في أربعينية الامام الحسين، اذا ترتفع عشرات القدور ( الخلاقين ) في صف طويل، يتدافع فيه المحبون الى اعداد الحطب ومكونات الهريسة والحرك المتواصل بأعواد خشبية ، ببذل ذاتي عربون وفاء لهذه الذكرى، حيث توزع الاطباق بأواني بلاستيكية صغيرة ، بعدما كانت تُحضر الطناجر لاخذ حصة كل مواطن دون مقابل، وسط جمهرة من الكبار والصغار، الذين يتضامنون في انجاز هذه المهة المحببة الى قلوبهم، في حين يقوم أفراد ، كتقليد سنوي باعداد الهريسة عن ارواح امواتهم في كافة المدن والبلدات.

وتقول أم حسين التي تواكب اعداد الهريسة منذ حوالي اربعين عاما ل”جنوبية”، “انني اعشق هذا النشاط العاشورائي إنطلاقا من حب الامام الحسين ، سيد الشهداء، ان شعوري عند اعداد وتحضير أطباق الهريسة
وصولا الى طهيها لحوالي ٧ ساعات متواصلة ، لا يوصف على الاطلاق لانني أؤدي عملا انسانيا واخلاقيا” .

الكشفية فاطمة زيدان ( أم حسن ) تساعد منذ حوالي عشر سنوات باعداد طبق الهريسة مع زملاء وزميلات لها في كشافة الرسالة الاسلامية في بلدتها طيردبا،
ولفتت ل”جنوبية” ان “فرحتها في هذا العمل ، وهو أقل واجب ، تجاه الامام الحسين”، مؤكدة بأن “خيرين يساهمون في تأمين مواد هذه الاطباق، التي توزع على العموم من دون تفرقة”.

السابق
عامل تفتتح مركز مهدي عيدي مشغرة بحلة جديدة.. ويوم صحي مجاني
التالي
بعدسة جنوبية: فياض وحمية زارا القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت