بين الشغور «عض الأصابع»!

الفراغ الرئاسي بعبدا

شغوران يهدّدان الكيان اللبنانيّ، ويزعزعان استقراره الإقتصاديّ والأمنيّ، في سابقةٍ خطيرةٍ وفراغٍ ينذر بانهيار البلد مع تعنّت المسؤولين، وتقاعسهم عن واجباتهم، وتهربهم من تحمل مسؤولية ما جنت أيديهم…
شغورٌ رئاسيٌّ وآخر على رأس الهرم الماليّ، في ظلّ حكومة “إهمال” لا “تصريف أعمال” ونواب بعضهم “معنّد” والآخر “نفَسَه طويل”، في “لعبة عض الأصابع” والخاسر فيها دائماً لبنان…

سبعة شهور وما زال الشغور الرئاسي على حاله، شغور ليس الأول في تاريخ لبنان الحديث. فبعد الاستقلال حصل الشغور الرئاسي ثلاث مرات : الأولى بعد انتهاء ولايه الرئيس أمين الجميل سنه 1988،الذي دام حوالي 13 شهراً. والثانية مع انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود سنه 2007، الذي دام حوالي ستة أشهر، والثالثة – وهي الأطول – كانت بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان سنه 2014، حيث امتد الشغور لسنتين وخمسة أشهر.
شغورٌ رئاسيٌ يتبعه فراغٌ ينسحب على كافة مؤسسات الدولة، مخلفاً شللاً في كل مفاصلها، وركوداً اقتصادياً في بلدٍ لم يتعاف بعد من جراح أزماته العميقة.

شعورٌ خلّف عشرات المواقع والمراكز الشاغرة، بين عسكريّة وأمنيّة وإداريّة، إلّا أنه الأشدّ وطأة على كاهل المواطن اللبنانيّ (ولو لم يكن الأخير) هو الشغور في مركز حاكم مصرف لبنان.

منصب تبوأه رياض سلامة في عام 1993 وسيغادره نهاية تموز 2023 كصاحب أطول ولاية لحاكم مصرفٍ مركزيٍ في العالم ( 30 سنة).

أيام سوداء يترقّبها اللبنانيون نهاية تموز، خاصة مع تلويح نواب الحاكم الأربعة بالإستقالة

أيام سوداء يترقّبها اللبنانيون نهاية تموز، خاصة مع تلويح نواب الحاكم الأربعة بالإستقالة إن لم يتمّ تعيين حاكماً جديداً للمصرف المركزي، الأمر الذي قد يكون شبه مستحيل في ظل الشغور الرئاسي الحاصل.

فلمصلحة من الاستمرار في الشغور الرئاسي؟ ولماذا لم نلحظ الجدية اللازمة عند المسؤولين لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هل ينتظر نواب لبنان همس دولي؟ ام أنهم ربطوا الأزمة اللبنانية بحساباتٍ معقّدة خارجية، لحصد منافع سياسية شخصية على حساب الوطن والمواطن؟ وما المانع من وصول أصحاب الكفاءة والمناقبية في لبنان (وما اكثرهم) إلى سدة الرئاسة؟

لعل من أبرز الأسماء المشهود لها بالكفاءه والأهلية، هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، الحيادي بامتياز

لعل من أبرز الأسماء المشهود لها بالكفاءه والأهلية، هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، الحيادي بامتياز وصاحب الأداء الجيد والمواقف الحكيمة على رأس مؤسسةٍ هي الأنزه في تاريخ لبنان، فما المانع من وصول العماد الى قصر الرئاسة؟ ولما وضعت العراقيل في طريقه؟
اسئله كثيرة هي رهن المسؤولين، فهل من أجوبة؟
نعم، وحده الخوف هو الإجابة الصحيحة، إنه الخوف من النزيه القوي، فتاريخ العماد جوزيف عون مليء بالإنجازات والبطولات، الأمر الذي يقضّ مضاجع الفاسدين وأغلب الساسة اللبنانيين.

فهل سينتخب ساسة لبنان من يحاسبهم ويحاكمهم ويقف سدّاً منيعا بوجه جشعهم وطمعهم؟
على أمل أن تشرق على اللبنانيين، شمس لبنان بعد كسوفٍ طويلٍ مبشرةً بفجرٍ جديدٍ، ورئيسٍ عتيدٍ وعيشٍ رغيدٍ.

حمى اللّٰه لبنان من براثن سياسيّيه.

السابق
تطور قضائي في ملف حضانة Gardereve
التالي
روسيا تستعين بـ«فاغنر» لتجنيد المرتزقة والسيطرة على أفقر دول إفريقيا