عزيمة الجيش و«حاضنته» العشائرية «تخنقان» مطلوبي «حزب الله» في بعلبك الهرمل!

بقوّة الحق والعزيمة و”الحاضنة العشائرية” إستطاع الجيش اللبناني أن يكسر حواجز تاريخية، وضعتها قوى الأمر الواقع في منطقة بعلبك الهرمل، أمام أي محاولة لبسط الأمن واسترجاع المنطقة الى حضن الدولة، فخاض على مدار عام كامل حربا عسكرية وأمنية بإصرار وعزيمة، بوجه الخارجين عن القانون والعابثين بالأمن الإجتماعي.

انها حرب تكتيكية وعمليات أمنية موضعية أنتجت حتى اليوم إرتياحا شعبيا وأمنا نسبيا، مقارنة مع السنوات التي سبقت بدء العملية في حزيران ٢٠٢٢ بعد إستشهاد الرقيب أول في مخابرات الجيش زين العابدين شمص خلال مداهمة قوة من مخابرات الجيش وكر أحد أخطر المطلوبين الذي كان يتظلل تحت عباءة قيادات حزبية دينية وسياسية من “حزب الله”، كغيره من معظم المطلوبين قبل أن يفر الى المنطقة الحدودية مع سوريا ويلتحق بباقي المطلوبين الذين سبقوه واختباوا حيث يصعب على الدولة الوصول اليهم لاسباب جغرافية وتحت حجة أنها “منطقة عسكرية” حساسة تابعة لنفوذ “لمقاومة” ومداهمتها يحتاج لقرار وتنسيق ثلاثي بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله.

في البقاع الاوسط والشمالي، اكدت مصادر عسكرية ل”جنوبية” ان قائد الجيش العماد جوزاف عون “وعد بأكثر من مناسبة، بالإقتصاص من الخارجين عن القانون والمخلين بالأمن، وكأن به لن يخلف بوعد القائد، فوحداته العسكرية المنتشرة في بعلبك الهرمل تتابع دون توقّف عملياتها في ملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون بهدف بسط الأمن والإستقرار وتوقيف الفارّين من وجه العدالة”.

إستطاع عون خلال عام تقريبا من إحداث تغيير على الصعيد الأمني، حيث بدأ يلمس أبناء هذه المنطقة بتغيير كبير على صعيد نسبة الهدوء الملحوظة

ولفتت الى ان عون “إستطاع خلال عام تقريبا من إحداث تغيير على الصعيد الأمني، حيث بدأ يلمس أبناء هذه المنطقة الخصبة بالمشاكل والمتخمة بالسلاح المتفلت والفوضى، بتغيير كبير على صعيد نسبة الهدوء الملحوظة، في المقابل شكّلت عمليات الجيش عامل قلق وخوف بين المطلوبين، الذين باتوا يشعرون بعدم الأمان في مبيتهم وتنقلاتهم وإنعدام الثقة فيما بينهم، خصوصا بعد رفع الغطاء العشائري عنهم وتعاون عدد من الأهالي مع مخابرات الجيش”.

وشددت على عمليات تطهير المنطقة من عصابات المخدرات والخطف والقتل لن تتوقف، ومستمرة بوتيرة متصاعدة في مناطق متعددة، ما يدل على إصرار قيادة الجيش الضرب بيد من حديد وتنظيف المنطقة من العابثين بأمن أبنائها”.

وفي إطار العمليات الأمنية والعسكرية، التي تطال مصانع لكبار تجار الكبتاغون والمخدرات، وعصابات الخطف في عدد من القرى والبلدات، وقعت إشتباكات بعد ظهر أمس بين قوة من الجيش وعدد من المطلوبين في حي الشراونة – بعلبك، وقد أصيب عنصران من الجيش بشكل طفيف كما أصيب أحد المطلوبين من آل شريف بجروح خطيرة فيما فرّ الآخرون من آل زعيتر والعلي الى جهة مجهولة.

قوّة من مخابرات الجيش نصبت كمينا لسيارة رباعية الدفع في داخلها عدد من المطلوبين

وبحسب معلومات “جنوبية” فإن “قوّة من مخابرات الجيش نصبت كمينا لسيارة رباعية الدفع” في داخلها عدد من المطلوبين بالقرب من مستشفى الريان على طريق حي الابيض الشراونة حيث دارت إشتباكات بين الطرفين أدت لوقوع عدد من الجرحى نقلوا الى مستشفيات المنطقة”.
وقد إنتشر فيديو للسيارة التي كان يستقلها المطلوبون ولجريح منهم على الارض، كما إنتشر تسجيل صوتي لأحد المطلوبين عرف عن نفسه متوعدا بالاقتصاص ممن وشى بهم من أبناء الشراونة.

العمليات مستمرة حسب توقيت قيادة الجيش، حتى تحقيق الأمن

“هذه العملية ليست الاولى ولن تكون الأخيرة” بحسب مصادر أمنية خاصة ل”جنوبية”، وأن “العمليات مستمرة حسب توقيت قيادة الجيش، حتى تحقيق الأمن والاقتصاص ممن يحاولون نشر الفوضى والرعب بين المواطنين الآمنين”.

الجيش استطاع تفكيك معظم شبكات المخدرات والخطف، باستثناء بعض الجيوب التي يمنع الإقتراب منها لدواع تسمى”أمنية”

ولفتت المصادر الى أن “الجيش استطاع تفكيك معظم شبكات المخدرات والخطف، باستثناء بعض الجيوب التي يمنع الإقتراب منها لدواع تسمى”أمنية”، أو تحتاج لتنسيق مسبق بين مخابرات الجيش واللجنة الأمنية لحزب الله، وبات معظم كبار المطلوبين مختبؤون في مناطق حدودية بين لبنان وسوريا”.

وكشفت المصاد ان “بعض المطلوبين يتعرضون للإبتزاز المادي من قبل قيادات قوى الأمر الواقع، الذين يؤمنون لهم الحماية والغطاء مقابل حصولهم على نسب مالية مرتفعة من ارباح تجاراتهم الممنوعة وأعمالهم المخلة بالامن، تحت طائلة رفع الغطاء عنهم وتسليمهم للدولة”.

مصادر عشائرية أبدت عبر “جنوبية”، “ارتياحها للعمليات العسكرية الموضعية في بعلبك الهرمل، التي أثمرت عن تراجع نسبة الفوضى والاشتباكات اليومية، بحوالي ٥٠% عن العام الفائت، رغم الظروف المعيشية وطبيعة المنطقة التي ترعرعت على السلاح والحرمان والمشاكل اليومية”.

عمليات الجيش تحظى ببيئة عشائرية حاضنة، وبنسبة تأييد شعبية تتجاوز ال ٩٠ بالمئة من أبناء هذه المنطقة

وشددت المصادر على أن “عمليات الجيش تحظى ببيئة عشائرية حاضنة، وبنسبة تأييد شعبية تتجاوز ال ٩٠ بالمئة من أبناء هذه المنطقة، المتعطشة للدولة ومؤسساتها، والتي يعبث بها عدد قليل من الخارجين عن القانون، والمدعومين من قيادات دينية وسياسية في حزب الله”.

السابق
بالفيديو: سلحفاة ضخمة تقتح مسبحاً في الدامور
التالي
«سحب ترخيص ⁧‫الحضانة‬⁩ وإغلاقها نهائيًا».. الأبيض: لن نتسامح!