إسرائيل تكشف عن سقوط صاروخ موجّه وتحمِّل الحزب وإيران المسؤولية

الجيش اللبناني - الاسرائيلي

أشارت “نداء الوطن” الى ان على الرغم من ان لبنان لم يخرج بعد من فتنة القرنة السوداء، جرى امس ادخاله في فصل جديد من التوتر في جنوب لبنان. وإذا كانت التحقيقات القضائية في الفتنة ما زالت مستمرة لكشف خيوطها، فإن معطيات التوتر الجنوبي بدت لأول وهلة انها تكرار لأحداث مماثلة عرفتها المنطقة الحدودية وآخرها في نيسان الماضي. لكن الأنباء التي وردت من إسرائيل ليلا تحدثت عن إطلاق صاروخ موجه من لبنان نحو الدولة العبرية وهددت بالرد.

وكانت تطورات الامس بدأت بصاروخين «مجهولين» أنطلقا من خراج مزرعة بسطرة ـ كفرشوبا ليأتي بعدهما رد بعشرات القذائف الثقيلة من اسرائيل الى المنطقة التي إنطلق منها الصاروخان.

من خلال متابعة الاتصالات التي اجرتها الامم المتحدة مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، بدت وكأنها تكرار لمواقف صدرت سابقا في ظروف مماثلة وهي الدعوة الى «ممارسة ضبط النفس» على جانبيّ الحدود . لكن قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لفتت الى ان التوتر الجديد يأتي في «وقت حساس»، هو بحسب وزارة الخارجية مرتبط بقرب «عرض طلب تمديد عمل قوات اليونيفيل على مجلس الامن الدولي». وبين هذين التوصيفين الدولي واللبناني، جاء توصيف ثالث من «حزب الله» الذي قال في بيان ان اسرائيل وضعت كامل بلدة الغجر التي يمر بها الخط الازرق خلف «‏جدار اسمنتي… ما ‏فصل هذه القرية عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الأراضي اللبنانية».

وأوردت وكالة فرانس برس عن الجيش الاسرائيلي قوله أنّه قصف جنوب لبنان امس ردّاً على قذيفة هاون أطلقت منه على شمال الدولة العبرية، في تصعيد هو الثاني بين الطرفين خلال ثلاثة أشهر. وقد انفجرت القذيفة في بلدة الغجر على مقربة من الحدود في الأراضي الإسرائيلية». وقالت مصادر إسرائيلية إنه تم التعرف على القذيفة على أنها صاروخ موجه مضاد للدبابات وليس قذيفة هاون. وهذا الصاروخ هو من نوع «كورنيت» روسيّ الصنع الذي سبق ل»حزب الله» ان استخدمه في حرب تموز عام 2006 .

وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على إطلاق الصاروخ ، قائلا: «سنكبد كل من يتحدى سيادتنا ثمناً واضحاً». وأضاف خلال حفل عسكري: «سنرد في المكان والزمان اللذين نختارهما، ضد أي انتهاك لسيادتنا وتحدي وجودنا في بلادنا، وبالطرق التي من شأنها تكبيد المسؤولين عن ذلك ثمنا واضحا». ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عنه قوله :» قبضة حزب الله وإيران، التي تغذي الإرهاب في منطقتنا، لا تهدأ وتجر لبنان ومواطنيه إلى الفقر وأزمة مستمرة»، على حد قوله

الى ذلك ، افادت وكالة «فرانس برس» ان سكان الغجر واصلوا بعد إنتهاء التوتر حياتهم الطبيعية. وكانت إسرائيل أنهت خلال الأيام الماضية بناء سياج حول البلدة، ما اعتبرته وزارة الخارجية اللبنانية «محاولة لضمّها من قبل الاحتلال الإسرائيلي».

وفي قرية الغجر نقلت الوكالة عن بلال الخطيب أحد المسؤولين في مجلسها القروي قوله إنّ «القذيفة وقعت قرب البيوت، ولولا لطف الله لأصابت الناس». وأكد الخطيب أن وضع السياج الشائك هو «لحماية أراضينا وأولادنا من الحيوانات البرية».

ويسكن الغجر وهي قرية علوية نحو 2900 نسمة ويحمل كلّ سكّانها الجنسية الإسرائيلية، وفقاً للخطيب.

من جهتها، أشارت “الشرق الاوسط” الى ان هذه التطورات تأتي بعد تهديدات أطلقتها إسرائيل في وقت سابق على خلفية قيام «حزب الله» بنصب خيمتين على مقربة من مزرعة بسطرة الواقعة على تخوم مزارع شبعا المحتلة. وتتذرع إسرائيل بأن واحدة من الخيم تتجاوز بأمتار مربعة خط الانسحاب، وهدّدت بإزالتها بالقوة من دون أن تُقدِم على تنفيذ تهديدها الذي قوبل بتهديد مماثل من «حزب الله» أعلن فيه استعداده للدخول في مواجهة إذا أقدمت إسرائيل على إزالة الخيمة بقوة السلاح.

ولفت ما صدر الخميس في حديث تلفزيوني عن الشيخ صادق النابلسي المقرب من «حزب الله» الذي قال: إنه «إذا لم نستطع بالحوار التوصل إلى صيغة معينة لرئاسة الجمهورية قد تكون الحرب مع (إسرائيل) أفضل وسيلة»، وهو ما فاقم الهواجس من استعداد الحزب كما إسرائيل لمواجهة عسكرية رغم عدّ كثيرين في وقت سابق أن إنجاز اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل كان كفيلاً بإدخال المنطقة في حالة من الاستقرار الطويل الأمد.

إلا أن رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيجما»، رياض قهوجي، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «هناك متغيرات إقليمية ودولية كثيرة قد تؤدي إلى انتفاء المفاعيل الإيجابية لاتفاق ترسيم الحدود» عادّاً أن «الطرف الإسرائيلي يصعّد داخلياً وهو منزعج من المباحثات الأميركية – الإيرانية، ويعتقد أن عملاً عسكرياً مع الحزب سيؤثر على هذه المباحثات بشكل أو بآخر. كما أنه منزعج من النشاط الإيراني المتزايد في سوريا ولبنان وإدخال منظومات دفاع جوي وطائرات مسيرة؛ ما يجعل احتمال فتح الجبهات ممكناً».

الى ذلك، رأت مصادر أمنية عبر “الأنباء الإلكترونية” أن “الأهداف الإسرائيلية من التوتير  هي لزيادة الضغط على حزب الله واستدراجه للرد والدخول في مواجهة من اجل ان تمتص حكومة نتنياهو الأزمة السياسية والاقتصادية التي تواجهها منذ تشكيلها”، ولاحظت المصادر أن “حزب الله اكتفى بالمراقبة ولم يرد على الاعتداءات الاسرائيلية بانتظار جلاء الموضوع ومعرفة نوايا العدو والتأكد ما إذا كانت اسرائيل تريد الحرب ام ستكتفي بالمناوشات في محيط الخط الأزرق”.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 7 تموز 2023
التالي
دوي قذائف وإطلاق نار يُلهبان ليل الهرمل!