عبد القادر لـ«جنوبية» : «حزب الله» لا يريد الحرب كما اسرائيل.. ولكن!

العميد نزار عبد القادر
عزّز توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل برضى "حزب الله" من استتباب الأوضاع بين الطرفين الملتزمين بالتهدئة، على الرغم من المناوشات التي تحصل بين الحين والآخر، وآخرها قضية الخيم في كفرشوبا ومزارع شبعا، والتي تم حلّها "ديبلوماسياً"، فيما يخوض الجانب الإسرائيلي يقصف أهدافاً في مدينة جنين في الضفّة الغربيّة في إطار "عمليّة واسعة لمكافحة الإرهاب".

لبنان في ظل القرار 1701 كان الجبهة الأكثر هدوءاً طمأنينة بالنسبة لاسرائيل فرض ما يحصل في جنين، مع نشر القبة الحديدية تأهباٌ لأي رد من غزة ولبنان، تساؤلات حول امكانية استخدام جبهة الجنوب للرد على التطورات الحاصلة هناك ومساندة الفلسطينيين، وهو ما سبق أن حصل، وفي الإطار، رأى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر لـ”جنوبية” أنه “من الممكن أن يقوم حزب الله بـ”قبّة باط” بحيث يرد عبر حماس أو أي فريق فلسطيني موجود في لبنان، والمخاوف من ذلك دفعت باسرائيل الى اعلان تحذيري للحزب عبر نشر القبة الحديدية في مواجهة جبهة غزة و لبنان”، لافتاً الى “أن الأهمية لا تكمن في الطرف الذي يرد، سواء عبر صواريخ فلسطينية أو أخرى للحزب، لأن النتيجة سيتحملها لبنان باعتباره المسؤول عن أي خرق للقرار 1701، وهذا قد يعطي مبررات لقيام اسرائيل برد عسكري مناسب”.

من الممكن أن يقوم حزب الله بـ”قبّة باط” بحيث يرد عبر حماس أو أي فريق فلسطيني


واعتبر أن “الحرب لا تأتي دائماً نتيجة قرار عقلاني يقوم به أحد المتخاصمين، وهي قد تقع قد نتيجة خطأ أو سوء تقدير من قبل أحد الجانبين على الجبهة، وهذا ما تحديداً ما حصل عام 2006 عندما قال أمين عام الحزب حسن نصرالله الى الاعتراف بلسانه قائلاً: لو كنت أعلم”، مشيراً الى “أنه لا بد من التصرف بحذر وبعقلانية وتغليب المصلحة الوطنية، وخصوصاً مصلحة البيئة الحاضنة للحزب”.
وشدد عبد القادر على أن “حزب الله يدرك أن أي حرب لن تكون لصالحه، لا على الصعيد الشعبي اللبناني، ولا على صعيد بيئته الحاضنة، لأنها ستأتي على جنى عمر الجنوبيين ويقضي على أجيال في الداخل كما الخارج”، لافتاً الى “أن الحزب يدرك أيضاً بأن هكذا عمل سيكون مدمراً لوضعه القوي في لبنان، كما الى تدمير الجزء الأكبر من قدراته العسكرية وهذا سيؤدي الى اضعافه ويتركه فريسة أمام التصعيد الحاصل في الجبهة الداخلية ضد سلاح الحزب ومع مطلب السيادة الوطنية واستعادة الدولة لكامل سلطاتها”.

حزب الله يدرك أن أي حرب لن تكون لصالحه لا على الصعيد الشعبي ولا على صعيد بيئته


وأكد على أنه “انطلاقاً من ذلك، فالحزب لا يريد الحرب، ولكن لا يمكن اغفال أن حصولها قد ينتج أحياناً عن قرار غير عقلاني يتخذه فاعل عقلاني يملك العدة للقيام بحرب كالحزب، كما أن اسرائيل لا تريد حرباً مع لبنان، إذ أن الحدود اللبنانية الاسرائيلية شهدت هدوءاً أكثر من حدودها مع مصر والأردن، بدليل ما حصل مع البلدين في الفترة الأخيرة من اختراقات، على الرغم من أنهما موقعين على اتفاقية سلام معها”، مشيراً الى “أن لبنان في ظل القرار 1701 كان الجبهة الأكثر هدوءاً طمأنينة بالنسبة لاسرائيل، وبالتالي لا مصلحة لها بالحرب مع حزب الله”.

السابق
مجلس القضاء عن حادثة القرنة السوداء:القضاة قاموا بواجبهم رغم التهديدات
التالي
حكم فرنسي بشأن اموال وممتلكات حاكم مصرف لبنان.. ما تفاصيله؟