سمير قصير شهيد «الوطن الصغير»!

قبل عقدين بنقصان زمني ثلاث سنوات، قبل 17عاماً وفي مثل هذا اليوم، 2 حزيران 2005، “نجح” الأشرار بتحقيق هدفهم اللئيم وحكمهم الجائر باغتيال المفكر والصحافي المتنور سمير قصير بتفجير سيارته أمام منزله في الاشرفية.

نجح الأشرار بتحقيق هدفهم اللئيم وحكمهم الجائر باغتيال المفكر والصحافي المتنور سمير قصير بتفجير سيارته أمام منزله في الاشرفية.


وجاءت هذه الجريمة في (سياق وحشي ) ضمن حلقة سوداء من حلقات حرب الاغتيالات، التي شُنّت منذ ذاك الحين على رجالات الحركة السيادية الاستقلالية، التي كان قصير أحد كبارها ورموزها الفكرية والثقافية والصحافية.
وبعد 17 عاماً على رحيله، لا يزال ملف التحقيق باغتياله في خبر جمود وتجمّد وتهرّب ، تماماً كما في ملفات شهداء ثورة الأرز الآخرين (باستثناء ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري)، لا نتائج ولا وقائع ولا معطيات، والتحقيق يكاد يكون منسياً مرمياً في المهملات!
ذاكرة صفراء في المدى اللبناني تتجسد اليوم في الذكرى الـ 17 لاغتياله.

جاءت هذه الجريمة في (سياق وحشي ) ضمن حلقة سوداء من حلقات حرب الاغتيالات


لبنان الذي صوّره ورسمه واستشهد فيه ومن أجله لم يبقَ منه سوى (آه) كبيرة،و(آخ) أكبر وأثر بليد، إنْ على المستوى الوطني وفي واقع السيادة والاستقلال. فما زالت بلادي بلاد سمير قصير ولقمان سليم ورفيق الحريري …ترزح في أتون وصاية داخلية مرتبطة بعصابة إقليمية.
وها هو الوطن الصغير بمستواه الفكري والثقافي يئن من الفقر والانهيار والجوع بفضل عصابة المحور الممانع. وهذا الاشعاع الذي كان يطبع لبنان حتى الأمس القريب انكفأ وانطفأ بفضل العصابة نفسها!
صديقي وزميلي الشهيد سمير قصير،
لم تغب صورتك ولن تغيب أفكارك النيّرة وشعاعها المفتوح على حرية الوطن والانسان.
الذاكرة خصبة وتخضرّ وترتفع أوراقها المثمرة، فبعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط عام 2005، شاركت بفاعلية في إطلاق الانتفاضة الشعبية في وجه الهيمنة الممانعجية، وكان لك الفضل الأبرز في تسميتها “انتفاضة الاستقلال” تأكيداً لطابعها الوطني الاستقلالي، وربطاً لها بالانتفاضة الفلسطينية في وجه الاحتلال الاسرائيلي عام 1987. وصارت مقالاتك الصحافية صوت الانتفاضة الأشد تعبيراً عن روح الثورة السيادية، الى ان استُشهدت على ايدي شذاذ الآفاق ورعاة التخلّف والأصولية العمياء.
انت في عليائك لا تفارقك ومضات الأمل والحرية التي بشّرت بها، ونحن في الأرض الخراب نتعلق بنظراتك النازلة الى حرية،لا مفر منها.

السابق
«ثقافة بناء السلام بعدالنزاع في لبنان» ندوة ل«المنظمة اللبنانية لبناء السلام»
التالي
اسرائيل تشكو لبنان الى الأمم المتحدة.. بسبب مناورات «حزب الله»!