«أثر لحفظ الارشيف» يُعيد زمن الكلية الجعفرية الجميل في صور.. بالابيض والاسود!

لكل صورة من صور الكلية الجعفرية في صور ، قصة وحكاية، ترتبطان بإنشاء هذا الصرح التربوي ، في أو اخر ثلاثينيات القرن الماضي (١٩٣٨) على يد الإمام عبد الحسين شرف الدين ، وتشكيلها حجر الزاوية، في تعليم أجيال متعاقبة ، متعددة الاهواء الفكرية والسياسية والادبية ، فتخرج منها المئات من القادة والمفكرين والشعراء والطاقات العلمية ، في كافة المجالات.

فحكاية الكلية الجعفرية، وهي أول مدرسة خاصة، من خارج المدارس الارسالية في تلك الفترة في جبل عامل، قبل نيل لبنان استقلاله من الانتداب الفرنسي ، هي ابعد من صورة، تعيد تحريك ذاكرة جبل عامل ، على الرغم من أهميتها وضرورتها ، فتتعدى ذلك إلى الفكرة الريادية، التي أنشئت من أجلها هذه الكلية ، عند الطرف الشمالي لاثار صور الرومانية ، بمساهمات من المغتربين من ابناء المنطقة، حيث أطلق على المبنى، الذي يمتاز بجمالية عمرانية ، عمل على تصميمه مجانا المهندس المعماري سعيد حجال ( مبنى المهاجر) في العام ١٩٥٢.

شكلت هذه الكلية ، التي بدأت بمدرسة ابتدائية – اعدادية وتحولت إلى ثانوية ، ملتقى لأبناء المدينة، من كل الطوائف، وأبناء القرى الجنوبية، وحتى بعض الافراد من بلدة رشكيدة الشمالية من (ال حمادي )الذين استقروا في صور لاحقا )، والعشرات من الطلبة الفلسطينيين ، الذين هجروا من بلادهم في العام ١٩٤٨، فوجدوا في الجعفرية ، التي تولى إدارتها وتوجيهها نجل الأمام شرف الدين ، النائب الاسبق المرحوم جعفر شرف الدين، ملاذا امنا وحضنا دافئا من ابناء صور والجوار .

مركز أثر للحفظ والارشيف

قادت الصدفة قبل سنوات في ٢٠١٩، شذا شرف الدين، إلى اكتشاف صندوقة تحتوي على صور بالابيض والاسود، منظمة داخل أكياس من النايلون، تعود إلى الزمن الجميل في الكلية الجعفرية، التي تاسست على يد جدها الإمام عبد الحسين شرف الدين.

وعلى اثر ذلك، بدأت تنضج فكرة جمع هذا الارشيف، وتنظيف الصور بشكل متقن ، والعمل على نشره، على موقع خاص يحمل اسم اثر للحفظ والارشيف، وقد استحسنت ( مدونة جبل عامل ) التي اسسها حسن ترحيني، نشر بعض الصور، مع ذكر مصدرها، حفظا لحقوق الملكية الفكرية.

تنهمك شذا شرف الدين، في متابعة عمل هذا الارشيف والسعي إلى توسيعه والاستحصال على مجموعات اخرى من الصور، تضاف إلى المجموعات، التي تضم شخصيات بارزة على رأسها شرف الدين وكبار علماء الدين في المنطقة، ورموز من زعامات مرحلة الأربعينيات والخمسينيات والسيتينيات.

في البداية توجهنا إلى العديد من المؤسسات المحلية والدولية، التي تعنى بحفظ الارشيف، فكان شرطها، الحصول على نسخة من هذا الارشيف

و شرحت شرف الدين لـ”جنوبية” بالقول: “في البداية توجهنا إلى العديد من المؤسسات المحلية والدولية، التي تعنى بحفظ الارشيف، فكان شرطها، الحصول على نسخة من هذا الارشيف ، مقابل المساعدة في توفير مستلزمات اعداده وتوثيقه بشكل منظ ، وهذا الشيء لم يكن وراد بالنسبة إلينا على الإطلاق”.

دعم ألماني

وأضافت: “اخيرا وفقنا بمؤسسة ألمانية ( Gerda Henkel Foundation مؤسسة غيردا هِنكل) التي تدعم مشاريع، تعنى بالحفاظ على الإرث الثقافي المهدد بالتلف ، لم يكن لديها اي شروط ، فقدمت دعما ماديا ، تم استخدامه في توفير كافة متطلبات حفظ الارشيف ابتداء من الطاولات والجوارير والصناديق، وصولا إلى الكمبيوتر والسكنر والخزائن وغيرها من المعدات الموجبة لانجاح هذا المشروع”.

وباء الكورونا في العام ٢٠١٩ قد اخر انطلاق المشروع ، الذي بدأ في العام ٢٠٢١ . وانجز في اذار ٢٠٢٣

وتابعت شرف الدين “:أن وباء الكورونا في العام ٢٠١٩ قد اخر انطلاق المشروع ، الذي بدأ في العام ٢٠٢١ . وانجز في اذار ٢٠٢٣، بنشر الارشيف ، على موقع https://athar.omeka. net ,مؤكدة بأن اقدم صورة يضمها الارشيف المؤلف من اكثر من ثلاثة الاف صورة ، هي صورة للأمام شرف الدين ونجله ، التقطت في مصر العام ١٩٢٠ ، التي كان توجه اليها عبر فلسطين هربا من الانتداب الفرنسي .

وتلفت شرف الدين إلى أن ارشيف الصور ، يبدأ من العام ١٩٢٠،ويحتوي أيضا إلى علماء دين من مدينة النجف في العراق ، توثق للعلاقات مع جيل جبل عامل ، اما ارشيف علامات الطلاب في الكلية الجعفرية ، فيعود إلى العام ١٩٤٨ .

وقالت ان “ارشيف الصور ، يوثق كذلك ، للانشطة المدرسية والمناسبات ، التي كانت تحييها الكلية ، متضمنة الرقصات الفلكلورية والأشغال اليدوية والموسيقى والرسم والنحت في خمسينيات القرن الماضي، حيث شكلت بدايات الانفتاح وتغليب دور المرأة، خصوصا في الصفوف الابتدائية ، فشغلت السيدة إكرام عسيران مديرة إدارة الاعدادية ، ومارست التدريس فيها نخبة من الصوريات اللواتي كنا ينتمين إلى المجتمع الصوري اغنت الجعفرية”.

السابق
قمة التطبيع العربي مع القتل
التالي
الإفراج عن 5 لبنانين في الامارات من بينهم أشقاء متوف في مكان توقيفه