«جنوبية» يعقد حلقة حوارية مع الإعلامي محمد قواص: الغرب غير مكترث بالملف اللبناني والسياسة في البلد غير جدية

يشهد لبنان كما المنطقة منعطفاً مصيرياً في ظل المتغيرات الإقليمية التي تتبلور تفاصيلها تدريجياً، فالمستجدات تحكم مسارها على كل المستويات، وبالتحديد السياسية، وهي شكّلت محور لقاء أقيم في مقر "مكتب جنوبية" مع الكاتب السياسي الصحافي الدكتور محمد قواص، الذي قدّم قراءة تحليلية لتداعيات ما يحصل عالمياً على الساحة اللبنانية، بالتزامن مع الفراغ القائم والانهيار الذي تعيشه.

زخر اللقاء الحواري بتفصيل دقيق للمرحلة وانعكاساتها قدمها قواص بأسلوب سلس عكس فيه رؤيته حولها بحكم خبرته وعمله الصحافي في الخارج وعلاقاته، في حضور الوزير السابق إبراهيم شمس الدين، الدكتور حارث سليمان، الدكتور وجيه قانصو، الزميل حسن فحص، الزميل أحمد عياش، الدكتورة نوال الحوار، الزميل مالك مروة، وشخصيات.

اختار رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين في كلمته الترحيبية “تقديم نبذة عن المتحدث وتجربته
كصحافي مخضرم خلال عقود طويلة في الصحافة المكتوبة والاعلام المرئي والمسموع واطلاعه على السياسات الإقليمية”، ولفت “أن اللقاء هو للتشاور والتلاقي بوجوده في لبنان خلال مرحلة تتطلب التفاعل على مستوى القرار والأفكار، فالمنطقة تشهد جحيماً متنقلاً، من السودان وسوريا والشرق الأوسط عموماً”، مشدّداً على “أن اللقاء مناسبة للإضاءة على أسئلة على مستوى السياسة الدولية والاقليمية، كما على المستوى الاجتماعي في مراحل المخاضات التي نعيشها”.

هناك حالة ثراء فاحش ووقح في ظل الانهيار والفراغ

رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين

استهل قواص مداخلته بـ”ابداء استغرابه من جو مختلف شاهده في لبنان، على عكس التقارير الخارجية والدولية تعكس حالة مأساوية للبلاد وطريقة عيش اللبناني الذي يعتمد على التحويلات من الخارج”، فأشار الى “أن ما رآه يظهر وجود مال فاحش في لبنان، وكأن لا مشكلة، وبالتالي فالمؤشرات توحي وفق الحالة المعيوشة أنها مستمرة، إذ هناك حالة ثراء فاحش ووقح في ظل الانهيار والفراغ”.

وأوضح أن” الغرب وتحديداً أميركا ليست مكترثة بالملفين اللبناني والسوري، والمقاربة خلال ايام الحرب الباردة مختلفة، ومقاربة كل الأمور باتت مختلفة في ظل حالة الفوضى وتتطلب قراءة يومية”.

واعتبر قواص “أن السياسة في الخارج أمر جدي، والتعاطي الاعلامي معها يتم بطريقة عكس ما يحصل في لبنان حيث يتم تسخيف الأمور، فالسياسة في البلد ما زالت أمراً غير جدي، الانتقال من طرف الى آخر عادي، وبالتالي لا يمكن اعطاء رأي واضح في ظل التقلبات المتواصلة”.

الاعلامي محمد قواص

وفي تعليقه على أحداث السودان، رأى قواص ” أن اليسار والمجتمع المدني يقولان أن ما يحصل هو صراع بين المركزي والهوامش وهذا غير صحي”، لافتاً الى “أن العالم يتجه إلى الطاقة النظيفة والسودان اساس هذا الموضوع”.

السياسة في الخارج أمر جدي عكس ما يحصل في لبنان

وفي نقاش حول الأوضاع في لبنان والمنطقة، كان للحضور مداخلات عدة، فشدّد الدكتور حارث سليمان
على “أن الانهيار في لبنان موجود وهو طال فئات وشرائح محددة، وفي المقابل هناك وجود للأثرياء، فيما الطبقة الوسطى انهارت”، وأكد أن “إمكانية إعادة البناء مستحيلة وشديدة الصعوبة، والمجتمع ذاهب إلى الشيخوخة”، لافتاً الى “أننا نعيش عصر السقوط الايديولوجي “.

الدكتور حارث سليمان

من جهته، رأى الدكتور وجيه قانصو”أن العمل جدّي في المشهد السياسي لأخذ لبنان إلى مكان آخر، والتحوّل ليس سياسياً فقط، كما وأنه يوجد عرف دستوري تتحكم فيه قوى الأمر الواقع ، وبالتحديد حزب الله الذي عمل ليس فقط على إنتاج سياسي بل على إعادة إنتاج هوية جديدة للشيعة “، وأشار الى “أن لا وجود للديمقراطية في الدول العربية”، مشدداً على “أن التيارات الإسلامية لم تكن يوماً مشروعاً حقيقياً”.

الدكتور وجيه قانصو

بدوره، تحث الزميل أحمد عياش “عن وجود مفارقات غريبة عجيبة في البلاد ، حيث لا فرصة الآن لولادة شيء جديد في البلاد حيث الأزمة سترافقنا طويلاً”.

الزميل احمد العياش

من ناحيته، اعتبر الوزير السابق إبراهيم شمس الدين “أنه يوجد إعادة تشويه جديد للشخصية الشيعية الوطنية، وتم بذل جهد وصرف أموال من أجل ذلك من قبل حزب الله”، لافتاً الى “أن هناك تغيير مرتقب خلال 5 سنوات”.

الوزير السابق إبراهيم شمس الدين

وجزم الزميل مالك مروة بأن “لبنان هو مرآة لما يحصل في المنطقة، في ظل غياب لمشروع وطني شامل وغياب البوصلة الاخلاقية في التعاطي السياسي”، مشيراً الى “أن المشروع الإيراني لا أفق له وهش وستلحق به على الأطراف المرتبطة به”.

لبنان ليس أولوية والتدخل لحل الأزمة فيه توقيته دولي

وشددت الدكتورة نوال الحوار على “أن لبنان أصبح شبه مغيّب من حيث الاهتمام بحل أزمته حالياً، وزيارة الرئيس الإيراني لسوريا أظهرت عمق العلاقة بين الطرفين على كل المستويات”.

وفي تعقيبه على المداخلات، أكد قواص “أن الأزمة في لبنان ستستمر لسنوات”، وسأل:” ما الذي حصل فجأة خلال السنوات الأخيرة وأدى الى الترابط الوثيق بين الشيعة والنظام الإيراني والسوري؟”.

وأوضح قواص “أن لبنان موجود ضمن قائمة الاهتمامات ولكنه ليس أولوية والتدخل لحل الأزمة فيه توقيته دولي”.

الزميل حسن فحص
الزميل مالك مروة
السابق
توتر امني في طرابلس.. هذا ما يحصل ليلاً
التالي
الدولار «الأسود» ما دون الـ٩٥ الفاً.. هكذا اقفل مساءً