ما رأيكم بحفلة وداع جماعية في ذكرى انطلاقة الحرب اللبنانية؟

غسان صليبي

الجميع بات شبه متيقن أننا ذاهبون الى حتفنا، الشخصي والجماعي والوطني اذا استمر الوضع على ما هو عليه.

وربما حلت النهاية غير السعيدة بعد سنتين على ابعد تقدير، مع اقتراب موعد اليوبيل الفضي لإنطلاقة الحرب اللبنانية، المستمرة حتى اليوم
بوسائل متعددة.

لافت أننا لا نحتفل بنهاية الحرب ولو كذكرى نكتب عنها، بل نحرص
على استذكار بداياتها في كل سنة، وكأنها لم تنتهِ بعد.

نعم وتكرارا، فإذا كانت حربنا، كما يقول كلاوسفيتز منظر الحروب، “استمرارا للسياسة بوسائل أخرى”، فإن سلامنا لم يكن الا استمرارا للحرب بوسائل أخرى.

تعطيل السياسة ومعها الديموقراطية، هما أفضل وسيلتين لتشريع الحرب، فبعد تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وشبه تعطيل لعمل الحكومة، سيأتي التمديد للبلديات ليقفل الابواب تماما امام حل الصراعات وتنظيم المنافسة السياسية بالطرق الديموقراطية.

وهذا الفراغ السياسي يناسب الى أقصى حد، حاملي مشروع الحرب الابدية، التي عادت تطل برأسها عبر إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني.

لماذا لا نستبق حتفنا المتوقع لا محالة، وننظم حفلة وداع جماعية،
بدل أن نودّع بعضنا بحزن وعلى مراحل، فردا فردا وجماعة جماعة؟

لعلنا في حفلة الوداع الجماعية، نكتشف فجأة وبفرح، أننا لا زلنا
نستحق العيش معا بدمقراطية وازدهار وسلام.

فربما صحت مقولة جبران أن “المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق”،
هو الذي اختبر بالتجربة وجع الفراق، بعد ان قرر الابتعاد نهائيا عن وطنه الام.

السابق
برّي يدعو إلى جلسة الأسبوع المقبل
التالي
«الحرب المستمرة» من نيسان 1975 الى نيسان 2023!