رسالة من لقمان (46): … حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

الوضع مزري للغاية في لبنان؛ الجميع منزعج، بل الكل يشكو، والسؤال: هل يتغير الوضع ويتحسن بمجرد الشكوى؟! هل تزدهر أمور لبنان والشيعة بالتزمر من الوضع القائم فقط؟!
مولانا: أجمل ما يمكن أن يعبَّر عما أريد قوله، هو النص القرآني: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

واضح أنّ الشعب اللبناني مصرّ على “مجرد الشكوى” سيبقى في دائرة السلب، ولا يبدو أنه سيفهم أنّ التغيير يتأتى من خطة ومشروع وهدف واستراتيجية وأمور تصب في الإطار “الإيجابي” وليس مجرد اعتراضات غير موجَّهة..
وأسوأ من ذلك حينما نسمع البعض الذين يتحدثون عن تقصير “الخارج” في تغيير الواقع الداخلي!! أنا لا أريد أن أبرئ الخارج من بعض واجباته.. لكن الأجدى باللبنانيين أن يبحثوا عن واجباتهم أولاً ثم يتحدثون عن تقصير غيرهم!! فالتغيير الداخلي لا بدّ أن يكون بقرار وإرادة داخلية.. وحينذاك قد تتلاقح الجهود المحلية مع الإرادات الخارجية، وتثمر تغييراً وتنمية وازدهاراً.

والأنكى من ذلك هو تناقض خطاب البعض الذين ينتقدون الخارج وتدخلاته في الداخل ثم في مورد آخر تسمعهم يحثون “خارجاً آخر” – إن صحّ التعبير – للتدخل في الشؤون الوطنية..
في قناعاتنا أن المسؤولية بالدرجة الأولى على الشعب اللبناني، وبعد ذلك على المجتمع الدولي دعم هذه الإرادات الطيبة التواقة للتغيير والحريّة.

لذا، ينبغي أن يُعلم بأنه ليس المطلوب إملاءات الخارج، ولا مجرد القرارات الخارجية، بل بالدرجة الأولى المطلوب هو أن يبرهن اللبنانيون عن نياتهم في السعي الجدي للتخلص من هذه الطبقة الفاسدة، والنية الصادقة لإقامة دولة المؤسسات، وعند ذاك حقهم أن يتساءلوا عن دور الخارج في دعم قوى الداخل.

السابق
لا جدول أسعار للمحروقات اليوم.. والسبب؟
التالي
هل دخلت العقوبات الأميركية على خط الأزمة الرئاسية؟