كيف ستتدبر الذاكرة الجماعية أمرها بعد ان قتل حسن زينب بمباركة حسين؟

غسان صليبي

حسين
هو اخ القتيلة
وحسن
هو زوج زينب
التي قتلها،
والجميع
من آل زعيتر.

حسين يقول
في الفيديو الموزّع
على العموم،
انه لو لم يسبقه حسن
ويقتل اخته زينب
لكان قتلها هو:
“إلّي عمله حسن
أنا كنت بدي أعمله،
هو دقلي عالتلفون
كنت أنا جايي،
هو يلي عمله قبلي،
وصار يلي صار.”

كان حسين يتكلم
ليطمئن رجال الحي
الذين التفوا حوله
خوفا من ان يلجأ
الى الانتقام لأخته،
فهل من ينتقم لقتل امرأة؟

حسن قتل زوجته زينب
وهي نائمة،
بثماني رصاصات
فجّر بعضها رأسها،
بعد ان اتصل به احدهم
وهو في المقهى
عند الثانية بعد منتصف الليل،
وابلغه أن زوجته تخونه.

لا زال الغموض
يلف كامل القضية،
وتعددت الروايات،
بدءا من أن زينب
ظهرت في صورة
على الهاتف
بلا حجاب،
او انها
كانت تريد الطلاق،
او انها
كانت تخون زوجها،
لا فرق
فجميع هذه الأفعال
تستحق المصير نفسه
اي القتل،
بحسب الزوج
وأخ زوجته
والرجال الذين تجمّعوا
حول حسين،
لتهئته على موقفه
ورفع معنوياته.

لم ولن يستجوب احد زينب
لمعرفة حقيقة ما جرى،
وحسن وحسين
لا يعترفان
على الارجح
بهذه القاعدة القانونية
التي ادخلتها المدنية،
والتي تنص
على ان المتهم بريء
حتى إثبات العكس.

الزوج مختفٍ
بعد ان اخذ معه
اولاده الثلاثه،
فيما ظهر حسين
في فيديو
وهو يرفع بوابة مقهى حسن
ويؤكد انها لاولاد اخته
اللواتي يتعهد بإعالتهن.

بدا حسين
في الفيديو
كمن لا يستطيع البكاء
على اخته
ولا الغضب لمقتلها،
تحت وطأة عيون الرجال
الذي لاقوه الى المقهى
وقد “أفتى” احدهم
في بداية الفيديو
بصوت جهوري:
“يا ربعنا
الموجود يعلم المش موجود
حسن وحسين أخوة
شرف واحد
حسن غسل عاره وعار حسين
وهيدا الموضوع انتهى”.

فيلاقيه رجل آخر
بصوت لا يقل جهورية:
“انت يللي عملتو يا حسين
موقف بيرفع الرأس
وبضل معك لآخر العمر”،
ليختتم رجل متقدم بالسن:
“بارك الله بالشباب الطيبة،
نحنا اهل واخوة.”

الاهل والاخوة،
الشباب والكهول،
الزوج واخو الزوجة،
التقوا جميعا
على أن قتل المرإة
حلال.

كل هذه التبريكات
لأن حسين “قرر”
الا ينتقم لأخته
وان يتماهى كليا مع قاتلها،
هذا اذا كان بالامكان الكلام
عن قرار فردي حر
في هذا الجو المجتمعي الضاغط،
وداخل عشيرة واحدة.

على الارجح
ان حسن
كان قد فطر
قبل أن يلتقي مع أصدقائه
في المقهى،
وعلى الارجح
ان زوجته
التي قتلها
هي التي اعدت له
الإفطار.

رمضان لم يكن كريما
مع زينب،
ولم يستطع
ان يرحمها
ولو لدقيقة واحدة
لتدافع عن نفسها.

البشر
يعطون اسماء شخصيات تاريخية
لأولادهم
رغبة منهم
بأن يتمثلوا بهم
في حياتهم،
وأسماء حسن وحسين وزينب
هي من الأسماء المحببة
عند الشيعة،
لارتباطها
في ذاكرتهم الدينية
بنسل علي بن أبي طالب
وبإحداث تاريخية تأسيسية.

لا أعرف
كيف ستتدبر ذاكرتهم
امرها اليوم،
بعد ان قتل حسن زينب
بمباركة حسين؟

لا،
نحن لا نعيش
لا على التوقيت الصيفي
ولا على التوقيت الشتوي،
فهذان التوقيتان
تعتمدهما دولة القانون
في العالم اجمع.

نحن نعيش
على توقيت العشائر،
حيث يقتل حسن زينب
بمباركة حسين،
واركان الدولة وحراس الدين،
الرجال الرجال،
سيتفرجون
على قتل امرأة
من بين النساء،
اللواتي لا يحظين اصلا
من قبلهم
باي اعتبار واحترام.

السابق
وهاب يدعو لإنتخابات نيابية جديدة!
التالي
الاردن يعلن موعد تزويد لبنان بالكهرباء