صور تفقد المربي محمد شمس الدين.. «ابا الشهيدين»

في مطلع تسعينيات القرن الماضي، التقيت بالمربي محمد نجيب شمس الدين ( ابا علي ) في تكميلية صور الرسمية الثانية، من بوابة الحراك التربوي والمطلبي انذاك،حيث كنت اواكب التحركات المطلبية للمعلمين، وثم في المناسبات والأنشطة الثقافية والحزبية، في مدينته التي احبها اكثر حتى العشق، بعد استشهاد نجليه.
استاذ مادة الرياضة، الذي كان من جيل الأوائل المنضوين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، في الخمسينيات، إلى حين وفاته امس عن عمر ناهز الثمانين، كانت خاصيته السلاسة والهدوء والانفتاح، ومواظبا على عمله السياسي الحزبي والاجتماعي.

تحولت حياة هذا المربي، قبل ١٧ عاما إلى كابوس، رافقه لحظة بلحظة وفي زوايا منزله وارجاء احياء صور ، لا سيما حي الرمل – الاثار، حيث خسر هناك نجليه الوحيدين الزميل محمد ونجيب ، بالغارة التي شنتها طائرات العدو الإسرائيلي على مبنى الدفاع المدني، فسقطا مضرجين بدمائهما ، إلى جانب أكثر من ١٦ شهيدا وشهيدة، بعدما رفضا ترك أبناء مدينتهم ، في عز العدوان الاسرائيلي في تموز- اب ٢٠٠٦.
بقي ابا علي طيلة هذه الفترة مكسورا ، وغابت عنه الابتسامات ، قابضا على أوجاعه، محاولا تخفيف حرقة زوجته ام علي وبناته واحفاده .
اذكر بعد سنوات قليلة ، من استشهاد محمد ونجيب ، انني قد الحيت على ابي علي اقناع ام علي التحدث عن الذكرى في مقابلة تلفزيونية، وهي التي كانت الت على نفسها عدم الحديث ، الذي لم يعد ينفع بعد خسارة فلذتي كبديها ووحيديها علي ونجيب وهما في مقتبل العمر، فكان ان اقنعها بخجل، حتى لا أعود خائبا.
فإلى روحك يا أبا علي ومحمد ونجيب الف تحية وبقاء.

السابق
ما تحتاج معرفته عن كفاءة الألواح الشمسية
التالي
مكتب السيد فضل الله يعلن موعد اول ايام شهر رمضان