خاص «جنوبية»: لهذه الأسباب أطاح «الثنائي الشيعي» بـ«لوائه».. وهكذا يرد على «الضرب من بيت أبيه»!

عباس ابراهيم

طويت صفحة “مدير عام” ملأ لبنان وشغل اللبنانيين، إلى أن أحيل على التقاعد تاركا خلفه تساؤلات عدّة حول السبب الحقيقي، لعدم خوض “الثنائي الشيعي” معركة التمديد له فعليّا، وهو الذي “هندس” له إنجازات عدّة، وأخرجه من الشرك الخارجي أكثر من مرّة.

“لواء الشيعة” عباس إبراهيم، الذي احتارت القراءات حول سرّ علاقاته المحلية والعربية والدولية، وقدرته في صناعة الإنجازات وإخراج الحلول، نجح الرجل الذي جمع في شخصيته السياسة والأمن والديبلوماسية والعسكر.

ابراهيم كان له في السنوات الاخيرة “زحطات” عدة حجم الرجل تجاوز “الثنائي”

وشرح مصدر شيعي مقرب من “الثنائي” لـ”جنوبية” الاسباب الحقيقية غير المباشرة للتخلي عن ابراهيم، فيقول أن “ابراهيم كان له في السنوات الاخيرة “زحطات” عدة، حجم الرجل تجاوز “الثنائي”، ولم يستمع للنصائح التي حملها اليه مسؤول في حزب الله اكثر من مرة، بأن يهدّأ قليلا ولا يستفز الرئيس بري، الا ان ابراهيم استمر في حركته السياسية وحاول الترشح للانتخابات النيابية، بعدما وشوش له الاميركي سابقاً، أنه يرى فيه الرجل المناسب ليكون خليفة بري على رأس المجلس النيابي”.

ابراهيم “كبر راسو” وذهب نحو نشر صوره في بداية الازمة الاقتصادية من بيروت الى الجنوب

وأردف”: اضافة الى أن ابراهيم “كبر راسو” وذهب نحو نشر صوره في بداية الازمة الاقتصادية من بيروت الى الجنوب، وأقيمت له استقبالات شعبية ومهرجانات في البقاع، الأمر الذي أزعج الثنائي الذي لا يسمح لأي قوّة شيعية بحرية الحركة، في مناطق نفوذها، فكيف برجل يرى به البعض انه رجل أميركا الأول في لبنان، والذي يبدو انها تخلت عنه في الآونة الأخيرة”.

في المقابل، كشف أحد المقربين لـ”جنوبية” أن لسان حال اللواء يقول: “من بيت أبي ضربت” في إشارة الى أن الثنائي الشيعي لم يكن على قدر الوفاء ليس لشخصه فحسب، بل للطائفة الشيعية التي أنتجت رجلا بحجم إبراهيم”.

ورأى ان :” اللواء طائفته لبنان وإنسانيته، وهذا ما سبب قلقا للثنائي الطائفي، “فنقّز” دوره الوطني وفنه في التفاوض والحوار الرئيس بري خصوصا، بعدما كثر الحديث عن أنه رجل المرحلة الاتية والوحيد المؤهل ليكون رئيسا لمجلس النواب، وضابط ايقاع لقربه من كل الافرقاء اللبنانيين، خصوصا انه لم يغص في حرب المحاور بين 8 و 14 اذار، بل بقي على مسافة واحدة من الجميع ولعب دور “الاطفائي”، ونسج خيوط الحوار وانجز تسويات على المستوى الوطني، وكان موضع ثقة العالم فكرّم في فرنسا واميركا وقطر وعدد من دول العالم”.

وأكد أن ابراهيم، “كان على قدر الظروف الاستثنائية، التي حدثت في لبنان والمنطقة. فخلال 12 عاما على رأس المديرية العامة للأمن العام، وخاض مهمات صعبة، سخّر لها ذكاءه الصامت وقوّته الهادئة وعلاقاته الواسعة، فلعب أدوارا إنسانية بارزة، خلال الحرب السورية حيث فكّ أسر رهائن لبنانيين وعرب وأجانب، ونال تقدير وإحترام العالم وأصبح مقصدا للدول، الى حد وصفه رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما بأنه يشبه “الوالد المجهول للالبان” نظراً لجهوده في عمليات تحرير واسترجاع، عدة أطفال ونساء من مخيم “الهول الشهير”.

وبدوره لفت مصدر سياسي بارز ل “جنوبية” الى “: أن ينسج رجل شيعي لبناني هذه العلاقات مع الشرق والغرب، ويسخر صداقاته لمصلحة لبنان، ويحمل كل هذه الانجازات ويخوض مفاوضات تاريخية غير مباشرة حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، فهذا ليس سهلا ولا يمكن أن يقوم به رجل عادي سياسي، فهو خدم لبنان كما خدم الثنائي الشيعي، من خلال المصلحة العامة، ولو أنه مارونيا لرشّح لرئاسة الجمهورية”.

لا يستبعد المصدر عينه أن “يُسمح للواء ابراهيم بلعب دورا سياسيا كبيرا وبحرية الحركة أو بفتح بيت سياسي ثالث في حضن “الثنائي الشيعي”، ستكون ارض الجنوب وعرة أمام إنطلاقته، خصوصا أن نفوذه السياسي والأمني سيتراجع وقد ينتهي، والبيئة لن تكون حاضنة لرجل دون جناحين، اي دون نفوذ مالي وسياسي”.

في سجل إنجازات إبراهيم نجاحات كثيرة كانت محط إجماع، منها ما أعلن عنه ومنها ما بقي في دفتر شروط اللواء السرّي، خلال الحرب السورية لم يهدأ اللواء النشيط، ففي العام 2012 استطاع تحرير اللبنانيين الذين خطفتهم جبهة النصرة في منطقة أعزاز بعد مفاوضات شاقة استمرت لأشهر تنقل خلالها بين سوريا وتركيا وقطر ولبنان، ثم نجح بتحرير راهبات معلولا في العام 2014 حيث نال تنويه العالم وخصوصا الكنيسة اللبنانية والفاتيكان، وخاض معركة تحرير 17 عسكرياً لبنانياً من «جبهة النصرة» وذلك في العام 2015 في عملية تبادل في محيط بلدة عرسال وتمكن من استعادة جثامين 8 جنود من الجيش اللبناني قتلوا بسكين ورصاص «داعش».

وحرر عدد من الرهائن الاجانب في سوريا من سام غودوين الأميركي الجنسية، إلى الرحالة الكندي كريستيان لي باكستر، وانتقل الى ايران وفك اسر رجل الأعمال الأميركي اللبناني نزار زكا من السجون الإيرانية.

واستطاع ابراهيم تطوير عمل الأمن العام فنجح في تفكيك عدد من الخلايا الارهابية التي كانت تخطط لارتكاب مجازر في لبنان كما فكك عددا من خلايا الموساد الاسرائيلي.

السابق
«بهلونيات» الحكومة وسلامة تفاقم معاناة اللبنانيين..وواشنطن ماضية في تطويق «تمويل» حزب الله!
التالي
غليان في عين الحلوة.. والحصيلة قتيل و٧ جرحى