سنة «سوداء»..بإمتياز!

موظفون في لبنان الازمة الاقتصادية
ساعات قليلة وتقفل سنة ٢٠٢٢ أبوابها على "ماضٍ" أسود، وتحلّ سنة جديدة، بمعالم سوداء،وربما تكون "داكنة علقمية". ولا يسع المواطن اللبناني سوى كيل الشتائم واللعنات، على سنة مضت مليئة بالمآسي والفقر والتعتير…واللعنات الأكبر يصبّها في وعلى وداخل وعاء منظومة حاكمة مستبدّة ظالمة قهرت البلاد والعباد، وجعلتهم "كعصفٍ مأكول".

سنة كاملة المواصفات والأوصاف السيئة، رسمتها وجهّزتها زمرة حاكمة،لا تفقه من المسؤولية سوى ،النّهب والاحتكار والتسلط والفجور والغطرسة والتلاعب بمصير وحياة الأمة المغلوب على أمرها.فمن أشنع وأفظع وأحقر ما قام به هذا النظام الجائر الحاكم المستبد، المتمثل بمنظوماته كافّةً، المالية والاقتصادية والسياسية والحزبية ، هو استحكامه المطلق بالوعي الاجتماعي، وتدجين عقل الكائن اللبناني، أين منها سيناريوهات العصابات في الأفلام الخياليّة الراعبة، حيث تولد وتتوالد من رحم هذه العصابة الحاكمة ،مشاريع النهب والسطو واللصوصية “المحدثة”، بعدما زرعت في العقل البشري أوهاماً تلقفها المواطن عن سابق ضعف وجهل وتخلف.

نجحت زمرة الحكم المفروضة في توجيه وتحريك هذا العقل البشري كيفما أرادت وجعلته يحكم ويتحكم بمصير واحد هو مصير الهلاك بعينه

وثمة عقول بشرية امتهنت هذه اللصوصية ومارستها،ضد نفسها أولاً، ثم استعملتها وشاركتها اللعبة الخبيثة ضد وطن وشعب،في أرض منزوعة الكرامة.

إقرأ أيضاً: منيّر لـ«جنوبية»: 2023 عام الحسم والتسويات!

لقد نجحت زمرة الحكم المفروضة في توجيه وتحريك هذا العقل البشري كيفما أرادت، وجعلته يحكم ويتحكم بمصير واحد هو مصير الهلاك بعينه.

والأخطر أن هذا “البشري” يتحكّم بغرائزه المجنونة والتي تسلك مدار الانحدار ،على كافة صعد العيش والحياة.

ونجحت الزمرة الحاكمة بتضييع الغضب الشعبي وتحويله باتجاهات عجيبة، زرعت وهم الغضب في عصب الحاجة والجوع، كأنها تقول للعقل إغضب فيغضب،ولكن غضبك مارسه على نفسك وشعبك ، لا على حكمك وحكامه.. أو افرح فيفرح، ولكن بغير فرحك، أو اقتل فيقتل، ولكن أقتل أملكَ ،لا سارقك.

أضاع اللبناني بوصلة كرامته بالكامل ودخل في (مهزلة الثورة) الغرائبية لا الغريبة!

وعليه، أضاع اللبناني بوصلة كرامته بالكامل، ودخل في (مهزلة الثورة) الغرائبية،لا الغريبة! فالمواطن اليوم يتحرّك ويثور حيث يجب أن يقف ويراقب. ويستكين حيث يجب أن يثور، الى حيث يجب أن يندلع مثل بركان أو زلزال، ويكسّر وينتقم ويُحاسِب ويغيّر.
عجبي!

السابق
منيّر لـ«جنوبية»: 2023 عام الحسم والتسويات!
التالي
طقس العيد مستقر ودافىء!