صفقة إيران النووية: «سبع أساطير».. وهذه هي الحقيقة!

ايران النووية
بين المخفي والمستور، كشف تقرير لـ"معهد هادسون مركز الأمن والسلام في الشرق الأوسط" عن تفاصيل خطة العمل حول صفقة إيران النووية مع أميركا والدول الأوروبية كما الصين وروسيا، ليتبين أنها تتيح لإيران الاستمرار بخطتها بما يضمن مصالحها وطموحاتها، على عكس ما يتم الترويج له، فالقيود لن تُكبّل مساعيها في بناء وتطوير قدراتها النووية، وستستمر في دعم الكيانات الارهابية وتنجح في التملّص من العقوبات وجني الأرباح، بالإضافة الى استخدامها نمط ابتزاز يتماهى مع مصلحتها سياسياً وعسكريا وفق التوقيت الذي تختاره.

وفي ترجمة خاصة لـ”جنوبية”، أفاد التقرير المنشور باللغة الانكليزية، الى أنه بعد انسحاب ترامب من خطة العمل المشتركة التي أبرمها أوباما مع الدول الاوروبية والصين وروسيا وإيران، عادت الولايات المتحدة الى سياسة الضغط القصوى على إيران والتي اتسمت بالعقوبات الاقتصادية الجدية التي لم تواجه فقط البرنامج النووي، بل مشروعها التوسّعي في المنطقة أيضاً.
كإحدى الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، يتوجب على إيران أن تتعاون مع مفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية للتحقق من طبيعة برنامجها السلمية.
في العام 2018 قامت مجموعة اسرائيلية باختراق مخزن سري في طهران وسرقت ملفات نووية عدّة، وبعد أن قامت اسرائيل بمشاركة تلك الملفات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجد مفتشوها آثارًا لليورانيوم في مواقع غير معلنة، على الرغم من أن إيران ملزمة بالاعلان عنها.

طهران لم تتراجع أبدًا عن نيتها بناء قدرات نووية، وأن أنشطتها النووية “المدنية” المعلنة هي محاولة سطحية لإخفاء برنامجها النووية


وبالنظر الى علاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نستنتج أن طهران لم تتراجع أبدًا عن نيتها بناء قدرات نووية، وأن أنشطتها النووية “المدنية” المعلنة هي محاولة سطحية لإخفاء برنامجها النووية. ومع ذلك ، فمنذ بداية خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA)، نسج مؤيدو الصفقة أساطير تخفي هذه الحقائق الواضحة.
وبينما يستعد الرئيس بايدن لإعادة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وبما أن الجمهور والصحافة والكونغرس ينظرون في شروط الصفقة، يعرض التقرير الأساطير السبع الأكثر خطورة لتوضيح حقيقة يتم العمل من أجل إخفائها.

الاتفاق الإيراني يسمح لطهران بالاحتفاظ والتوسع ببنية تحتية نووية ضخمة قامت بانشائها خصيصا لتطوير أسلحة نووية

الحقيقة والأساطير
الأسطورة الأولى: “خطة العمل الشاملة المشتركة كانت فعالة”، بينما الحقيقة هي أن” الاتفاق الإيراني يسمح لطهران بالاحتفاظ والتوسع ببنية تحتية نووية ضخمة قامت بانشائها خصيصا لتطوير أسلحة نووية. فخطة العمل المشتركة الشاملة تسمح لإيران إبقاء منشآت نووية وامكانيات غير ضرورية لانتاج الطاقة النووية بشكل سلمي، كما تمنحها مئات مليارات الدولارات التي كانت محجوبة بفعل العقوبات، ما يسهل لها دعم الكيانات الارهابية كحزب الله وحماس، بالإضافة الى ذلك، فقد دفعت هذه الخطة الى بدء سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) تضمن أن تمتلك إيران القدرات الحاسمة التي تحتاجها لصنع أسلحة نووية، وفقًا للخطط طويلة الأمد التي طورتها وتواصل مراجعتها


الأسطورة الثانية: العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ستعيق طريق إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، بينما الحقيقة تمكن بأن خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) تضمن أن تمتلك إيران القدرات الحاسمة التي تحتاجها لصنع أسلحة نووية، وفقًا للخطط طويلة الأمد التي طورتها وتواصل مراجعتها، فالمخالفات التي ارتكبتها طهران للخطة لا مبرر لها سوى تطوير الأسلحة النووية، كما أن المنشآت التي صانتها الخطة هي التي سمحت بذلك، ما يعني أن السرعة والسهولة التي يمكن أن تنتهك بها إيران شروط الصفقة في أي وقت تختاره تثبت أن الصفقة لم تسد طريقها إلى التسلح.

لم تستأنف إيران التخصيب بنسبة 20 % إلا بعد خسارة الرئيس ترامب الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كما أن انتهاكات إيران النووية والخطوات التصعيدية الأخرى تجاه الولايات المتحدة ليست انتقاما من ترامب، بل هو تفاوض على التكتيكات ضد بايدن


الأسطورة الثالثة: قرار الرئيس ترامب الانسحاب من الصفقة ومتابعة سياسة الضغط الأقصى التي يتبعها دفع إيران إلى زيادة مستويات تخصيب اليورانيوم، بينما الحقيقة هي أنه لم تستأنف إيران التخصيب بنسبة 20 % إلا بعد خسارة الرئيس ترامب الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كما أن انتهاكات إيران النووية والخطوات التصعيدية الأخرى تجاه الولايات المتحدة ليست انتقاما من ترامب، بل هو تفاوض على التكتيكات ضد بايدن، فإيران قوة عدائية تسعى إلى تقويض النظام الذي تقوده أمريكا في الشرق الأوسط، ووجود رادع عسكري، بالإضافة الى ضغط اقتصادي ودبلوماسي قوي هو السبيل الوحيد لاحتواء سلوكها، والمصالحة من قبل واشنطن تقوم فقط بإثارة ازدراء طهران.

القيادة السياسية وخبراء الأمن والجمهور العام في إسرائيل يرون أن خطة العمل الشاملة المشتركة خطرة ويعارضونها بشدة


الأسطورة الرابعة: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعم بأغلبية ساحقة مشاركة الولايات المتحدة في صفقة إيران، بينما الحقيقة تقول بأن القيادة السياسية وخبراء الأمن والجمهور العام في إسرائيل يرون أن خطة العمل الشاملة المشتركة خطرة ويعارضونها بشدة.
الأسطورة الخامسة: خطة العمل الشاملة المشتركة لا تنتهي صلاحيتها، فيما الحقيقة تظهر أنه تنتهي جميع القيود المهمة التي تفرضها خطة العمل الشاملة المشتركة على إيران بسرعة، فبحلول يكانون الثاني 2031 ، تسمح خطة العمل الشاملة المشتركة لإيران بتخصيب اليورانيوم دون قيود، وفي عام 2023، سترفع شروط خطة العمل المشتركة الشاملة الحظر الصاروخي الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، وفي عام 2025، ستنتهي آلية snapback لخطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) ، ويسمح هذا الإجراء المفاجئ للولايات المتحدة أو أي من شركائها في التفاوض بإعادة فرض عقوبات وقيود الأمم المتحدة الملزمة على برنامج إيران النووي إذا فشلت إيران في الوفاء بالتزاماتها.

إيران عصبت أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تقييدها بشكل صارم لجهة الأمكنة التي يمكنها فيه التفتيش


الأسطورة السادسة: أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا وتكرارًا أنها لا ترى أي انتهاكات للصفقة من قبل إيران قبل انسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن الحقيقة أن إيران عصبت أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تقييدها بشكل صارم لجهة الأمكنة التي يمكنها فيه التفتيش.

الأميركيون يرفضون الصفقة بأغلبية ساحقة


الأسطورة السابعة: غالبية الأمريكيين، بمن فيهم اليهود الأمريكيون، والناخبون الديمقراطيون، والمستقلون، وحتى معظم الجمهوريين، يدعمون إحياء صفقة إيران، فيما الحقيقة أن الأميركيون يرفضون الصفقة بأغلبية ساحقة، والاستطلاعات حول رأي الناس بشأن عودة اتفاق نووي جديد يمنع توسع برنامج إيران النووي( فيما الواقع هو خطة عمل مشتركة شاملة (JCPOA) تسمح بوضوح توسيع البرنامج النووي الإيراني) تظهر رأي الجمهور حول دعم صفقة وهمية، تبين أنه بعد عرض شروط خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل واقعي، فإن الشعب الأمريكي يرفضها رفضًا قاطعًا، كما فعل في عام 2015.

إقرأ أيضاً : طلب أميركي من قادة لبنان.. وموقف بخصوص «الإتفاق النووي»

السابق
إليكم سعر الدولار صباح اليوم
التالي
لـ «ساعتين».. هوكشتاين في بيروت غداً!