الإتفاق النووي في «مهب الريح»!

يبدو أن أجواء المفوضات النووية ملبّدة بالعقبات التي قد تحول دون ابصاره النور بعد أن وضعت إيران “العصي” في بنوده عن سابق اصرار وتصميم، إذ أنه بعدما أكدت المفوضية الأوروبية أن جميع أطراف الاتفاق النووي تدرس رد إيران على إحيائه، شدد البيت الأبيض، على ضرورة عدم وجود أي اشتراط بين معاودة تنفيذ إيران للاتفاق والتزامات طهران بموجب اتفاقية منع الانتشار النووي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: “ينبغي ألا يكون هناك أي ربط بين معاودة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة والتحقيقات المتعلقة بالتزامات إيران القانونية بموجب معاهدة عدم انتشار (الأسلحة النووية)”، في إشارة إلى تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة”.

وأشارت الى أن الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، إلى جانب الولايات المتحدة التي انسحبت منه، تدرس جميعها هذا الرد وستبحث معا كيفية المضي قدما.

بالتزامن، وصف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، الاقتراحات الإيرانية لإحياء الاتفاق بأنها “معتدلة”.

وقال أوليانوف عبر حسابه على تويتر إنه يمكن التعامل مع الاقتراحات الإيرانية “بشرط توافر الإرادة السياسية اللازمة” لإكمال مفاوضات فيينا.

تأتي تلك التصريحات فيما رأى مستشار الوفد الإيراني المفاوض في محادثات فيينا، محمد مرندي، أنه “في حال اتخذت الولايات المتحدة قراراً صائباً، يمكن التوصل إلى اتفاق سريع”.

واعتبر في تغريدة على حسابه في تويتر، الجمعة، أن “الأميركيين يرون أن الرد البناء هو القبول بشروطهم، لكن إيران ترى أن هذا هو الاتفاق المتوازن والمضمون”.

فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، استعداد بلاده عقد اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في المفاوضات في فيينا الأسبوع المقبل لإعلان الاتفاق النهائي، في إشارة إلى الاتفاق النووي.

وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية أوضح أن “الرد الإيراني لم يكن بناء”، ما سيفتح الباب أمام تعثر جديد على ما يبدو في مسار المفاوضات الشاق، الذي امتد على مدى 16 شهراً بجولات ماراثونية.

كما لفت البيت الأبيض إلى أن واشنطن تدرس رد طهران وتنسق مع حلفائها بشأنه. وأكد أن “هناك ثغرات قائمة بخصوص الملف النووي، مشدداً على أن الرئيس جو بايدن لن يوقع اتفاقاً لا يراعي مصلحة الأمن القومي الأميركي”.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قدم في الثامن من آب الفائت، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في نيسان 2021 في فيينا، واستمرت 16 شهراً، نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.

وقد تسلم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الرد الإيراني الأول قبل نحو أسبوعين (منتصف آب2022)، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي أخيراً رد طهران الخميس، والذي وضع المحادثات ثانية في مهب الريح.

إقرأ أيضاً : الإتفاق النووي.. ليونة إيرانية تجاه «النص الأوروبي النهائي»؟!

السابق
«توتر» أمام معمل دير عمار.. ماذا يحصل؟
التالي
أسرار الصحف اليوم السبت 3 أيلول 2022